الدرس الديمقراطي

الدرس الديمقراطي

الدرس الديمقراطي

 العرب اليوم -

الدرس الديمقراطي

بقلم - سحر الجعارة

أن ترى كريمة مرشح للرئاسة يعارض الرئيس الحالى، على شاشة قنوات «المتحدة للخدمات الإعلامية»، تطالب الناس بالمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، فهذا مشهد لم أكن أحلم به يوماً.. لم أكن أتوقع أن أرى ثلاثة رؤساء لأحزاب مصرية يتنافسون على منصب الرئاسة ضد الرئيس الحالى «عبدالفتاح السيسى»، وتُتاح لهم فرص الوجود فى لقاءات جماهيرية تُنظمها وتحميها وزارة الداخلية، ويعرضون على الناس برامجهم على الشاشات المصرية دون حجب أو تعسُّف، وتتاح لهم فرصة نقد بعض السياسات الحالية.. بينما الرئيس «السيسى» يكتفى بإنجازاته وبرصيده عند الناس.

لا بد أن نُؤكد أن بطل «الانتخابات الرئاسية» هو «الشعب المصرى»، الذى وصلت مشاركته فى الانتخابات فى اليوم الثانى من الانتخابات، وقت كتابة هذا المقال إلى 50% تقريباً من قاعدة الناخبين.. وأننا لم نكن لنصل إلى هذه النتيجة الرائعة إلا بتكاتف ثلاث مؤسسات أساسية: القضاء الذى يُشرف على نزاهة العملية الانتخابية، والداخلية التى تُنظم الانتخابات، والإعلام الذى يقوم فى سابقة تاريخية بمراقبة عملية الانتخابات «على الهواء مباشرة» من اللجان الانتخابية، وهو ما لم يحدث فى أى دولة بالعالم.. بينما الشعب بأكمله أيضاً يرصد أى تجاوزات بكاميرا الموبايل تماماً، كما يرصد الزغاريد والفرحة وتظاهرات الحب على أبواب اللجان.

هذا «درس فى الديمقراطية» وتفعيل لآليات التداول السلمى للسلطة بالانتخابات، يُرسيه الرئيس «عبدالفتاح السيسى» فى إطار أجندة «إصلاح سياسى» تبنّاها الرئيس بتشكيل لجنة «العفو الرئاسى» عن المسجونين فى قضايا الرأى، ثم تلاها بـ«مؤتمر الحوار الوطنى» الذى قدّم بعض التوصيات، كان منها الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات الرئاسية، فالقضية ليست فى «الأغلبية الكاسحة»، التى تذهب أصواتها إلى «السيسى»، القضية أن ينجح الرئيس فى وضع مصر على طريق الإصلاح السياسى، ويعلّم الأجيال الشابة كيف تولد الزعامات السياسية.

وهذا هو السؤال الذى يطرح نفسه الآن: هل يستكمل المرشحون الثلاثة وجودهم على الخريطة السياسية، ونرى قيادات جديدة تعارض سياسات الحكومة بموضوعية؟ هل أحزاب المعارضة قادرة على تشكيل نخبة سياسية جديدة، والدفع بالشباب للمشاركة السياسية؟ أم أنها ستعود ثانية إلى حالة الكمون التى عاشتها حتى أصبحنا لا نعرف أسماء رؤسائها؟

الحقيقة أن نظام 30 يونيو كان عليه أن يهيّئ المناخ السياسى الحاضن للآخر، وتوسيع مساحة الاختلاف فى الرأى لإثراء الوطن بكوادر مؤهلة قادرة ومؤهلة لحمل المسئولية وهذا ما تحقّق.. وهذه النتيجة تهمنى فى المقام الأول.

ثم يأتى غياب «المال السياسى» والرشاوى الانتخابية كإحدى أهم نتائج انتخابات هذه الولاية الرئاسية، وأيضاً عدم انحياز الداخلية لأى طرف، وهو ما شهد به المرشحون الثلاثة الذين طافوا وتفقّدوا اللجان الانتخابية بأنفسهم.

اللافت للنظر هو اللمسة الحضارية بتوفير الإمكانيات اللازمة ليُدلى «ذوو الهمم» بأصواتهم، ومن أولى تنويهات الدعوة للمشاركة فى الانتخابات نرى على شاشة «قنوات المتحدة» برومو يدعو الكفيف إلى الإدلاء بصوته، إما بطريقة برايل وإما بمساعدة القاضى المشرف على اللجنة.. هذه المشاهد تؤكد أن مصر على الطريق الصحيح.. وأن الرئيس «السيسى» لم يفكر فى نسبة نجاحه لهذه الولاية، بل قدم «تجربة سياسية ناضجة».. وواثقة ومضيئة سوف يسجلها التاريخ.

كل هذا أثار غضبة جماعة الإخوان الإرهابية التى شنّت حملة مسعورة على مصر قيادة وشعباً، وأصبحنا بالفعل نواجه حرباً إعلامية - إلكترونية، وهو ما يستحق الحديث عنه فى مقال آخر.

فى رأيى أن نتيجة الانتخابات الرئاسية قد حُسمت لصالح الرئيس «السيسى»، ليس بعدد الأصوات، بل بالتجربة الديمقراطية.. وهذا ما يستحق «الزغرودة المصرية».. إنها أيام الشعب الذى ناضل وضحى ليصل إلى مصر التى نستحقها ونعيشها اليوم.. الشعب الذى واجه الإرهاب وعانى آثار الإصلاح السياسى ولم ينسَ عشق الوطن.. إنها أيام جليلة يرتفع فيها اسم مصر وعلمها ويتجلى فيها وفاء الشباب والنساء والرجال.

 

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدرس الديمقراطي الدرس الديمقراطي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab