عاجل من هاني شكر الله إلى الإعلاميين

عاجل من هاني شكر الله إلى الإعلاميين

عاجل من هاني شكر الله إلى الإعلاميين

 العرب اليوم -

عاجل من هاني شكر الله إلى الإعلاميين

معتز بالله عبد الفتاح

كتب الأستاذ هانى شكر الله مقالاً فى «الأهرام» يحمل رسالة مهمة. يقول المقال الذى اضطررت لاختصاره لضيق المساحة:
ينسب للأب المؤسس للصحافة الصفراء، ويليام راندولف هيرست، الفضل فى إشعال الحرب الأمريكية الإسبانية فى 1898، وقد مثلت تاريخياً الميلاد الفعلى للإمبراطورية الأمريكية والعام الأول فيما أُطلق عليه بعدها بعقود «القرن الأمريكى».
يروى عن «هيرست» أنه كان يفتخر بقدرة صحافته على إشعال الحروب بإشارة منه. أشك مع ذلك فى أن صحافة هيرست الصفراء أشعلت الحرب الأمريكية الإسبانية وأسست للقرن الأمريكى، وذلك بقدر ما أجد استحالة فى تصور أن دعوة هنرى لوس أدخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية. فرغم عشرات الكتب القيّمة وآلاف الدراسات والمقالات، يبقى دور الصحافة فى صناعة الأحداث وصياغة الوعى العام موضوعاً للجدل والبحث والدراسة. ولكن دعنا نُعِد التأمل فى صحافة ما بعد 30 يونيو، مطبوعة ومذاعة. عالمان متوازيان لا رابط بينهما: عالم الصحافة المصرية من جهة وعالم الجزيرة والصحافة الغربية من جهة أخرى. وفى العالمين حمى ولوثة وأكاذيب وغياب يكاد يكون تاماً لأنباء ودوافع ورؤى الطرف الآخر. هل، ولأى مدى، ساهم الإقصاء التام للإخوان عن الصحافة المصرية وشيطنتهم من قبلها فى إشعارهم بأن ظهورهم للحائط، ومن ثم فى ترجيح كفة الاستراتيجية الانتحارية المدمرة (للذات وللوطن) التى لجأوا إليها ولا يزالون؟
هل -ولأى مدى- ساهمت الجزيرة والصحافة الغربية بإنكارها للرفض الشعبى العارم لحكم الإخوان، وبتصويرها للمواجهة معهم كمواجهة بين شرعية انتخابية وانقلابيين، ساهمت فى إذكاء أوهام الإخوان عن أنفسهم وعن احتمالات التدخل الخارجى الغربى لاستعادة «الشرعية»، ومن ثم لعبت دوراً فى دفع الأمور إلى ما صارت إليه؟
لا أملك إجابة يقينية على السؤال السابق، وذلك بقدر ما لا نملك حتى وقتنا هذا إجابة يقينية عن السؤال المتعلق بحدود دور صحافة هيرست الصفراء فى إشعال أو إذكاء الحرب الأمريكية الإسبانية منذ أكثر من قرن من الزمان. ولكن يقيناً نحن إزاء صحافة رديئة ومبتذلة، أدارت الظهر للرسالة الأسمى للصحافة وهى الكشف عن الحقيقة بأقصى ما فى وسعها من الموضوعية والصدق والتوازن. يقيناً أيضاً، إن الصحافة المصرية، وعمرها يزيد على القرن ونصف القرن من الزمان، تعيش هذه الأيام أسوأ لحظاتها على الإطلاق وأكثرها رداءة وأقلها مهنية، وذلك رغم ومضات هنا وهناك يطغى عليها الإظلام العام أو يكاد.
مذيعون من كل حدب وصوب يتحولون بقدرة قادر إلى خطباء، ومن خطباء إلى محرضين محمومين، ومن محرضين إلى شتّامة ورداحين، يذكرون المرء بمجاذيب هايد بارك كورنر فى لندن صبيحة أيام الأحد، يعتلى كل منهم «صندوق الصابون» الخاص به، ليرغى ويزبد ويهلوس. هناك يسلّون السائحين، وهنا يذهبون بالعقول.
تحريض على القتل، مطبوع ومذاع، سباب مقذع ينال كل من يريده «صاحب المحل» (أو من وراءه) هدف، أو مجرد تطوع «حماسياً» من هذا الإعلامى أو تلك، يشمل شعوباً عربية بأكملها، يطال الشعب الفلسطينى البطل، ويصل فى ابتذاله ولا إنسانيته إلى حد الشماتة فى مذابح الأطفال فى غزة على أيدى الهمجية الإسرائيلية، رجال أمن يعتلون المنصات واللافتات كنجوم إعلامية، «خبراء استراتيجيون» هم أشبه بالسحرة والمشعوذين، نظريات وتفلسف واقتباسات وإشارات تاريخية تؤلف حسب الحاجة ولا حاجة لمصادر أو توثيق أو معلومات، تسريبات أمنية تنشر وتذاع كحقائق بل وانفرادات، شائعات وتلفيقات وأكاذيب تصل إلى حد إذاعة التسجيلات غير القانونية للمحادثات الشخصية. أظن أن ويليام راندولف هيرست لا بد فخور فى قبره بأحفاده المصريين.
ومع ذلك، لست مقتنعاً بفاعلية طويلة المدى لـ«غسيل المخ»، مهما كان الصابون المستخدم رديئاً وكاوياً، وظنى أن الناس تميل إلى تصديق الأكاذيب والخرافات حين تلبى تلك حاجة ما فى نفسها، وتلقى بها على قارعة الطريق حين تزول الحاجة. وإلا لما حفل تاريخ البشرية بالتمرد والثورة.

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل من هاني شكر الله إلى الإعلاميين عاجل من هاني شكر الله إلى الإعلاميين



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab