ثلاثة أخطاء يقع فيها الرؤساء عادة

ثلاثة أخطاء يقع فيها الرؤساء عادة

ثلاثة أخطاء يقع فيها الرؤساء عادة

 العرب اليوم -

ثلاثة أخطاء يقع فيها الرؤساء عادة

معتز بالله عبد الفتاح

فى حوار علمى ساخن على مائدة الطعام حيث يأكل «موع موع» الفول والطعمية وتأكل «أم ميئش» ما تيسر من بقايا أكل اليوم الماضى، قالت «أم ميئش»: انت عارف يا «موع موع» إن فيه أخطاء متكررة بيقع فيها «البنى آدمين» وبالذات اللى فى موقع المسئولية.

قلت لها: «علّمينى يا قطتى العزيزة من حكمة القطط التى عندك».

قالت: «هقول لك».

أولاً: تغليب ما هو ملح (urgent) على ما هو مهم (important):

تعرف يا «موع موع» إن من أكثر الانتقادات التى وجهت إلى الرئيس الأمريكى هربت هوفر أنه كان «رجل مطافئ» بارع لكنه فى النهاية لم ينجز أى شىء يذكره له التاريخ.

ومثله فى حالتنا مثل المسئول الذى يعالج يومياً عشرات القضايا التى تجعله شديد الانشغال وقليل الإنجاز فيتحول إلى شخص «مشغول جداً لدرجة أنه لا وقت لديه للتفكير طويل المدى» أو كما يقول الفرنجة الملاعين: «Too busy to think strategically» فتسأله: إيه الأخبار؟ يقول لك: عملت 340 حاجة مش مهمة بس كان لازم أعملها.

طيب والحل يا «أم ميئش»: عادة ما تكون هناك وحدة تسمى بوحدة إدارة الأزمات التى تعالج المشاكل اليومية مثل: بيت وقع، سيول هتنزل أو نزلت، نقص فى زيت التموين.

أما الرئيس فيركز على ما هو وجودى (existential) أى يرتبط بالهوية والرؤية العليا للبلاد وما هو استراتيجى (strategic) أى ما هو طويل المدى ومتعدد المراحل ومتعدد الأبعاد مثل قرار الرئيس المنتظر بتشكيل مجلس أعلى للاستثمار برئاسته. ويترك ما هو تكتيكى (tactical) أى يرتبط بتحويل الاستراتيجيات إلى خطط عمل وما هو تشغيلى (operational) أى يرتبط بإدارة المؤسسات وما هو (procedural) أى إجرائى يرتبط بالقرارات اليومية والتفصيلية للوحدات الأدنى. ولكنه مطالب بمتابعة النتائج على الأرض أى الـ (outcomes) وليس فقط أن يبلغه من هم دونه بعدد الاجتماعات واللجان والمراسلات.. المهم النتائج على الأرض وكيف شعر الناس بها.

ثانياً: التركيز على كل حاجة فلا ينجز أى حاجة:

قامت «أم ميئش» من مكانها باحثة عن فنطاس المياه كى تشرب، وبعد أن شربت قالت: الغلطة الثانية التى يقع فيها الناس اللى فى السلطة ألا يحدد أولوياته فيقع فريسة للمشاكل وبدلاً من أن يحل بعض المشاكل تبلعه كل المشاكل.

وبعدين أنتم متأخرون أوى يا «موع موع» يعنى قصتكم مش سهلة. علشان كده لازم تركزوا على ما هو فى قمة الأهمية وله تأثير كبير على بقية المجالات. فاكر زمان لما كتبت وقلت الرئيس لازم يعطى 80 بالمائة من وقته لعشرين فى المائة من المشاكل واخترت 5 مشاكل أساسية. وكذا حد من الناس اللى بتفهم عجبته الحكاية؟

قلت «لأم ميئش»: فاكر والفكرة وصلت للرئاسة وناقشونى فيها وقالوا إنهم بيطبقوها بس هم محتاجين سنتين قبل ما النتائج تبان للناس.

طيب والحل يا «أم ميئش»: لازم حد يكلم الناس، هو ده التسويق السياسى (political marketing)، ويوضح لهم إيه أولويات الرئاسة بالضبط علشان الناس تساعد. وبدل ما الرئيس واللى معاه يزقوا الأوتوبيس لوحدهم، ناس كتير تانية مستعدة تساعد لو فهموا بس إيه المطلوب.

ثالثاً: بناء البنيان ونسيان الإنسان:

قالت «أم ميئش»: ممكن تعملوا طرق جديدة بس الحوادث هتزيد لأنكم مش بتدربوا ولا توعّوا ولا بتطبقوا قواعد المرور صح.

ممكن تعملوا محطات كهرباء أكثر بس انتم بتتعاملوا مع الكهرباء وكأنها ببلاش. وهكذا فى كل المجالات.

تربية الإنسان على الفضيلة (وفقاً لسقراط والفارابى) وعلى احترام القانون (وفقاً لأرسطو والماوردى) وعلى الخوف من مخالفة القانون (وفقاً لمكيافيللى والغزالى) وعلى العيش المشترك والعمران الجامع (وفقاً لجون لوك وابن خلدون)، جزء منسى من أجندتكم السياسية يا «موع موع».

غالباً هتعملوا قناة السويس الجديدة والمشروعات القومية كلها وهتغنوا وتفرحوا وتطبلوا لكن مش ناس كتير هتحس بالفرق. كل المشروعات دى ممكن توفر لكم فى الأربع سنين مليون فرصة عمل، بس انتم خلال الأربع سنين هتزيدوا عشرة ملايين. يعنى من الآخر انتم بتضحكوا على نفسكم.

«أم ميئش» قالت كلمتها الأخيرة ثم تثاءبت ورحلت ونامت.

arabstoday

GMT 09:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 09:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 09:39 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

متى يخرج السيتى من هذا البرميل؟!

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 09:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 09:33 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 09:30 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة أخطاء يقع فيها الرؤساء عادة ثلاثة أخطاء يقع فيها الرؤساء عادة



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab