«غزة» التي كانت محررة

«غزة» التي كانت محررة!

«غزة» التي كانت محررة!

 العرب اليوم -

«غزة» التي كانت محررة

بقلم - سحر الجعارة

من المبكر جداً أن نحصى المكاسب والخسائر للطرفين المتحاربين فى غزة، لكن هذه قراءة مبدئية لطبيعة «ماذا نخسر» وليس «كم خسرنا»، (نحن هنا تعنى أنصار فلسطين)، بحسب «المواقع الإخبارية المصرية والعربية والبيانات المتاحة عليها خلال هذا الأسبوع «: قالت مراسلة «القاهرة الإخبارية» من القدس المحتلة دانا أبوشمسية، إن مجمل الخسائر الإسرائيلية المدنية والعسكرية والتعويضية بسبب الحرب على غزة تخطت 100 مليار دولار، بتكلفة يومية لقوات الدفاع بلغت 250 مليون دولار.

وأشارت إلى أن نسبة الإيرادات التى كانت يمكن أن تحرزها إسرائيل من الاستثمار، فهناك خسارة تقدر بـ17 مليار دولار خلال شهر واحد، بالإضافة إلى سحب العديد من الاستثمارات فى إسرائيل، وتحويل 53 مليار دولار إلى العملة المحلية لتغطية تكاليف الحرب، وهذا ربع احتياطى النقد الأجنبى فى إسرائيل.ولفتت إلى أن هناك إحصائية تفيد بأن 300 ألف مستوطن غادروا البلد دون حجز تذكرة عودة، وهذا يعنى أنهم قرروا البقاء فى دول أخرى وعدم العودة مجدداً لإسرائيل، واستمرار الحرب على غزة لمدة شهر آخر سيجعل الاقتصاد الإسرائيلى ينهار.

وأضافت أن هناك تعويضات تقدر بـ7 مليارات شيكل من أجل إصلاح المستوطنات التى تضررت بسبب الحرب، فضلاً عن التعويضات للجنود المصابين وأسر القتلى والأسر التى تم ترحيلها بسبب الحرب، سواء الذين رحلوا من تلقاء أنفسهم أو الذين رحلتهم السلطات الإسرائيلية.

هذا إلى جانب التنديد الشعبى فى مختلف دول العالم بجرائم الحرب التى ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى، وهو التنديد الذى يتزامن مع دعم أمريكى- غربى شبه كامل لإسرائيل فى حربها المجرمة والمحرمة دولياً.. وتدفق المساعدات الطبية والإنسانية على «غزة» عبر «معبر رفح» التى بذلت مصر كل مساعيها وضغطها للإبقاء عليه «مفتوحاً».

أما «المنطقة العربية» ككل فخسرت من أمانها وهيبتها وقوف حاملتى طائرات أمريكية فى البحر الأبيض المتوسط وغواصة نووية، هذا إلى جانب القواعد العسكرية - الأمريكية الموجودة أصلاً ببعض الدول المجاورة.. فضلاً عن تهديد من «الحوثى» باستهداف!

فهل ربحت حماس «غزوة 7 أكتوبر»؟

اكتشف الشارع العربى فجأة أن أهالينا فى غزة هم مجرد «أيتام حماس»، هم وقود نيران الحرب التى تلتهمهم بحثاً عن ملثم واحد «يُدعى قائد».. بينما قادة حماس «إسماعيل هنية وخالد مشعل» يتنقلان أحراراً بين الدول العربية والأوروبية، و«يحيى السنوار» لم يثبت حتى الآن إن كان مختبئاً فى خنادق غزة أم حراً خارجها!

إذن مليون طفل فلسطينى ومليون و300 ألف من الشباب والشيوخ من أهلنا فى غزة يواجهون آلة الحرب الجهنمية تسديداً لفاتورة قرار كتائب «عز الدين القسام»، وصيحات «أبوعبيدة» العنترية!شهد قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضى حرباً إسرائيلية عنيفة أودت بحياة أكثر من 11 ألف فلسطينى.

وبحسب التقديرات كان 70% منهم من الأطفال والنساء، كما أصيب أكثر من 27 ألف مواطن آخر.

وقد صعّد الجيش الإسرائيلى فى الأيام الماضية هجماته على القطاع، حيث استهدف محيط مجمع الشفاء الطبى الذى يعتبر الأكبر فى غزة، كما قصف بغارات عنيفة جداً محيط جميع المستشفيات ومراكز الخدمة الصحية فى محافظتى غزة وشمال غزة.

وبسبب القصف الإسرائيلى المتواصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية خروج مجمع الشفاء الطبى من الخدمة، بعد انقطاع الأكسجين إثر توقف المولد الكهربائى الأخير عن العمل بسبب الحصار الإسرائيلى المفروض عليه ونقص الوقود.. وأتصور أن القطاع الطبى قد سقط بالكامل ولم يتبق داخل الخدمة إلا مستشفى «المعمدانى» الذى تنقصه أيضاً المستلزمات الطبية والكهرباء وهذا أضعف الإيمان.

كانت غزة قبل 7 أكتوبر «محررة» لا تخضع حتى للسلطة الفلسطينية الشرعية، بعد الانقلاب الدموى عليها، وأصبح الآن أكثر من 50% منها محتلاً من إسرائيل والدبابات الإسرائيلية فى طريقها لاحتلال ما تبقى.. حتى خنادق مستشفى الشفاء تجولوا فيها!

ويشدد «نتنياهو» على أن القوة الوحيدة التى يمكنها ضمان عدم ظهور حماس والإرهاب مرة أخرى والاستيلاء على السلطة فى غزة هى الجيش الإسرائيلى.. قائلاً: «يجب أن تكون غزة منزوعة السلاح والتطرف».. فهل تنطبق هذه الأوصاف على حماس؟

«غزة» كانت محررة من 2006، لكنها اختارت ما يسمى بـ«المقاومة المسلحة»، بحسب تقدير الإمكانيات العسكرية، فحماس تنظيم أو حركة مقاومة أما إسرائيل فهى دولة لديها سلاح نووى ومدعومة من أمريكا.. وبحساب بسيط لموازين القوى لم تكن حماس تسعى لتحرير كامل الأراضى الفلسطينية و«الزحف إلى القدس».

لكنها كانت يوم 7 يناير فى موقع «المعتدى» الذى هاجم الآمنين العزل فى احتفال دينى، فلم يكن هناك «عدو» ولا «محتل» ولا صواريخ تأتيها من تل أبيب.

هكذا تحول طوفان الأقصى إلى طوفان النازحين.. الآن يطالبكم «خالد مشعل» بالطوفان المالى - الإغاثى: (بدنا عشرات ومئات الملايين والحمد لله الأمة خيرها عظيم، وبدنا من الشعبى والرسمى، ونقبل عطاء السر وعطاء العلن)!

بالنسبة لى سقط «مفهوم المقاومة» من المشهد الفلسطينى وهذه أكبر خسارة، أتابع الآن مذبحة غير مبررة تسبب فيها قادة حماس وسدد الدم عنهم النساء والأطفال.. انتهى طوفان الأقصى فلا زحف ولا من يزحفون وسقطت «فكرة المقاومة» فما رأيناه مجزرة تُستخدم فيها أوصاف لا أستطيع كتابتها احتراماً لتاريخ آمنت فيه بشرعية المقاومة ودعمتها بقلمى وإنسانيتى.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«غزة» التي كانت محررة «غزة» التي كانت محررة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab