المشاغب

المشاغب

المشاغب

 العرب اليوم -

المشاغب

بقلم - سحر الجعارة

عرفت الإعلامى الكبير «وائل الإبراشى» منذ ما يزيد على عشرين عاماً، وربما كنت واحدة ممن يعرفون جيداً قيمته المهنية والإنسانية، كان محارباً ضد الفساد وطيور الظلام فى مجلة «روزاليوسف»، وظل فارساً يناضل بقلمه وبرامجه ضد «حزب الفساد».. كان واحداً من أصحاب الأقلام الذهبية والمواهب النادرة التى تربت فى بلاط «روزاليوسف» وتتلمذت على يدى الأستاذ الكبير «عادل حمودة».

دخلنا معاً من بوابة إعداد البرامج ثم تقديمها فى توقيت متقارب، لكنه كان يدرك هدفه من البداية: أن يصبح نجماً فى سماء الإعلام ومؤثراً فى عالم السياسة: (أخذت أهمية المعلومة من عادل حمودة والجاذبية من الدكتورة هالة سرحان).

لم يخجل أو يتردد فى الجلوس على مقعد د. هالة ليقدم برنامج «الحقيقة» بدلاً منها «لقد سلمته بنفسها كرسى المذيع»، ولم ير إلا أنه يستكمل تجربة جريدة «صوت الأمة» حين تسلم رئاسة تحريرها خلفاً لأستاذه «عادل حمودة».. الآن وبعد مضى سنوات طويلة أدركت أن التناوب على المواقع هو ما يقدم للصحافة والإعلام أجيالاً جديدة تحمل حكمة الأساتذة ودماء الشباب الساخنة وإصرارهم على النجاح.

كان مشاغباً بدرجة كاتب، مثيراً للجدل، مشعلاً للحرائق، لا يأبه بمساحة الحرية المتاحة فى عهد «مبارك»، ومعظم مشاغباته قادته للنيابة.. عندما قدم البهائيين فى برنامج «الحقيقة» كانت النتيجة حرق منازلهم فى سوهاج وبلاغاً من الدكتورة «بسمة موسى» يتهمه بالتحريض على القتل!.. ووصل عدد القضايا المرفوعة ضده آخر عهد «مبارك» إلى 66 قضية نشر آخرها قضية التحريض على عدم تنفيذ قانون الضرائب العقارية ونال فيها البراءة بعد أيام من ثورة يناير!.

كما كان أحد أبطال القضية المعروفة بقضية «حبس رؤساء التحرير الأربعة»، والتى أثارت غضبة الصحفيين وشهدت حالات إضراب واحتجاب للصحف ربما لأول مرة.. وخرج من محنة التعرض للسجن مسجلاً اسمه فى قائمة «الأبطال»، لكنه كان بطلاً من نوع خاص يمكن أن تصفه بالمحارب دائماً والانتحارى أحياناً (وربما هذا كان سر نجوميته).

سجل باسمه أكثر من سبق صحفى، مثل قضية لوسى أرتين، غرق عبّارة السلام، مقتل المجند سليمان خاطر، مذبحة بنى مزار، معاناة مرضى الإيدز فى مصر، أسباب اغتيال السادات، سلسلة الهاربين فى لندن، تحقيقات اللاجئين فى الجولان، تفجير كنيسة القديسين، مبادلة الجاسوس جبرائيل بـ25 سجيناً مصرياً.

وهكذا أصبح يتنفس بالأضواء ويعيش ليبدع ويؤرق الناس فى كراسيهم الوثيرة وهم فى حالة استرخاء أمام الشاشة الصغيرة، يدعوهم للتفكير ويحرضهم على الغضب بنبرته الهادئة وملامحه المبتسمة دائماً وهو يشعل نيران الجدل.

قالت لى زوجته «سحر الإبراشى»، فى مكالمة هاتفية، إنه كان يستعد للعودة إلى الشاشة فى كل لحظة من لحظات مرضه الطويل، وإنه كان يعيش من أجل تلك اللحظة الهاربة التى حرمه منها «الموت».. حتى رحيله كان مثيراً للجدل والمتاعب والشكاوى من الشاشة إلى نقابة الأطباء!!.

وأكدت لى «سحر» أن كبار رجال الدولة حرصوا على توفير العناية الفائقة له.. لكنه كان الوداع.

عندما توفى الكاتب الراحل «مجدى مهنا»، رفيق رحلة «وائل»، بكى «وائل» على الهواء، ووضع صورة «مجدى» فى مقدمة ديكور برنامجه حوالى أربعين يوماً حتى لا تموت ذكراه.. وفى ذكرى رحيل «وائل» تتجدد الأحزان وربما كان الإرث الهائل من المشاغبات ومكتبة البرامج المرئية هو العزاء لأسرته ومحبيه ورفاقه وزملائه.

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشاغب المشاغب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab