بروكسل تدفع الثمن

بروكسل تدفع الثمن

بروكسل تدفع الثمن

 العرب اليوم -

بروكسل تدفع الثمن

بقلم :معتز بالله عبد الفتاح

مع كل حادث إرهابى يقع فى أوروبا تمتد الاتهامات مباشرة إلى مسلمى أوروبا حتى قبل أى تحقيق. وكما كتبت من قبل: أنتم تدفعون ثمن أخطاء سياسييكم..

هذه دروس من مجمل الأعمال الإرهابية فى العالم مروراً بمنطقتنا التى يخرج منها كثيرون من الإرهابيين.

الدرس الأول:

شجرة الإرهاب لا تنمو إلا فى غابة التطرف، ومن يحارب الإرهاب دون محاربة التطرف، فسيخسر المعركتين.

إذا عرفنا أن التدخين الشره يؤدى إلى السرطان حتماً، فمن غير المنطقى أن ندعم السجائر ونجعلها بأسعار منخفضة ومتاحة لكل الأعمار، وبعد أن يصاب الإنسان بالسرطان نشرع فى علاجه.

هذا ما تفعله الدول الغربية بأن تسمح للتطرف أن يزدهر فيها تحت دعاوى حرية العقيدة وحرية الرأى وحرية التعبير وحق اللجوء السياسى ثم تكتوى بنار هؤلاء الذين يتطرفون على أراضيها.

الدرس الثانى: التأسلم السياسى شرط ضرورى وإن لم يكن كافياً للإرهاب السياسى.

من ملاحظة أعداد الإرهابيين والعمليات الإرهابية فى العالم، سنجد أن أغلب المسلمين ليسوا إرهابيين، لكن أغلب الإرهابيين متأسلمون.

أغلب المسلمين ليسوا إرهابيين، لأنهم فهموا جوهر دينهم الذى يأمرهم بالدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة، وأن القتال فقط يكون لمن قاتلنا، كما قال الحق سبحانه: «وقَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ». وما دون ذلك من آيات كريمة تحض وتحرض المؤمنين على القتال هى آيات نزلت فى ساحة المعركة أو أثناء تحرك المسلمين إلى المعركة. ولكن الأصل قول الله تعالى: «وإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ».

ومع ذلك ظهر من بين المسلمين أناس «متأسلمون» يدعون أنهم «سوبر مسلمين»، أى أنهم مسلمون أفضل من غيرهم وأن من ليس مثلهم يندرج تحت طائفة «الفئة الممتنعة عن تطبيق شرع الله»، وبالتالى يحق عليهم القتل.

لذلك لن تجد إرهابياً يعادى الغرب، إلا ويعادى المسلمين أيضاً.

التأسلم، بهذا المعنى، يكون شرطاً ضرورياً لأن يصبح المنتسب إلى الإسلام إرهابياً، لأن طريقة تفكيره تقوده إلى كراهية وتشويه الآخرين واغتيالهم معنوياً وتسهيل قرار قتلهم والتخلص منهم حتى وإن لم يكن يعرفهم شخصياً. التأسلم شرط ضرورى لاعتناق المسلم الإرهاب مثلما تسليم ورقة الامتحان شرط ضرورى للنجاح فيه.

ولكن التأسلم فى ذاته ليس شرطاً كافياً؛ لأن بعض المتأسلمين، بحكم التكوين الشخصى أو التربية أو الظروف، لا ينتهى بهم الحال إلى تبنى العنف حتى وإن كانوا داخلهم يبررونه تحت أسباب مختلفة. وبعضهم، من أسف، يستغلون قيم حرية العقيدة والرأى والتعبير كى يجعلوا من تطرفهم الفكرى حرية شخصية رغماً عن أنها توفر البيئة الملائمة لغيرهم كى يتحولوا من متطرفين إلى إرهابيين.

الإرهاب = التطرف الفكرى + العنف المادى.

الدرس الثالث: الإرهاب سيضرب الجميع، لذلك لا بد أن يواجهه الجميع.

يواجه الغرب مرة أخرى نفس المشهد الذى طالما عشناه فى مصر وفى الشرق الأوسط. والمعضلة التى لا يفهمها الغرب أنه يوفر مأوى للمتطرفين ثم يكتوى بنار الإرهابيين ولا يلوم نفسه على خطئه بتوفير مأوى للثعبان الذى يبدأ صغيراً ثم ينتهى كبيراً يلتهم كل من يستطيع أن يلتهم.

الدرس الرابع: الإرهابيون أغبياء.. يوحدون الجميع ضدهم..

مع كل مجموعة إرهابية تظهر، بمن فيهم الدواعش، يهاجمون الجميع: العراقيين، السوريين، الأتراك، الأمريكان، الإيرانيين، المصريين، الروس ويتصورون أنهم سينتصرون. ما يحدث من الناحية العملية أن يتحول الجميع ضدهم للقضاء عليهم. ولكن المعضلة أن «الجميع» لا يتبنى ذلك كاستراتيجية تحارب «الإرهاب بما فيه من عنف متطرف» ولكنهم يحاربون «الإرهابيين المعادين لهم كأفراد وجماعات». ونجد من دول العالم من يدعم بعض المتطرفين وبعض الإرهابيين ظناً من هذه الدول أن هؤلاء يخدمون قضاياهم ومصالحهم وهو ما يتبين لهم خطؤه حين يكتوون بنارهم.

arabstoday

GMT 06:14 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

خنادق الآيديولوجيا وأقفاصها

GMT 09:55 2024 الخميس ,11 إبريل / نيسان

السعادة لها أسباب

GMT 01:31 2024 الإثنين ,04 آذار/ مارس

حرب أوكرانيا في عامها الثالث... أيُّ أفق؟

GMT 00:58 2024 الأحد ,03 آذار/ مارس

هل تخضع أوروبا لثورة المزارعين؟

GMT 00:40 2024 السبت ,24 شباط / فبراير

2024... زمن الارتداد الديمقراطي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بروكسل تدفع الثمن بروكسل تدفع الثمن



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab