«عظيمات مصر» لسن جوارى

«عظيمات مصر» لسن جوارى

«عظيمات مصر» لسن جوارى

 العرب اليوم -

«عظيمات مصر» لسن جوارى

بقلم:سحر الجعارة

أحزن كلما تخيلت «عاملة المصنع» وهى تتأمل راتبها الضئيل وتفكر فى أعبائها العائلية.. أحزن عندما أرى المدرسة والممرضة تشكو من زحام الأوتوبيس أو المترو وتشكو من «فوبيا التحرش» ثم تفخر بأنها ربت أولادها حتى وصلوا للتعليم الجامعى.. أشعر بالحسرة من عدد الأسر التى تعولها امرأة: «3.3 مليون امرأة».. وأغضب عندما يتصور البعض أن الوزيرة كل مهمتها أن تخطب فى المؤتمرات.. وعندما يطل التيار السلفى برأسه ليحرّم عمل المرأة بالقضاء أكاد أخبط رأسى فى الحائط من رغبة البعض فى عودتنا للجاهلية.

هذه نماذج لبعض «النساء العاملات».. فأى واحدة منهن يا ترى «قصّرت فى حق أبنائها، قصّرت فى حق زوجها، وعند اختلاطها بالنوادى والمواصلات والجامعات يحدث ارتباط وتعارف وعشق محرم، وتنتشر الخيانات الزوجية، والتفكك الأسرى» بحسب ما اتهمهن سيادة النائب الموقر «أحمد حمدى خطاب»، عضو مجلس النواب عن «حزب النور» السلفى؟ هل ملايين المعيلات يذهبن إلى النوادى بحثاً عن «العشق المحرم»؟ هل الطبيبة والمهندسة والإعلامية تخون زوجها «بالضرورة»؟.. سيادة النائب يتخيل أن كل امرأة مذنبة إلى أن يثبت العكس!

هل حصانة النائب المحترم، المسلم الملتزم بدينه وبلحيته، تسمح له أن يسب نصف نساء مصر ويتهمهن فى شرفهن.. لأن كل جريمتهن أنهن خرجن للتعليم والعمل؟؟.. أليس هذا خطاباً عدائياً كارهاً للنساء، يحرّض على احتقار المرأة والحط من شأنها والتحرش اللفظى بها؟!

دعنى أقل لك، سيادة النائب محمد صلاح خليفة، إن أحد أسباب التفكك الأسرى هو الزواج فى سن صغيرة الذى تدعو إليه.. وهذا المطلب ليس غريباً على «حزب النور» فقد ردده من قبل «يونس مخيون» رئيس الحزب السابق، كما طالب (خلال فترة حكم الإخوان) بمنع حظر الختان.. وهذه محاولة من تيار الإسلام السياسى بأشكاله المختلفة، بداية من جماعة الإخوان المسلمين إلى السلفيين ونهاية بالأحزاب المتطرفة والجهادية، محاولة لاختطاف عملية «التشريع».. وإعادة المرأة إلى «عصر الحريم»، لتصبح مجرد «جارية» فى بلاط الذكور.. والمؤسف أن ما يفعلونه ليس له مسمى إلا محاولة «إفشال الدولة» التى حذر منها الرئيس «عبدالفتاح السيسى».

الرؤية الرجعية التى طرحها نواب «حزب النور» ما هى إلا محاولة لـ«إنهاك الدولة» بمؤسساتها التشريعية ومجالسها المعنية بالمرأة والطفل.. إنه «أمر جنونى».

نساء مصر لن يصمتن على هذا التشويه، ولن يتنازلن عن حقهن فى «اعتذار» من النائب المحترم الذى وصمنا بالعار والخطيئة.. واعتذار سياسى لطرح أفكار رجعية بهدف إهدار المبادرات الرئاسية لحماية النساء.. وإحراج مصر دولياً بوضعها فى خانة المناهض للاتفافيات الدولية التى وقعت عليها مصر.

يبدو لى أن مشروع «الفكر السلفى» نسخة أخطر من «الإخوانى» لأنه يعمل على تفتيت «بنية المجتمع» والمكون الأساسى له وهى «الأسرة».. إنه منهج حياة يقوض مدنية الدولة: (النقاب أو الحجاب، تعدد الزوجات، ضرب المرأة، عدم تعليم البنات ومنع توريثهن).. ماذا يستفيد الحزب السلفى إذا تعطلت المصانع التى تقوم أكثر من نصف طاقتها على عمالة النساء.. وكذلك المستشفيات؟ هذا هو إفشال الدولة.

سيادة النائب «محمد صلاح»، يقول إن نفقة الزوجة (أو المطلقة) تسقط فى عدة حالات (وذلك فى ضوء الشريعة الإسلامية) منها «الخروج دون إذنه».. لم أفهم الحقيقة هل يريد المرأة «رهينة» نظير الغذاء والكسوة والسكن أم أن الزواج تحول إلى «معتقل إسلامى».. ولا أعرف أى سند بنى عليه هذا الكلام ونسبه للإسلام؟ اتقوا الله!

ومن جانبه لم يحرمنا «يونس مخيون» من تصريح يليق بتاريخه فى تأسيس الحزب السلفى وتكوينه، فقال إن دعاة التغريب المتمثلين فى المنظمات النسوية وجماعات الضغط من الليبراليين والعلمانيين سلكوا مسالك عديدة لهدم الأسرة، واختلاق صراع وهمى بين الرجل المرأة.. «التغريب» يا دكتور هو استيراد «نظام طالبان» لتحكموا به مصر.. التغريب هو حكم الشعب بتراث محنط لا يعرف أين دُفن إلا أنتم.

هذه الهجمة السلفية الشرسة والأفكار التخريبية لن تؤثر فى مسيرة الوطن.. ولن تستطيعوا إقصاء النساء عن الخريطة السياسية.. المرأة التى تقدمت صفوف ثورة 30 يونيو لن تعود معكم للخلف.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عظيمات مصر» لسن جوارى «عظيمات مصر» لسن جوارى



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab