إذن هي لمصر وليست للسيسي
أخر الأخبار

إذن هي لمصر وليست للسيسي

إذن هي لمصر وليست للسيسي

 العرب اليوم -

إذن هي لمصر وليست للسيسي

معتز بالله عبد الفتاح

هذا كلام موجه لأعداء «السيسى»، كما هو موجه لمؤيديه. بعض أعداء «السيسى» يظنون أن دعم قطاع من المصريين للرئيس لأنهم «مضحوك عليهم» أو لأنهم «خائفون» منه.

الحقيقة أن القضية الآن أعقد كثيراً من شخص رئيس الجمهورية أياً ما كان اسمه. وإنما واضح تماماً أن هناك من يخطط لتدمير هذا البلد. ولو تأملنا هذا المخطط فسنجده خماسى الأبعاد.

أولاً، هناك هجوم على السلطة؛ لأن البديل عنها هو الفوضى، وهذه الفوضى هى مطمع كثيرين كى يستغلوها لخدمة أغراضهم ومصالحهم، كما يحدث فى دول محيطة بنا. هم يريدونها فوضى. ولكن لا تقلقوا، بإذن الله الناصر، سننتصر.

ثانياً، هناك هجوم على الشرعية التى استقرت بعد 30 يونيو 2013؛ لأنها قذفت ببعض اللاعبين خارج مساحة التأثير الرسمى داخلياً (الإخوان والجماعة الإسلامية)، وخارجياً (قطر وتركيا). هم يريدونها ثورة. ولكن لا تقلقوا، بإذن الله الناصر، سننتصر.

وهناك، ثالثاً، هجوم على الدولة ومؤسساتها من خلال تصويرها وكأنها تأتمر بأمر حاكم مستبد يسعى لمصلحة خاصة دونما ضوابط دستورية أو قانونية، وبالتالى نكفر بالدولة ونعمل على زوالها. هم يريدونها دولة فاشلة. ولكن لا تقلقوا، بإذن الله الناصر، سننتصر.

وهناك، رابعاً، هجوم على تكامل المجتمع وتماسك أفراده وجماعاته؛ لأن ضعف شعورنا بالانتماء للمجتمع والفخر به سيؤدى إلى تفتته وانقسامه واحترابه بما يسهل كل ما سبق. هم يريدونها حرباً أهلية. ولكن لا تقلقوا، بإذن الله الناصر، سننتصر.

وهناك، خامساً، هجوم على الدور الإقليمى لمصر حتى تنكفئ على ذاتها ومشكلاتها وألا تلعب دوراً فى خدمة قضايا أمتها وإنقاذ ما تبقى منها سواء فى ليبيا أو اليمن أو العراق أو سوريا. هم يريدونها فراغاً استراتيجياً بلا فعالية. ولكن لا تقلقوا، بإذن الله الناصر، سننتصر.

وأولى علامات النصر عندى هى ثبات جنودنا وضباطنا فى مواجهة الموت فى الوقت الذى يفر فيه جنود دول أخرى خالعين ملابس الجندية تاركين أسلحتهم ومواقعهم حين يواجهون المتطرفين من الدواعش وغيرهم. سلام لجنودنا، ونحن معهم داعمون ومؤيدون داعون ومؤمنون بأن نصر الله معنا بإذنه تعالى. نحن المصريين أمام اختبار كبير، إما أن ننجح فيه وأن نكون سبباً فى عبورنا هذه الأزمة أو أن نفشل وأن نكون شهوداً على غرقنا وغرق بلادنا معنا فى مستنقع اللاسلطة، واللاشرعية، واللادولة، واللامجتمع، واللادور.

أختى المواطنة وأخى المواطن.. هذا كلام جد لا هزل فيه.. حتى لو أنكره البعض أو حوله آخرون إلى مديح فى شخص أو ظنوه استعادة لشعارات سابقة من قبيل «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة».

لقد وضعت المخططات، ورصدت الميزانيات، وجند المتطوعون، وبدأ المنفذون، ووقع الضحايا من شبابنا وأبنائنا. وهى معركة كُتب على هذا الجيل أن يخوضها وسنخوضها مرفوعى الرأس، مدركى الخطر، واعين بالتحديات. ولكن لا تقلقوا، بإذن الله الناصر، سننتصر.

كيف سننتصر؟ هناك شروط خمسة للنصر.

أولاً، الحرب تُخاض فى الميدان وسلاحها المدفع والرشاش والقنبلة. ولكنها تُخاض كذلك فى عقول الناس بالكلمة والصورة والتصور. جاء فى الحديث الشريف: «من قال هلك الناس، فهو أهلكهم». أى من أشاع فى الناس أنهم هالكون فهو سبب من أسباب هذا الهلاك. ويقول نابليون بونابرت: «يُهزم الجيش مع أول جندى يفر ويقول لقد هُزمنا». أختى المصرية.. أخى المصرى، لا تكن هذا الشخص. وسنقف أمام أعدائنا بما يدحضهم وينصرنا عليهم بإذن الله.

هذا الشرط الأول، اسمه «الحفاظ على الروح المعنوية» لأن جزءاً كبيراً من قدرة المريض على الشفاء من مرضه العضال تكمن فى يقينه أن إرادة الله متمثلة فى إرادته وأن ربه سينجيه مما ألمَّ به. ونحن هؤلاء بإذن الله.

ثانياً، الحرب الدعائية والنفسية تُخاض فى العقول بتشكيك الناس فى صحة قراراتهم السابقة، وسلامة وجهتهم الحالية، وقدرتهم على تحدى الصعاب. أعداؤنا يشيعون فينا أننا من نقتل المنتمين إلينا مثل فكرة أن المخابرات هى التى اغتالت النائب العام أو أن الجيش والشرطة مليئة بغير الوطنيين الذين يساعدون أعداء المصريين، وبالتالى الكل يتآمر على مصر، وبالتالى لا خير فى أهل مصر. إن وصل قطاع واسع من مجتمع ما لهذه النتيجة، فسيفقد قدرته على المواجهة ورغبته فى التضحية واستعداده للعطاء.

هذا الشرط الثانى اسمه «الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية»، لأن المعركة ليست فردية وإنما هى معركة تخوضها جماعة ضدنا كجماعة من دون الناس، وإن لم نتماسك ونكن صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، فسيتم اختراقنا، وسيكون شتات أمرنا وبالاً علينا. ونحن لسنا هؤلاء بإذن الله.

ثالثاً، لا بد من تجنب القرارات الانفعالية التى نستدرج بها إلى ساحة تجعل أعداءنا يكسبون معركتهم ضدنا. كانت «القاعدة» أسعد الناس بقرار جورج بوش الابن وإدارته بغزو أفغانستان والعراق معاً واللتين كلفتا الولايات المتحدة الأمريكية ما لو كانت أنفقته على الصحة والتعليم لكانت أنقذت أكثر من 50 مليون أمريكى من تحت خط الفقر.

علينا أن نتريث كثيراً قبل الضغط فى اتجاه قرارات انفعالية يترتب عليها أن نفقد تعاطف العالم معنا لأننا نحتاجه معنا وليس مع أعدائنا ضدنا؛ فمثلاً قرارات من قبيل تصفية الإخوان، مع غياب أى تعاطف لى معهم بسبب كل ما يفعلونه ضد الوطن، دون محاكمات عادلة وناجزة، وأكرر ناجزة، فسيستغلها أعداؤنا فى تصويرنا، على غير الحقيقة، وكأننا نعيش فى كوريا الشمالية أو فى ليبيا تحت حكم «القذافى».

هذا الشرط الثالث اسمه «الثبات الانفعالى فى إدارة الأزمة». وهو ما نحتاج المزيد منه الآن، لأن أعداءنا يراهنون على انفعالاتنا أثناء غضبنا، ويريدون استدراجنا إلى معارك يحسبون أنهم الطرف الأقوى فيها.

رابعاً، لا بد من الإسراع فى بناء نظام ديمقراطى كفء؛ لأن البديل عن الديمقراطية هو القمع، وفى مناخ القمع يزدهر التطرف، وفى غابة التطرف تنبت أشجار الإرهاب. لا بد من قطع الطريق على المتطرفين فى أقصى اليسار وأقصى اليمين، مع فتح مساحة أرحب وأوسع للمعتدلين كى يقيموا حياة ديمقراطية سليمة تُحترم فيها الحقوق والحريات ونلتزم فيها بحكم القانون وتعدد مراكز صنع القرار والتوازن بين السلطات.

هذا الشرط الرابع اسمه «الدولة الديمقراطية» شريطة أن نتعلم من الدرس حين حاول الإخوان أن يطبقوا ديمقراطية «هتلر» بأن يصلوا إلى السلطة ثم ينقلبوا عليها. لا نريد لذلك أن يحدث، والعكس هو الصحيح. فى إطار التيار الوطنى العام يكون هناك احترام حقيقى لثلاثية الديمقراطية: ديمقراطية الوصول إلى السلطة، ديمقراطية ممارسة السلطة، ديمقراطية الخروج من السلطة. ولا ديمقراطية لأعداء الديمقراطية.

خامساً، لا بد من مصارحة الشعب بأن جزءاً كبيراً من مشكلات المصريين لا تعود لمؤامرات خارجية وإنما بسبب عيوب ذاتية وتشوهات أخلاقية نعانى منها وتحولنا معها إلى شعب يواجه تحديات عشرة مجتمعة: الجهل، الفقر، المرض، الظلم، الفساد، الاستبداد، الإهمال، التطرف، الإرهاب، الإنجاب بلا حساب.

لا بد أن نرى أمامنا إجراءات تقشف جادة فى كل المجالات التى لا تساهم فى بناء مصر المستقبل، وإنفاقاً بسخاء ولكنه منضبط فى اتجاه صناعة البشر، وليس فقط بناء الحجر. هذا الكم المهول من الإنفاق الاستهلاكى والدعاية المستفزة لسلع رفاهية، لا تقيم مجتمعاً ولا تبنى دولة. وإنما تؤكد أننا نعيش فى سفه تبديد الموارد الشحيحة أصلاً، وكأنه مجتمع بلا رؤية أو إرادة أو إدارة.

هذا الشرط الخامس اسمه «الدولة التنموية» والتى لا تتحقق إلا بأن يكون هناك عمل مخلص لمواجهة المظالم والمطالب الإنسانية التى تجعل البعض مستعداً للتطرف وخلع رداء الوطنية المصرية.

التحديات كثيرة ولكن القدرات أيضاً كبيرة، وعظم التحدى يقتضى عظم الاستجابة، والمصريون لها إذا ما فقهوا.

arabstoday

GMT 13:11 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«هنو» يحسم الأزمة مبكرًا!!

GMT 13:10 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الفئات الأكثر هشاشة (8)

GMT 06:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الجميلات؟!

GMT 06:27 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان!

GMT 06:10 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تحالفان ومرحلة جديدة

GMT 06:08 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من أفسد العالم؟

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 06:49 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذن هي لمصر وليست للسيسي إذن هي لمصر وليست للسيسي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab