مسافة الحلم
الإصابة تبعد أحمد عبد القادر عن مباراة الأهلي ضد قطر بالدوري القطري البرازيل تسجل أعلى درجة حرارة على الإطلاق في ولاية ريو جراندي دو سول ب43 8 درجة مئوية غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة برفح ومواصي خان يونس مقتل 3 أشخاص وإصابة 6 آخرين من أفراد الشرطة في هجوم استهدف نقطة تفتيش بباكستان الخارجية المصرية تبدأ التحضير لتنفيذ برامج التعافي المبكر وإعادة الإعمار لضمان بقاء الفلسطينيين في غزة على أرضهم سقوط صاروخ على أطراف بلدة القصر اللبنانية الحدودية جراء اشتباكات في بلدة حاويك داخل الأراضي السورية جيش الاحتلال يعلن حالة الطوارئ القصوى في مستوطنة أريئيل شمالي الضفة مقتل فلسطيني برصاص قناصة الجيش الإسرائيلي قرب محور "نتساريم" وسط قطاع غزة وزارة الصحة بغزة تعلن وصول 12 شهيدا إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة بينهم 8 تم انتشالهم من تحت الأنقاض منظمة اطباء بلا حدود تدين تصاعد العنف الاسرائيلي في الضفة الغربية وتدهور الرعاية الصحية
أخر الأخبار

مسافة الحلم

مسافة الحلم

 العرب اليوم -

مسافة الحلم

بقلم - سحر الجعارة

(شو هالحكى مين قال دخلك مين.. العيد لا إلـــــنا.. ما الأسر قاتلنا.. والحظ هاملنا).. فى كل ليلة عيد تهزنى تلك الكلمات، تسرقنى من لحن يرتفع من كل النوافذ بصوت السيدة «أم كلثوم»: (يا ليلة العيد آنستينا).. لتهمس «جوليا بطرس» بحزنها الدفين فى أذنى وتهز وجدانى، لأرى صوراً متتابعة لأوطان تحولت إلى أطلال تسكنها الغربان وينعق فيها البوم.. وتتكرر فيها مآسى الفقر التى عانتها «جوليا» فى طفولتها: (كنت أشتهى أنا وأختى المنقوشة فى ملعب «مدرسة راهبات الورديّة»، لم يكن وضع أهلى يسمح لنا بشراء منقوشة كل يوم. كان يوم الربع ليرة يوم عيد بالنسبة إلينا).. ربما لهذا أصبحت الأعياد مكسوة بالحزن ومغلفة بالأسى بالنسبة إليها، وربما كانت أحبالها الصوتية لا تزال مشدودة لأطفال حُرموا من بهجة العيد وكسر الفقر أعناقهم، وشردتهم الحروب من بلدة لأخرى وسرقت منهم أعيادهم: (ما العيد ما بيمرق عالمساكين.. العيد يبقى بعيد ويضل ناسينا.. شو لنا بالعيد ولا شىء بيعنينا.. مساكين نحنا مساكين عشنا).

ملايين الأصوات التى غنت ورددت مع «أيقونة الثورة والحرية»: «وين الملايين» و«غابت شمس الحق».. لا تعوضها عن تلك الطفولة البائسة، لا تعيد لها لحظة الفقد وهى تغنى ليبقى الأحباب بالديار حين قرر زوجها، (حبيبها آنذاك أن يهاجر من بيروت)، فى هذه اللحظة البعيدة تعلم صوتها كيف يتقن لغة الحب: (كنت أؤدى أغنية الحب «عَ المسطرة» حتّى جاءت «وين مسافر» وعرفت كيف أغنى بحنان.. غنيتها لإلياس «أبى صعب» زوجى، وكان سافر إلى لندن.. وغنيتها أيضاً لجيراننا الذين قرروا الهجرة إلى كندا).. ونجحت «جوليا» فى استعادة الأحباب بشجن صوتها المجروح: (وين مسافر أوعى تسافر آخر مرة بقول لك هيك.. تصور إنه تكون الليلة آخر ليلة بتسهر هون، وإن الوردة اللى لونتها آخر مرة يكون لها لون.. يا هل الضايع مين اللى قال لك إنو منوهون الكون).. ومن هنا أصبحت «جوليا» شريكة فى كل قصص الحب نستدعيها مع الإحساس بالوجع أو بالفرح.. نصرخ بصوتها: (أنا بتنفس حرية لا تقطع عنى الهوا.. لا تزيدها كتير علىّ أحسن ما نوقع سوا.. ما بتقدر أبداً تلغينى بدك تسمعنى وتحكينى.. وإذا فكرك عم بتداوينى مش هيدا هوا الدوا).

فى هذه اللحظة البعيدة تعلم صوت «الثورة والحرية» كيف يبكى على إيقاع الحب.. وعدت معها وإليها، إنها شريكة قصتنا: أنهيت غربتى التى لم تتجاوز عشرة أيام، وعدت -آنذاك- أفتش عن نفسى معها تحت حطام «الحرب الأهلية اللبنانية»، أبحث عن أحلامى بين جثث الشهداء، عن حريتى فى خريطة «فلسطين» المحتلة.. أنقش اسمه فى دروب التوهة ربما تجبرنى صورته على الهرب!!

زيدينى يا جوليا صلابة وطرباً وشجناً.. امنحينى ذلك السحر المحرّض على الحياة.. ردى لى الشغف واللهفة لـ«أى شىء»: (صوت الحرية بيبقى أعلى من كل الأصوات.. مهما تعصف ريح الظلم، بيغطى الليل المسافات.. ما فيك تلوّن ها الكون، ع بعضو بذات اللون.. وتبدّل نظام الأرض، وتغير مجرى الهوا «أنا بتنفس حرية ما تقطع عنى الهوا»).. أهدتنى جوليا «اليقين» وحسمت بأغنيتها الاختيار.

«جوليا بطرس» أيضاً حسمت اختياراتها، أصبح الرهان على الشعب، إنها تغنى جرحها «وين الملايين» وتنادى الغد المتعثر فى أوزار نهارنا الضبابى.. هذه الخلطة العبقرية «فلسطينية - لبنانية» توجعنا وتجرحنا: (كلن يا جنوب باعوك الكلام.. والعدل مصلوب عم ينزف السلام.. شو همنا الحروب.. راح نبقى نحن هون ويفنى كل الكون.. ولا ينقص حبة بترابك يا جنوب). توقظنا «جوليا» وتؤلم ضمائرنا، كم هى جارحة، غاضبة، مسكونة بالوطن، مهمومة بالحرية.. أحياناً تتحول الحدوتة إلى «عدودة».. يلتحم الوطن بالحبيب، تصبح الذاكرة «بشر ورائحة أرض وشجرة زيتون وانفجار واغتيالات مدبرة ومؤامرات لا نعرف أبعادها».. وما الحبيب إلا بعض ملامح الوطن بغضبه وحنوه: يدير لنا ظهره حيناً ويضمنا فى أحيان أخرى.

لن تشعر بقيمة الثورة على الظلم والطغيان حتى فى الحب إلا إذا اختبرته وطعن قلبك بسهمه الذهبى.. لن تشعر بمعنى «الحرية» لمجرد أن صوت «جوليا» الملائكى يناديك إليها، لا بد أن تجرب الأسر وتترك القيود علامات جارحة بمعصميك.. إنها امرأة صلبة، لم تفرط فى وطنها، ولم تنحن حتى فى عشقها، تمنح قلبها لمن يستحق: (انت أحسن ألطف أنضف.. أشرف إنسان بلاقيك.. انت أريَح أفصح أنجح.. مين مش شايف حالو فيك.. انت عندك قدر وقيمة، أفكارك متلك عظيمة).. وعندما تتمرد تغنى له: «لا بأحلامك».

arabstoday

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

لا تهجير ولا أوطان بديلة

GMT 09:58 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

قربى البوادي

GMT 09:55 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

الترمبية... المخاطر والفرص

GMT 09:48 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

عهد الفرصة السانحة يحتاج إلى حكومة صدمة!

GMT 09:45 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

السودان... حرب ضد المواطن

GMT 09:43 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

ثقة اللبنانيين ضمانة قيام الدولة المرتجاة!

GMT 09:41 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

البحث عن الهرم المفقود في سقارة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسافة الحلم مسافة الحلم



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

قربى البوادي

GMT 12:49 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

حورية فرغلي تلحق قطار دراما رمضان بصعوبة

GMT 10:17 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

لعن الله العربشة والمتعربشين

GMT 13:14 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

بريطانيا تطالب بضمان مستقبل الفلسطينيين في وطنهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab