ذوى الهمم يقهرن المستحيل

ذوى الهمم يقهرن المستحيل

ذوى الهمم يقهرن المستحيل

 العرب اليوم -

ذوى الهمم يقهرن المستحيل

بقلم - سحر الجعارة

«أهلًا بيك يا عبدالله، وحمد لله على السلامة، أنت وكل اللي إتصاب وإتأذى، والشهداء عند ربنا سبحانه وتعالى، لكن أنت لسه صغير والدنيا لسه قدامك وهتشوف كتير حلو إن شاء الله».. كانت هذه كلمات الرئيس "عبد الفتاح السيسي" وهو يحتضن بحنو وأبوة الطفل الفلسطينى «عبدالله»، أحد المشاركين في احتفالية «قادرون باختلاف»، وأحد ضحايا قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، والذى يتلقى العلاج في مصر، وحين سُئل الطفل عن أمنيته، أجاب: «نفسي أحضن الرئيس وأبوسه»، ليستجيب له الرئيس ويصعد إلى المسرح ويقوم بتقبيل رأسه.

هكذا هو الرئيس دائما كما عودنا ، صادق فى مشاعره حتى فى «غضبه النبيل».. دائم «الخروج عن النص» المرسوم لكل مؤتمر يحضره أو كل «خطاب مكتوب» يقيده بكلمات «جافة»، وهو يخاطب عقول ووجدان الشعب المصرى.يحتضن ذوى الهمم بقلبه ، وبحس المسئول ، و بقرارات "الراعى" الحاسمة ، وكأن هؤلاء الأطفال جنته التى يلجأ إليها ليرتاح من هموم الحكم ، وهم همه الإنسانى الذى يقدمه فى قائمة انجازات الحياة الدنيا والآخرة : ( أنا هطلب منك طلبين يا روضة، الطلب الأولاني إنك تسمحي لي أتشرف واجي أسلم عليكي، الطلب الثاني إن يوم القيامة تقوليله هاته معانا، مش ممكن إن ربنا سبحانه وتعالى هو اللي خلقنا بإيديه، وقعدتي تقولي أنا جميل، ربنا جميل أوي، عشان يوم القيامة تقوليله يا رب هاته معانا ) .. كان هذا طلب السيسي من الطفلة "روضة" التى دخلت قلوبنا بالقصيدة التى ألقتها.

المراقب لخطاب الرئيس دئما يشعر بأن هناك بعض المهام الرئاسية التى يقدمها للخالق قبل أن يقدمها لشعبه، يشعر من كلماته المفعمة بالمعانى الدينية أنه يراقب أفعاله ويحاسب نفسه دائما ثم يقدم المشيئة .. والبعض يتعجب من هذه الصبغة الدينية لمحتوى الخطاب الرئاسي لكنها تؤكد دائما أننا أمام "السيسي الإنسان".

سوى تشعر بهذه النبرة حين يتحدث عن الفئات الأكثر احتياجا ، وحين يقدم للطبقة المتوسطة العلاوات الإجتماعية ، وسوف تتأكد من سموه الإنسانى ومدى تحضره بإستبداله لمصطلح مثل "المعاقين" ليصبح "ذوى الههم" .. أو إستبدال تعبير "المهمشين" بـ "الفئات الأكثر إحتياجا".

لقد بلغ عدد ذوي الإعاقة وفقا لتقدير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2023 إلى 10،7 مليون معاق على مستوى الجمهورية.. وقد وقعت مصر على على اتفاقيات دولية بشأن ذوي الإعاقة، (وهو اللفظ المستخدم عالميا الأشخاص ذوي الإعاقة)، فكيف تحول هؤلاء إلى طاقة عمل إيجابية، وإلى مراكز القيادة كما يتمنى الرئيس ؟.. هذا هى المهمة الصعبة.

قال الرئيس فى كلمته: (وجهت الحكومة.. باستمرار العمل على برامجها لدعم ذوى الهمم.. والبناء على النجاحات، التى تحققت على مدار الأعوام السابقة.. وعلى رأسها زيادة المنشآت المخصصة لخدمات ذوى الهمم والاستمرار فى إصدار بطاقات الخدمات المتكاملة والدعم النقدى.. واستمرار عمليات توظيفهم فى الجهات الحكومية.. بما فى ذلك الوظائف القيادية، فضلا عن صدور القانون الخاص بدعم صندوق "قادرون باختلاف") .. وكما تابعنا تم تخصص مليار حنيه لصندوق قادرون بإختلاف يتم الإنفاق من أرباحه على ذوى الهمم.

لقد تم تخصيص عام 2018 لذوى الاحتياجات الخاصة لأول مرة فى تاريخ مصر ، ومن ساعتها سبقت مصر معظم الدول المتقدمة فى مجال دعم وتمكين ذوى الهمم .. وليس غريبا أن يصلوا الى المناصب القيادية خاصة أن مصر قد حققت سبقا عالميا فى توظيفهم فى "الإعلام": "رضوى محمود"، أول مذيعة كفيفة فى مصر وربما فى العالم أجمع ، فقدت بصرها بعد ولادتها بأيام بسبب خطأ طبى، والتحقت بمدرسة خاصة بالمكفوفين وتعلمت القراءة والكتابة على طريقة «برايل»، حتى وصلت للثانوية العامة، وحصلت على مجموع 98%، وكانت من الأوائل على الثانوية المصرية.

واختارت الدراسة فى كلية الإعلام، وعملت «كول سنتر» فى إحدى الشركات، ثم التحقت بالعمل فى «راديو 9090».. وأخيرا حققت حلمها لتكون أول مذيعة كفيفة فى العالم العربى.. وتُسقط الجدار المسمى بـ«الإعاقة».

بعدها جاءت رحمة خالد، وهى من أشهر البنات المثابرات لتحقيق أحلامهن، وحققت إنجازات كثيرة رغم أن المجتمع والناس يصنفونها من ذوى الاحتياجات الخاصة.. فهى تعانى من «متلازمة داون»، لكنها قررت أن تلعب سباحة وتنس وسلة، وأحرزت بطولات وميداليات كثيرة جداً، من ضمنها 7 «دولية»، ومثَّلت مصر فى عدة بلدان، وهى بطلة السباحة فى مصر من 2008 إلى الآن، وتم اختيارها شخصية ملهمة ومؤثرة فى 2015.. لكن الطفلة التى كبرت وكانت ترفض أن لديها «إعاقة» ظلت تحلم بأن تعمل بالإعلام.

وفى أول فبراير 2018، بدأت أسرتها تتواصل مع قناة «DMC»، وتم تدريبها أول لتصبح أول مذيعة على مستوى العالم مصابة بمتلازمة داون.

هذه مجرد نماذج تؤكد أن الإرادة السياسية إذا ما توفرت لن يصبح هناك مستحيل .

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذوى الهمم يقهرن المستحيل ذوى الهمم يقهرن المستحيل



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab