«هيكل» الشخص و«هيكل» القيمة

«هيكل» الشخص و«هيكل» القيمة

«هيكل» الشخص و«هيكل» القيمة

 العرب اليوم -

«هيكل» الشخص و«هيكل» القيمة

معتز بالله عبد الفتاح

الله يرحمه.. كتبت منذ أسبوع أنه قرر الرحيل بعد أن علمت أن استجابته للأدوية ضعفت ورغبته فى المقاومة انهارت.

إنها النهاية للشخص ولكن القيمة قائمة ومستمرة.

قيمة «هيكل» فى أنه رحلة كفاح عصامية، وهى رسالة لكل شاب، تقول سيرته الذاتية، كما جمعها موقع «العربية»، إنه ولد فى عام 1923 فى حى الحسين، جنوب القاهرة، لأب من جذور صعيدية، وتحديداً مركز ديروط محافظة أسيوط كان يعمل تاجراً للحبوب وكان يرغب فى أن يكون الابن طبيباً، لكن الأقدار اختارت له طريقاً آخر وهو الصحافة، ونظراً لظروفه المادية الصعبة التحق «هيكل» بمدرسة التجارة المتوسطة.

قرر «هيكل» تطوير نفسه وتحقيق رغبته فى العمل بالصحافة، ولذلك واصل دراسته فى القسم الأوروبى بالجامعة الأمريكية، وخلالها كانت النقلة التى غيرت مجرى حياته.

تعرف «هيكل» خلال تلك الفترة على سكوت واطسون الصحافى المعروف بـ«الإيجيبشان جازيت»، وهى صحيفة مصرية باللغة الإنجليزية، ونجح «واطسون» فى إلحاق «هيكل» بالجريدة فى 8 فبراير 1942، كصحفى تحت التمرين بقسم المحليات، وكانت مهمته العمل فى قسم الحوادث.

كانت «الإيجيبشان جازيت» هى الصحيفة الأجنبية الأولى فى مصر، وعندما التحق بها «هيكل» كان عمره 19 عاماً.

حقق «هيكل» أول خبطة صحفية فى حياته فى تلك الجريدة، وكانت خاصة بفتيات الليل، إذ حدث فى تلك الفترة أن أصدر عبدالحميد حقى، وزير الشئون الاجتماعية وقتها، قراراً بإلغاء البغاء الرسمى فى مصر، وكان سبب هذا القرار إصابة عدد من جنود الحلفاء بالأمراض التى انتقلت إليهم من فتيات الليل، فكان أن اتفق الإنجليز وحكومة «الوفد» على إصدار القرار الذى أثار الجنود كما أثار فتيات الليل، وتم تكليف «هيكل» بلقاء فتيات الليل وحصل منهن على معلومات خطيرة هزت الرأى العام.

وبعد نجاح «هيكل» فى تلك المهمة، وقع عليه الاختيار ليذهب إلى العلمين، ليغطى وقائع الحرب العالمية الدائرة هناك، وبعدها سافر ليغطى الحرب فى مالطا ثم إلى باريس.

وكتب فى 13 أغسطس 1947 ما جعله حديث مصر كلها، حيث قدم تقارير مصورة عن «خط الصعيد»، ولم ينتهِ عام 1947 حتى اخترق «هيكل» وباء الكوليرا، ليكتب تحقيقاً عن قرية «القرين» التى لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منها، وهكذا كان طبيعياً أن يحصل الصحفى الشاب محمد حسنين هيكل عن جدارة على جائزة «فاروق»، أرفع الجوائز الصحفية بمصر فى ذلك الوقت.

أرجو التذكر أن نجاحه لم يكن صدفة وإنما كفاءة.

انتقل «هيكل» بعد ذلك للعمل بجريدة «أخبار اليوم» ومع التوأم على ومصطفى أمين، والتى شهدت انفرادات «هيكل»، من تغطيته لحرب فلسطين إلى انقلابات سوريا، ومن ثورة محمد مصدق فى إيران إلى صراع الويسكى والحبرة فى تركيا، ومن اغتيال الملك عبدالله فى القدس إلى اغتيال رياض الصلح فى عمان واغتيال حسنى الزعيم فى دمشق.

بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 ولبراعته الخاصة كان «هيكل» أكثر الصحفيين قرباً للرئيس جمال عبدالناصر، ووصلت العلاقة بينهما إلى ما يشبه الصداقة الحميمية.

فى الفترة من 1956 إلى 1957 عرض عليه مجلس إدارة «الأهرام» رئاسة مجلسها ورئاسة تحريرها معاً، واعتذر فى المرة الأولى ثم قبل فى المرة الثانية، وظل رئيساً لتحرير جريدة «الأهرام» حتى عام 1974، وفى تلك الفترة وصلت «الأهرام» إلى أن تصبح واحدة من الصحف العشر الأولى فى العالم.

بعد وفاة «ناصر» وتولى «السادات» حكم مصر وقف «هيكل» بجانب الرئيس الجديد للتغلب على مراكز القوى، وبعد حرب «أكتوبر» التى كتب هو قرار التكليف الاستراتيجى للجيش ببدء الحرب ولخلافات بينه وبين «السادات» حول تداعياتها ومباحثات فض الاشتباك، خرج «هيكل» بقرار رئاسى من «الأهرام» عام 74، وبعدها زادت نجوميته واتجه لتأليف الكتب ومحاورة زعماء العالم ليصبح واحداً من أهم 11 صحفياً فى العالم، تترجم كتبه إلى 31 لغة.

ونتيجة لكتبه التى كان ينتقد فيها سياسات «السادات» اعتقله الرئيس الراحل ضمن اعتقالات سبتمبر 1981، وخرج بقرار من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وبعدها اعتكف «هيكل» وإن واصل إنتاج الكتب والمؤلفات.

رحمه الله، ولنتعلم من كفاحه.

arabstoday

GMT 03:35 2022 الأربعاء ,27 تموز / يوليو

هل هناك هيكل اقتصادى عربى واحد؟

GMT 07:54 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

في مصر كان محمد حسنين هيكل 2-2

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«هيكل» الشخص و«هيكل» القيمة «هيكل» الشخص و«هيكل» القيمة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab