«أوباما» يفضح شركاءه

«أوباما» يفضح شركاءه

«أوباما» يفضح شركاءه

 العرب اليوم -

«أوباما» يفضح شركاءه

معتز بالله عبد الفتاح

قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما، فى مقابلة نشرتها الخميس الماضى مجلة «ذى أتلانتك»، إن الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى كان يبحث عن الظهور عند تنفيذ التدخل العسكرى الذى أطاح بنظام الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى فى 2011، فى حين كان رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون «شارد الذهن».

وقال «أوباما» إن «ليبيا غرقت فى الفوضى»، مضيفاً: «عندما أتساءل لماذا ساءت الأمور؟ أدرك أنى كنت أثق بأن الأوروبيين، بفعل قربهم من ليبيا، سيكونون أكثر انخراطاً فى متابعة الوضع بعد التدخل».

لكنه تابع قائلاً إن «كاميرون» كان لاحقاً «شارد الذهن فى أمور أخرى». أما الرئيس الفرنسى حينها نيكولا ساركوزى «فقد كان يرغب فى أن يعلن بصخب عن نجاحاته فى الحملة الجوية، فى حين كان الواقع أننا نحن من دمر الدفاعات الجوية لجيش «القذافى».

ومنذ ذلك التاريخ انهارت الدولة الليبية وأصبحت ميليشيات مسلحة متنافسة تتناحر على السلطة.

وقد أفاد تقرير لخبراء للأمم المتحدة، نشر الخميس، بأن ما يسمى بـ«تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) وسع بشكل واضح سيطرته فى ليبيا، ما أسهم فى زيادة الطلب على العتاد العسكرى.

وأشار التقرير إلى أن التنظيم تمكن فى سرت، وهى أبرز نقاط تمركزه فى ليبيا، «من التجنيد بنجاح بين المجموعات المهمشة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافى».

هذا كلام فى منتهى الخطورة، ويؤكد ما سبق أن قلته وسجلته فى نفس هذا المكان، حين قلت لقيادات من الجيش الأمريكى ومن الكونجرس حين كانوا فى مصر منذ ستة أشهر بناء على دعوة رسمية من الحكومة المصرية، ووجهت لى الدعوة مع آخرين للالتقاء معهم والرد على أسئلتهم، وكان حواراً بحضور عسكريين ودبلوماسيين مصريين.

قلت لهم صراحة: من ظنوا بالأمريكان خيراً، وهم قلة فى كل الأحوال، افترضوا ابتداء أنكم حين تبنيتم فكرة غزو العراق ثم نفذتموها كنتم تريدون أن تصنعوا من العراق «ألمانيا أو يابان» الشرق الأوسط، ولكنكم فعلتم كل ما جعل الجميع يتشكك فيكم: قمتم بحل الجيش، والشرطة، والحزب، وعبثتم بالجهاز الإدارى للدولة، وجعلتم الانتماء الإثنى والدينى يتقدم على الانتماء للدولة الوطنية العراقية. ببساطة دمرتم كل الأدوات التى يمكن أن يستعين بها أى حاكم لإدارة شئون الدولة. وكأنكم كنتم تلاميذ فى مدرسة برنارد لويس الذى قال منذ مطلع التسعينات إن مصلحة أمريكا ألا توجد دول قوية وكبيرة ومهيمنة فى الشرق الأوسط. ومن هنا بدأنا نوقن أنكم تريدون بالمنطقة شراً، لأنكم لا يمكن أن تكونوا بهذا الغباء.

ولكن بمرور الوقت تبين أنكم تعانون مثلنا نتيجة سياساتكم الخاطئة، وأنكم تتبنون سياسات على المدى القصير تحقق أهدافاً مؤقتة للغاية ثم تعانون معنا من نتائجها السلبية على المدى الأطول. مثلكم مثل من يربى ثعباناً صغيراً ليصطاد به الفئران ثم يكبر ويتحول الثعبان إلى تهديد لصاحبه.

قلت لهم إنكم تتبنون سياسات مينارد كينز حين دافع عن فكرة تدخل الدولة فى النشاط الاقتصادى حتى لو ترتب على ذلك ديون ضخمة على الدولة، وحين تم انتقاده قال: «علينا أن ننقذ العالم الرأسمالى من الكساد العظيم على المدى القصير، أما على المدى الطويل فكلنا سنموت».

إذن هم أمام ثلاثة احتمالات: كنتم تريدون بنا خيراً ولكنكم أخطأتم (أراد الخير فأخطأه)، متآمرون تريدون بنا شراً (أراد الشر فأصابه)، أو أغبياء، لا تعرفون ما يكفى عن المنطقة وتستلهمون تجاربكم فى احتلال والضغط على دول أخرى كى تصمموا خُططكم على أساسها فى منطقتنا، وبالتالى تغامرون وتفشلون ونحن نعانى.

تآمروا أو تهاونوا النتيجة واحدة... دول تدمر وشعوب تعانى والمستقبل مظلم.

منكم لله.

arabstoday

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن.. ديك البرابر

GMT 01:14 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الروس في أوكرانيا والروس في سوريا

GMT 00:33 2022 الجمعة ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الاحتجاجات الإيرانية وتواطؤ واشنطن

GMT 00:58 2022 الإثنين ,17 تشرين الأول / أكتوبر

أوباما... صحوة ضمير أم شيء آخر

GMT 01:38 2022 الأحد ,11 أيلول / سبتمبر

هذه هي إيران

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أوباما» يفضح شركاءه «أوباما» يفضح شركاءه



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab