العالم اتجنن والناس تعبت
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل
أخر الأخبار

العالم اتجنن والناس تعبت

العالم اتجنن والناس تعبت

 العرب اليوم -

العالم اتجنن والناس تعبت

معتز بالله عبد الفتاح

يقول الدكتور مصطفى محمود من ٣٠ سنة:

نحن فى عصر الصراخ.. مدنية اليوم اسمها بحق.. مدنية الصراخ.. علاقة الحب صراخ.. وعلاقة الزواج صراخ.. وعلاقات المجتمع صراخ طبقى.. وعلاقات الدول صراخ سياسى.. والشعارات صراخ فكرى.. والمذاهب تحريض علنى للأغلبيات على الأقليات، والأقليات على الأغلبيات، ولافتاتها المرفوعة هى الصراخ والهتاف والصياح والنباح.. والبيوت التى ترفع لافتة الحب على بابها.. تعيش حياة هى أقرب إلى الصراع على السلطة، منها إلى تعاون المحبة والرحمة بين أزواج وزوجات.. حياة أقرب إلى صراخ يومى وتنازع حكم ورأى فى كل شىء، وكأنما المطلب الذى يصحو به كل واحد هو من يحكم اليوم.. من يسود.. من يمسك باللجام؟.. وإذا أعوزت المرأة مبررات السيادة والقيادة التمستها بالغيرة، واتخذت من الشك ذريعة حصار، وسبباً لإيداع الزوج السجن وإعلان أحكام الطوارئ فى البيت ليل ونهار، ومصادرة الخطابات والتسمّع على التليفونات، وتفتيش الملابس الخارجية والداخلية.. فإذا لم تعثر على جسم الجريمة، ولم تضبط أحرازاً، فإنها تعلن أنه لا بد من تفتيش الدماغ وكسرها -إن أمكن- بالقبقاب، أو بالحجج الفلسفية، حسب درجة ثقافتها، وحسب حظها من التربية فى بيت أبيها.. فإذا لم تجد شيئاً فى دماغه.. فلا بد إذاً أنه كان هنالك شىء فى الماضى قبل أن يتزوجها، لا بد أنه كان على علاقة ما فى يوم ما.. فهذا شأن جميع الرجال الملاعين.. وجميع الرجال ملاعين.. إلى أن يثبت العكس.. ولا يمكن أن يثبت العكس أبداً.. والمهم أن يصل الحوار إلى صراخ وعويل ولطم وندب.. ومرة أخرى تتوقف ردود الفعل على حظ الزوجة من الثقافة ومن تربية البيت.

الغل فى المرأة وفى الرجل وفى الدولة.. حتى الغل فى الضحك هو عنوان تعاسة.. الضحك المغلول والتهريج المجلجل والمرح الوحشى هو الآخر عنوان افتعال.. ومحاولة مصطنعة لتغطية أصوات القلق والحزن الدفين واليأس الأكّال فى داخل القلب بأجراس الضحك وبقرع الكؤوس المخمورة.

والسعادة الحقة لا يمكن أن تكون صراخاً.. وإنما هى حالة عميقة من حالات السكينة تقل فيها الحاجة إلى الكلام وتنعدم الرغبة فى الثرثرة.. هى حالة رؤية داخلية مبهجة وإحساس بالصلح مع النفس والدنيا والله واقتناع عميق بالعدالة الكامنة فى الوجود كله، وقبول لجميع الآلام فى رضى وابتسام.

ولهذا لا يصلح التعلق إلا بالله.. لأنه هو وحده الثابت الصامد «الصمد»، الذى لا يتغير ولا يتقلب ولا تلحق به العوارض.

وبين يدى الله السكينة هى الحال والصمت هو المعرفة.

لأن المطلق لا تسعه عبارة ولا تحيط به حروف.. فالجهل به هو عين معرفته، والصمت هو عين إدراكه.

ولهذا يرى الصوفى محمد بن عبدالجبار أن الحب بمعناه المتداول وهو «أن تحتل امرأة عقل رجل وتسد عليه جميع أقطاره وتصبح شاغله ومطلبه الوحيد»، هو باب من أبواب الكفر والشرك.

ويقول الإمام الغزالى الرأى نفسه فى هذا اللون من الحب الدارج.. إنه سقوط بالهمّة.. لأنه تعلق بهواء.. تعلق الزائل بالزائل.

ولهذا وصف القرآن العلاقة السوية بين الرجل والمرأة بأنها المودة والرحمة.. ولم يسمها حباً، وجعل الحب وقفاً على علاقة الإنسان بالله، لأنه وحده جامع الكمالات الجدير بالحب والتحميد، وجاءت لفظة الحب فى القرآن عن حب الله وحب الرسول.. وجاءت مرة واحدة عن حب المرأة على لسان النسوة الخاطئات، حينما تكلمن عن امرأة العزيز وفتاها الذى «شغفها حباً».. وهو حب رفضه «يوسف» واستعصم منه، واستعان بربه، وآثر عليه السجن عدة سنين.

وهى جميعاً مؤشرات تكشف عن سبب الإحباط العام والتعاسة فى مجتمعات العصر وبيوته.. بسبب حب هو كفر، وزواج هو أنانية، وصراع طبقى هو حقد، ومذاهب هى انتقام، وشعارات هى كذب.. وعالم ضاعت منه المودة والرحمة، وافتقد الإيمان بالملجأ الحقيقى، وأصبح شعاره لجوء الخراب إلى الخراب. وفى رواية الحب التقليدية يسدل الستار دائماً عندما يصل الحبيب والحبيبة إلى المأذون، لأن المؤلف يتصور حينئذ أن الكلام انتهى وأنه لم يعد هناك ما يُقال، لأن السعادة بدأت، والسعادة عنوانها الصمت.

فأين هى تلك البيوت السعيدة الآن؟

ما أقلّها!

من كتاب: «الروح والجسد»

arabstoday

GMT 07:01 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

مقاهي الأنس

GMT 06:59 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

«بلا فلسفة»!

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 06:35 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار... وشرط صموده

GMT 06:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

القمة الخليجية في الكويت

GMT 06:31 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

«دويتشلاند» السرية والردع النووي الروسي

GMT 06:29 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الشماتة فى الأوطان

GMT 06:26 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تفقد إفريقيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم اتجنن والناس تعبت العالم اتجنن والناس تعبت



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab