احكوا حكاية أكتوبر

احكوا حكاية أكتوبر

احكوا حكاية أكتوبر

 العرب اليوم -

احكوا حكاية أكتوبر

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

كتب الدكتور محمد فتحى، بصفحته على «فيس بوك»، كلاماً مهماً أرجو أن نقرأه بعناية:

قبل حرب أكتوبر كان فيه مظاهرات بتطلع تشتم السادات وتقوله «حارب يا أخى خلى عندك دم».. وتشتم هيكل اللى كان بيقول إننا مانقدرش نحارب وتقوله «بطل يا خاين»!! قبل حرب أكتوبر كان فيه طلبة بيتجمعوا وينزلوا يطالبوا القيادة بعبور القناة.. دلوقت بيتقبض عليهم.. كان مفيش سكر، وكان مفيش زيت، وكانت الحالة الاقتصادية صعبة..

قبل حرب أكتوبر كان فيه روح تشاؤمية مفادها أن دى بلد فاسدة وتستاهل اللى هى فيه، وإن الجيش دول حرامية وراضيين بالوضع الراهن، وهيسلموا لأمريكا بعد ما السادات طرد الخبراء السوفيت.. قبل حرب أكتوبر كان فيه ناس تجنيدها يخليها ماتنزلش أجازات.. طوارئ على طول.. ماحدش يعرف عنهم حاجة.. قبل أكتوبر كانوا يقابلوا الجندى أو الظابط وهو راجع بعد النكسة يقولوا له «إزيك يا خيبتها»، ويشتموه وينكتوا عليه، لدرجة إن عبدالناصر طلب منهم يقللوا النكت دى شوية عشان الحالة المعنوية بتاعة الجنود والظباط اللى ماكانش فيه سوشيال ميديا ساعتها تعرفنا هما بيفكروا إزاى، وشايفين إزاى شتيمتهم، بس الأكيد إنهم ماقالوش: دى بلد ما تستاهلش.. بس فيه كتاب عظيم صدر عن دار الكرمة لمذكرات جندى مصرى على الجبهة قبل ما يستشهد لازم تقروه، والحمد لله إن هو وغيره ماقالوش فى مذكراتهم دول ناس ماتستحقش نحارب عشانها.. لأ.. كانوا مركزين فى الحرب على إنها تار وهيتاخد.. قبل حرب أكتوبر كان لما يتقبض على طلبة من اللى بيطالبوا بالحرب تزيد كراهية الشباب لنظام السادات باعتباره باع لليهود وبيسجن الوطنيين..

بس كل شىء خلص تماماً لما حرب أكتوبر قامت.. وانتصرنا، وعبرنا..

كل حاجة اتعرفت واتشاف الخداع الاستراتيجى اللى بقى يتحلف بيه فى أماكن عسكرية كبيرة.. واتعرف إن أى قيادة ماينفعش تتحرك زى ما بيقول لها الناس، وإلا تبقى مش قيادة أصلاً..

لازم تخطيط، ولازم إعداد (بس كمان عشان الكلام مايتفهمش غلط ويتعمل إسقاط من البعض، القيادة لازم تسمع وتسمع وتسمع وتستجيب لطموحات الناس اللى بتقودها وتفهم الناس دى اللى بيحصل ولو بعد حين).

حرب أكتوبر خلصت بس عمر دروسها ما خلصت، وعمرى ما حسيت إننا استفدنا من الدروس دى.. بس ده مش موضوعى دلوقت.. أنا هقول لكم على كلام بيتقال كل سنة ومابيتعملش.. هقول لكم على صورة الجندى الأمريكى والمقاتل الأمريكى اللى بتلف العالم كله، بينما إحنا اختصرنا الجندى المصرى فى محمود ياسين اللى هو أكتر واحد حارب فى أكتوبر (ربنا يدّيله الصحة)..

مفيش قصة اتقررت على طلبة إعدادى أو ثانوى من ملفات حرب أكتوبر..

مفيش تكريم حقيقى حصل خلال آخر 10 سنين مثلاً لأبطال أكتوبر اللى على قيد الحياة والتركيز بيبقى على الناس اللى بقت قادة وكملت فى الجيش بعد كده زى المشير طنطاوى.. يا جماعة طالب الجامعة مايعرفش مين هو الجمسى ولا المشير أحمد إسماعيل ولا مين كان قائد المدفعية ولا أى حاجة..

يا جماعة أكتوبر فى المناهج الدراسية صفحتين تلاتة، وكل سنة بيتجدد الجدل من برة حوالين إحنا انتصرنا أصلاً ولّا ما انتصرناش بينما إحنا بنعملها مناسبة فى السنة نتكلم فيها يوم ونذيع كام فيلم مقررين ومكررين وخطاب رئاسى وأوبريت فى الغالب بيمجد فى الرئيس ثم لا شىء جديد..

يا جماعة بانوراما حرب أكتوبر اتهجرت وماحدش بيروحها بينما فرض عين تاخد ولادك وتفرجهم وتحكى لهم الحكاية عشان الحكاية بس هى اللى هتتحدى محاولات التغييب والطناش.

يا جماعة.. الجندى المصرى اللى حارب فى أكتوبر عدواً ظاهراً بيحارب أشباح دلوقت فى سيناء بيسيبوا له متفجرات وعبوات ناسفة ولسه أول إمبارح واحد اسمه أيمن فتحى رجليه الاتنين مقطوعة وحالته خطيرة وهو مجند فى الشيخ زويد.. روح أكتوبر اللى بيكلمونا عنها من وإحنا عيال بتموت كل سنة عن السنة اللى قبلها..

والشهداء بيتنسوا.. وبقينا بنختصر الموضوع فى يوم إجازة..

عيب. والله العظيم عيب.

احكوا الحكاية ياللى تعرفوها، وإحنا هنحكيها لولادنا، وولادنا هيحكوها لولادهم، عشان مانجيش فى مرة نبقى عاجزين قصاد عيالنا وهما بيسألونا: إحنا انتصرنا فى أكتوبر ولّا هما..

تحيا جمهورية مصر العربية.. والفاتحة على روح شهداء أكتوبر.. وعلى روحنا بالمرة.

arabstoday

GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احكوا حكاية أكتوبر احكوا حكاية أكتوبر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 العرب اليوم - الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab