ملخص تاريخ مصر

ملخص تاريخ مصر

ملخص تاريخ مصر

 العرب اليوم -

ملخص تاريخ مصر

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

فى 21 يونيو 2013، أى قبل ثورة 30 يونيو بأيام كتبت عن خطورة المأزق الذى وضعنا فيه الإخوان بعنوان «الرئيس مرسى يتآكل».

قلت: نحن أمام منعطف صعب. تاريخيا، المصريون لم ينتخبوا فى تاريخهم حاكمهم قط إلا فى 2012. وهذا ليس مستغرباً؛ فمصر كانت تحكم من قبل غير مصريين (أى حكام لا ينطبق عليهم وصف القانون المصرى أن يكونوا من أبوين وجدين مصريين) لمدة 2500 سنة. من يعد إلى التاريخ يجد أن جميع الغزاة من الأقاليم المحيطة بمصر من الجهات الأربع قد تناوبوا على حكم مصر، بدءاً من النوبيين فى الأسرة الخامسة والعشرين مروراً بقبائل الصحراء الليبية (قبل أن تمتد ذراع مصر لتحتضنهم) ثم الآشوريين والإغريق، ثم الفرس (200 سنة) ثم اليونانيين مع الإسكندر الأكبر وهو ما قاد إلى دخول مصر عصر البطالمة (300 سنة) ومن بعده الرومان بعد كر وفر مع الفرس (700 سنة)، ثم الفتح الإسلامى (1400 سنة) بين ولاة كلهم معينون من المدينة (دولة الخلافة لمدة 40 سنة)، أو الكوفة على عهد خلافة سيدنا على القصيرة، ودمشق (الدولة الأموية، أقل من 100 سنة) أو بغداد وسامراء (الدولة العباسية الأولى، 500 سنة) أو الآستانة (الدولة العثمانية، 400 سنة) أو يؤسس الولاة دولا مستقلة عن دولة الخلافة الأم، مثل الدولة الطولونية ومن بعدها الإخشيدية (كلتاهما مجتمعتان 100 سنة) ثم الفاطمية (250 سنة) ثم الأيوبية- المملوكية (حوالى 350 سنة) ثم الحملة الفرنسية (3 سنوات) وهى مقدمة دخول مصر عصر الدولة الحديثة على يد أسرة محمد على (حوالى 150 سنة) التى حكمت حتى قيام ثورة يوليو 1952 التى ردت مصر إلى المصريين من الاحتلال البريطانى (حوالى 70 سنة).

إذن ثورة 2011 أعطت للمصريين فرصة تحرير المواطن بعد أن أعطت ثورة 1952 للمصريين فرصة تحرير الوطن. ولكن الملاحظ أننا نتحرك فى فضاء من السعى الدائم للالتفاف على الإرادة الشعبية. حدث ذلك مرة بعد استفتاء 19 مارس 2011 الذى أعقبه إعلان دستورى فى 30 مارس جعل البلاد تسير بخطوات «نعم» ولكن بسرعة «لا» فلا تحققت فوائد «نعم» ولا تحققت فوائد «لا». وإهدار الإرادة الشعبية الاستفتائية، كما قلت آنذاك، أخطر كثيراً من مضمون هذه الإرادة. ولو كانت الأغلبية مع «لا» فكان لا بد من احترامها. ولكن هذا لم يحدث. وتم إهدار الإرادة الشعبية مرة أخرى، مع حكم المحكمة الدستورية العليا ثم قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة بحل مجلس الشعب. ورغم أننى حضرت بعضاً من الجلسات التى كان فيها التحذير واضحاً من أن القانون المنظم لانتخابات مجلس الشعب غير دستورى، ولكن أصرت الأحزاب والقوى السياسية عليه. وضاعت الإرادة الشعبية الانتخابية، بحل المجلس. وها نحن نجد أمامنا حراكاً شعبياً جديداً يطلب بانتخابات رئاسية مبكرة، ولكن هذا لن يكون بسهولة إلا إذا استشعر الرئيس مرسى الحرج، وأعلن عنها هو بنفسه. ورغم أن الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة ليست عملاً مجافياً للدستور والقانون بل هى دعوة للعودة للإرادة الشعبية مرة أخرى ولكن فى موعد سابق على موعدها الدستورى، ولكنها تدخل فى منازعة قانونية مع الإرادة الشعبية السابقة التى تمثلت فى الانتخابات الأولى وفى الاستفتاء على الدستور.

الآن نحن فى اختبار حقيقى: هل نستطيع أن نحكم أنفسنا بأنفسنا وفقاً لقواعد ديمقراطية أم أننا لا نملك هذه لأسباب ثقافية وتاريخية وسياسية؟

أتذكر أننى فى جلسة مع بعض المؤيدين للدكتور محمد مرسى ذكرتهم بأن ما هو على المحك الآن ليس «المشروع الإخوانى» أو«المشروع الإسلامى» أو «الديمقراطية» وإنما «الدولة المصرية». وكان ذلك فى أعقاب مقال لى فى 21 يناير 2013 انتقدت فيه عدم التزام الرئيس بوعوده بما فى ذلك نتائج الحوار الوطنى الذى كان آنذاك مسوقاً سياسياً وإعلامياً كمحاولة من الرئيس لرأب الصدع. قلت فى هذا المقال تحت عنوان: «حين يفقد الحكم مصداقيته»، ما يلى: «لست من هواة ادعاء البطولات الزائفة أو التحذير من أشباح، ولكننى فى نفس الوقت لا أستطيع تجاهل الأخطاء الكبرى التى يمكن أن تفضى إلى نتائج كارثية: سيادة الرئيس، أنت تسير فى اتجاه إفقاد مؤسسة الرئاسة مصداقيتها حتى عند غير معارضيك. لو كان هذا مقصوداً من جهة ما للتضحية بالرئيس مرسى، فهى خطة ناجحة، وإن كان المقصود غير ذلك، فانتبهوا لأنكم تسيرون فى الاتجاه الخاطئ، ولا بد من التذكير أن فى أعقاب الثورات تكون شرعية الصندوق الانتخابى هى أضعف مصادر الشرعية. الشرعية الحقيقية هى شرعية المصالحة الوطنية والشراكة الشعبية وبناء المصداقية عند المنافسين وغير المتعاطفين، العاقل هو من يحرص على أن يختلف العقلاء معه، وليس عليه، وهذا ما لا يحدث الآن».

لذا فإن «الرئيس مرسى» يتآكل لأن شرعيته تتآكل.

المجتمع دائرة كبيرة، داخلها الدولة، والدولة على عهد الدكتور مرسى كانت أضعف كثيراً من المجتمع، وداخل الدولة هناك السلطة، والسلطة آنذاك كانت أضعف كثيراً من الدولة. وداخل السلطة هناك القيادة، والقيادة كانت أضعف من السلطة، وفى قلب القيادة توجد الرئاسة، والرئاسة لم تنجح فى أن تملأ مقعد القيادة ولم تستعِن بمن يساعدها على ذلك. والرئيس مرسى لم يكن يرى كل ذلك.

ولهذا كانت المقولة التى ذكرتها فى مارس 2013: «هناك من بين الثائرين والمعارضين من يريد إسقاط الرئيس مرسى، وهو يساعدهم». لذا أطلب من الدكتور مرسى جاداً أن يستجيب لطلبى الذى ذكرته فى مقال سابق لى: «رشح نفسك فى انتخابات مجلس النواب». النائب البرلمانى المعقول ليس بالضرورة رئيساً ناجحاً. هذا لمصر، وليس لـ«مرسى».

انتهى الاقتباس من المقال.

والخلاصة: هل استجاب لمطالب ملايين المصريين؟ لأ.

وهكذا الحال فى تاريخنا كله.

إذن، لا غرابة أن يكون ملخص تاريخ مصر: سمك، لبن، تمر هندى.

arabstoday

GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملخص تاريخ مصر ملخص تاريخ مصر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab