إلى روح محمود درويش

إلى روح محمود درويش

إلى روح محمود درويش

 العرب اليوم -

إلى روح محمود درويش

بقلم - سحر الجعارة

 

(لولا ‏الحياء والظلام، لزرتُ غزة، دون أن أعرف الطريق إلى بيت أبي سفيان الجديد، ولا اسم ‏النبي الجديد!.. ولولا أن محمداً هو خاتم الأنبياء، لصار لكل عصابةٍ نبيّ، ‏ولكل صحابيّ ميليشيا! أعجبنا حزيران في ذكراه الأربعين إن لم نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا بأيدينا لئلا ننسى!) .. هذه كانت نبؤة شاعر الثورة و المقاومة الفلسطينية "محمود درويش" ، وهو يبكى الدماء الفلسطينية التى سالت فى الإقتتال الداخلى بين "حماس وفتح".

مات "محمود درويش" قبل الأوان، حين سقط القناع عن وجوه الأنبياء ليكتشف أنهم "ميليشا" مات مهزما بعد أن تلقى الطعنات الشقيقة حين عاد إلى "حيفا" ووقف على سفح جبل الكرمل وقال : ( الشعب الفلسطينى الذى إستعصى على أعدائه إستئصاله سيعرف كيف يضع حدا لجنون أبنائه ) فى إشارة إلى إقتتال الإخوة فى غزة .

عانى "درويش" موته فى إحتضار طويل على سبيل "المقاومة"، بينما القضية الفلسطينية تتهدم فى أبيات قصائده يوما فيوم، وأحبال صوته تشنقه على جدار الفرقة وتمزيق أوصال الشعب الفلسطينى .. لكننا عشنا بعده لنشهد "بروفة القيامة".

(ومن جمال غزة أن لا شيء يشغلها ،لا شيء يدير قبضتها عن وجه العدو ..

قد ينتصر الأعداء على غزة،قد يكسرون عظامها‏‏ ..قد يزرعون الدبابات في أحشاء أطفالها ونسائها وقد يرمونها في البحر أوالرمل أو الدم .. ولكنها

لن تكرر الأكاذيب ولن تقول للغزاة: نعم‏‏ وستستمر في الانفجار‏‏

..لا هو موت ولا هو انتحار..ولكنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة

وستستمر في الانفجار‏‏) .. وإنفجرت غزة فى وجوهنا أشلاء لجثث الأطفال والنساء والعجائز بلا أكفان ، ودماء ترسم خريطة ملونة بالدم ، وتحت الظلام ومع غياب كل سبل التواصل الإنسانى تدك الطائرات الإسرائيلية المستشفيات والمدارس وتقتل المدنيين الأبرياء طمعا فى الحصول على "رأس قيادى حمساوي" .. والقيادات فى المخابئ تخرج بتصريحات مخجلة : "المدنيون مسئولية سلطة الإحتلال" ورغم صحة المقولة فى القانون الدولى لماذا أشعر أن غزة السفلى "الخنادق" تغتال غزة العلوية وأن دبابات التوغل الأسرائيل سوف تدوس الحياة فوق الأرض "سياسة الأرض المحروقة" لتصل إلى منفذين الهجمات الرعناء لقادة حماس والتى أدخلتهم فى حرب غير متكافئة مع إسرائيل ومن خلفها حاملات الطائرات الأمريكية؟.

أشعر ان "درويش" وحده القادر على أن يلعن كل من خطط و مول لـ 7 أكتوبر ،ثم هرب إلى فندق خمس نجوم يمارس "النضال الحنجورى أمام الكاميرات" ويقبض الثمن ؟!!.. إن شئت أن تعرف "تجار الأوطان" تابع هؤلاء الفارين من موت دبروه مثل كمين لأبناء غزة ؟؟.

لم تعد المقاومة -يا شاعرى- كما وصفتها : ( صحيح أن لغزة ظروفا خاصة وتقاليد ثورية خاصة‏‏ ولكن سرها ليس لغزا..مقاومتها شعبية متلاحمة تعرف ماذا تريد "تريد طرد العدو من ثيابها".. وعلاقة المقاومة فيها بالجماهير هي علاقة الجلد بالعظم، وليست علاقة المدرس بالطلبة،لم تتحول المقاومة في غزة إلى وظيفة..

..ولم تتحول المقاومة في غزة إلى مؤسسة‏‏..لم تقبل وصاية أحد ولم تعلق مصيرها على توقيع أحد أو بصمة أحد‏‏ ) .. كنت أحتاجك لتكتب "نعى المقاومة" تتبرأ من كلماتك هذه بعد أن تحولت المقاومة إلى وظيفة ومؤسسة تحت وصاية حماس و "حزب الله" ومن خلفه "إيران" .. بعد أن تحولت المقاومة الى "مشروع تهجير" وبحث عن "وطن بديل" يمحو ملامح فلسطين التى طالما تغزلت فيها : الآن أسأل هل إسرائيل تمارس الإبادة والتصفية العرقية للفلسطينيين أم أنهم تخلوا عن "حلم الوطن" و باعوه لمن تآمروا على مصر والأردن ولبنان ؟!!.

كنت أحتاج شاعر الثورة ربما يقود حملة إعادة صياغة مفهوم المقاومة، أو يداوى رومانسيتنا السياسية ،ثم نكفر معا بشجر الزيتون وزهر البنفسج ، ونقتلع هويه "غزة" من بين ضلوعنا .. ما معني الوطن إذا كانت "السلطة" أهم من "الأرض" ؟!. (لا ‏أَخجل من هويتي، فهي ما زالت قيد التأليف) .. لكن الحبر قد نفذ وإستقال الثائر من شعر المقاومة و إستبدل الطفل فى غزة الحجارة بدمية تحمل دماء أم رحلت دون أن تفطُمه !.

ما أصعب أن يتحول "العشق" إلى "ثأر".. هذا ما فعلته "حماس" بالقضية الفلسطينية.

إنتزعت "حماس" منا هويتنا، حولت "الشهيد" إلى "إرهابى" ، خطفت نجوم السماء وأخرست أصوات الملائكة .. فلا صوت يعلو فوق صوت "صواريخ القسام"!.

أصبحت القضية ورقة "مساومة"، أو وثيقة "وفاق وطنى" مزعوم لا تطعم الأيتام ولا تحنو على الثكالى والأرامل .. لنظل ننزف حسرة ووجع.

طرحت حماس "القضية" فى سوق النخاسة، أصبحت فسلطين "جارية" فى بلاط من يحكم "غزة" .. تمنح شرفها –دون حياء- لمن يدفع أكثر .. فـ "الخيانة" هى مفتاح فهم تاريخ العرب!.

لم نصدق أن الدم العربى أصبح أرخص من "السولار" ، ولا أن أشقاء الدم هم أعداء الحياة .. لم نتنازل عن حلمنا الضائع فى "القدس".

فلسطين ليست "هنية"، ليست عصابة ارهابية تعشق الدم، تتغذى بجثث الشهداء كمصاص الدماء.. فلسطين هى ذاكرتنا الوطنية وجرحنا المفتوح .. مهما كابرنا!.

لكننا لم نعد نفهم كيف تحمى شقيقك من نفسه؟.. من يهدم "زهرة المدائن" إسرائيل أم حماس؟.

لقد حولوا "الوطن" الى "قبر كبير"، وأصبح "النضال" موسيقى جنائزية ، فأصبحنا كتائب من المشيعيين لا تملك أكثر من مرثية ركيكة لأرواح الشهداء!.

تلاشت صيحتك : "نجحنا ألا نموت" .. وربما لم يعد ثمة سلاما ممكنا ، يحل على أرض سميت مجازا أرض المحبة والسلام ، ولم تتمتع لحظة بالسلام.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى روح محمود درويش إلى روح محمود درويش



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab