لماذا نُصدم فى البعض

لماذا نُصدم فى البعض؟

لماذا نُصدم فى البعض؟

 العرب اليوم -

لماذا نُصدم فى البعض

بقلم:سحر الجعارة

لماذا نُصدم فى بعض البشر؟.. هل نحن سذج عديمو الخبرة، والعالم مملوء بالشرور، والناس فى مختلف المجالات ما بين مزيف ومتلون ويندر أن تقابل إنساناً حقيقياً؟.. هذه الأسئلة تتكرر دائماً فى كل صدمة نمر بها.

الحقيقة لسنا سذجاً ولا عديمى الخبرة.... نحن نفترض أن البشر لهم نفس ملامحنا.. وأحلامنا وتطلعاتنا.

نحن نراهن على البعض ونحمله ما لا تقبله حقيقته.. بعد ثورة 25 يناير تخيل البعض أن جماعة «الإخوان المسلمين» وجودها يؤكد الديمقراطية، تجاوزنا عن اقتحام السجون ومقار أمن الدولة والفوضى التى حدثت على هامش الثورة، اعتبرها البعض «ضريبة التغيير» والبعض الآخر حمّل أوزارها لنظام «مبارك» ولم يكن أى التفسيرين حقيقياً كانت «مؤامرة» متكاملة الأركان.. ولم نصدق إلا بعدما التهم الإخوان الدولة وتربعوا على كرسى الحكم!

كانت «الجماعة» واضحة فى أهدافها السياسية، كانت تمارس كل أنواع الفاشية والديكتاتورية بفجور.. بينما كان البعض مصراً على أنها خذلتنا وغيرت مسارها، وهذا يسمونه فى علم النفس «إنكار denial» بينما من اعترفوا لأنفسهم بأن هذه هى حقيقة الجماعة وأهدافها هم من قادوا التغيير والإصلاح فى 30 يونيو.

هذا كتالوج الإنسان الذى يعيش «مراهقة سياسية» ويتعامل مع كل جوانب حياته برومانسية زائدة.. لا تختلف رؤيته السياسية عن ممارساته فى العمل فى العلاقات الإنسانية: إنه يكرر أخطاءه بجدارة.

لديه نفس المواصفات التى تقود للهلاك العاطفى: فلان مثالى.. استثنائى بيجسد كل أحلامى!!

هذا عالم دين وسطى معتدل صيفا وشتاءً.. هذا مفكر تنويرى.. وذاك رائد الحريات.. أو صديقتى أفضل من أختى.. إلى آخر موسوعة الصدمات العاطفية والمهنية والإنسانية.

المبالغة فى تقدير الآخرين وتقييمهم هى أولى مراحل الخطأ، لأن الخطوة التالية هى تكليفهم بتحقيق أحلامك وأمنياتك.. التى أقلها أن من منحته القلب يكون جديراً به.

لهذا ستجد البعض يهلل لفلان ويعلق عليه أمنياته ثم يعود ليلعنه متهماً إياه بأنه (خان نفسه أو باع القضية أو خدعنا)!!.

بينما هو لم يخطئ (هو كان نفسه) بتشوهاته النفسية ومخططاته السياسية أو تطرفه الفكرى وإرهابه الدينى.. غلطتك أنك لم تر حقيقته بل رأيت أحلامك.

تفكيرك العاطفى حتى فى وطنيتك متضخم أو مبالغ به.. أنت ألغيت عقلك وانطلقت فى ماراثون فدائى فى كل المسارات.

كنت على حق عندما آمنت بشخص ما أو قضية أو اعتنقت فكرة.. لكن إيمانك كان بالقلب وحده، وتراجع العقل ليعطى مساحة للأحلام كى تتحقق.. فلا تحمل الناس مسئولية انحيازك العاطفى وضع كل إنسان فى حجمه الطبيعى.

لقد ساهمت السوشيال ميديا فى بروز أسماء ومجالات جديدة، الآن أصبح لدينا أستاذ تنمية بشرية، ومستشار علاقات زوجية، وخبيرة تجميل.. إلخ المجالات المستحدثة التى بدأت بناشط سياسى حتى وصلت إلى «المؤثرين» على السوشيال ميديا: هؤلاء أبطال العالم الافتراضى.. تتخيل جنابك أن كلاً منهم يمتلك «وصفة سحرية» ترشدك فى طريقك وأن متابعته كفيلة بصنع حياة أفضل، بينما هم مهما امتلكوا من جاذبية وجماهيرية فدورهم لا يتجاوز «النصح» أما «الخبرة الحياتية» فوحدك تصنعها.

فى هذا العالم المتغير السريع تبرز أسماء وتنزوى أسماء أخرى، وأنت تصنع عالمك المثالى وحدك.. لن تستطيع «الفرز» بين الأفكار والمواقف والنظريات والأشخاص إلا بالتجربة على أرض الواقع: عش تجربتك دون أن تعلق فشلك أو نجاحك على أحد.. فأنت من اخترت قدوتك فى العلم والطب والفكر والدين.. إلخ، وأنت المسئول عن اختيارك.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نُصدم فى البعض لماذا نُصدم فى البعض



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:29 2025 السبت ,15 شباط / فبراير

حسين فهمي يشارك في مهرجان برلين وسط الثلوج
 العرب اليوم - حسين فهمي يشارك في مهرجان برلين وسط الثلوج

GMT 11:23 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

عن قمة باريس للذكاء الاصطناعي

GMT 02:39 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

سماع دوي أصوات انفجارات في العاصمة كييف

GMT 17:11 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

وفاة الممثل والكاتب السورى هانى السعدى

GMT 13:02 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

مبابي يعود لقيادة منتخب فرنسا في مارس رسميًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab