ماذا لو اختفى العرب

ماذا لو اختفى العرب؟

ماذا لو اختفى العرب؟

 العرب اليوم -

ماذا لو اختفى العرب

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

كتب الكاتب الفلسطينى أكرم عطاالله ما يلى:

ماذا لو اختفى العرب جميعاً؟ ماذا لو أفاق العالم فجأة، واكتشف أننا لم نعد موجودين؟ بالتأكيد لن يخشى من خسارة أى شىء، فلن ينقطع الإنترنت ولن تتوقف الأقمار الصناعية ولا مصانع السيارات وقطع غيارها، ولن تتوقف أسواق البورصة، ولن يفتقد أى مواطن فى العالم أى نوع من الدواء ولا المعدات الطبية وأجهزة الأشعة وغرف العمليات، ولا حتى السلاح الذى يقتل به بعضنا بعضاً، فلم نقدم للعالم أى خدمة سوى الكلام، وصورة قتل بعضنا فى الصحف ونشرات الأخبار.

ستطل سيدة فرنسية من شرفتها، لتقول لسيدة أخرى: لقد اختفى العرب جميعاً، وستسأل الأُخرى الجاهلة: أنت تتحدثين عن هؤلاء الذين يقتلون بعضهم ليل نهار؟ نعم، وإذا كان أحد يعتقد أننى أبالغ فى رسم الصورة فليقف على مسافة فى أية عاصمة خارج الوطن، وليراقب خيط الدم من ليبيا حتى العراق، مروراً بمصر وسوريا واليمن، وما بينها من أمة نصفها يسبح على بطنه من شدة الجوع ونصفها الآخر يسبح على كرشه من شدة الشبع، وكلهم عالة على البشرية.

هم ينتجون كل شىء، ونحن نستهلك كل شىء، ولا ننتج سوى الكلام، ثم نعيد تفسير الكلام وتأويله وتدويره عن التحريض والكراهية والإقصاء، فكل من العرب له مشكلة مع العرب، ولم تتوقف صراعات العرب البينية منذ فجر التاريخ، دول تكره بعضها وقبائل تتربص لبعضها وميليشيات تنتشر بلا حساب، كلٌ شاهرٌ ما استطاع أن يعده من قوة وخيول لم تتوقف عن الجرى فى ساحات المعارك. وحده الفلسطينى المحظوظ وسط هذه الأمة أن صراعه مع إسرائيل، لكنه لم يشذ عن الأوركسترا العربية، فقد فتح صراعاً مع نفسه، ليؤكد انتماءه لهذه الأمة.

نحن أكثر شعوب الأرض حديثاً واحتفالاً بالانتصارات رغم الهزائم التى تملأ تاريخنا الحديث والقديم، حتى شعاراتنا أكبر من الأوطان، نحول الهزيمة لنصير بمجرد جمل إنشائية، خبراء فى قلب الحقائق وتزييف الواقع والماضى، غارقين فى أحلام المستقبل بأوهام بعيدة تماماً عن واقع آخذ بالانهيار، لا نفعل شيئاً للمستقبل سوى التمنى والكلام.

كان يجب أن يصاب الإقليم بهذه الرجة العنيفة، ليس فقط لتُظهر عرينا السياسى والأخلاقى والاجتماعى، بل تصيبنا بصدمة اكتشاف واقع الحالة العربية التى حاولنا إخفاءها على امتداد عقود وربما قرون أصابت بعض الحالمين بعدوى الأمل الكبير ليغنوا «الحلم العربى» والوحدة العربية قبل أن نعود لعصر الجاهلية ونتحدث عن وحدة الدولة الواحدة فى العراق وسوريا وليبيا واليمن، وكى تنزوى كل أحلام وحدة العرب فى دولة.

لم يكن يتصور أى من الشباب العرب أن أمامهم واقعاً بهذه القسوة وبهذا السوء، ففى لحظة كانت كل الآمال بمستقبل واعد أكثر، ولكن الحقيقة التى نعرفها جميعاً أن كل الشباب العربى الذى يتعرض للتهميش وهو بلا عمل يصطف على الأرصفة فى طوابير البطالة منذ سنوات، وهجرة الشباب العربى باتجاه واحد نحو الغرب، حتى عندما كانت الدول مستقرة، فما بالنا عندما يحدث هذا الارتجاج.

كثيرون يقارنون بين ما يحصل عندنا وما حصل فى أوروبا عندما خرجت للنور على أمل أن يؤدى هذا النفق المظلم إلى نقطة الضوء.. لكن هناك تمايزاً فى التجربتين.. ففى أوروبا صاحب الحروب الأهلية نقاشٌ فكرى هائل، بينما يصاحب حروبنا نزعات انتقامية غرائزية لا تبشر، إذا لم نبدأ نقاشنا وقراءة واقعنا على مهل بعيداً عن صخب السلاح ورائحة الدم.. نقاشاً يبدأ بسؤال: ماذا نحن؟ وينتهى بإجابة كيف يجب أن نكون؟ وإلا فإن الرحيل عن الأوطان هو أفضل الخيارات للأجيال المقبلة..!

المصدر : صحيفة الوطن

arabstoday

GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو اختفى العرب ماذا لو اختفى العرب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab