التردى الأخلاقى فى بر مصر
الخطوط الجوية في أذربيجان تعلن تعليق رحلاتها إلى 7 مدن روسية الجيش الإسرائيلي يعلن قصف بنية تحتية كانت تستخدم لتهريب الأسلحة عبر سوريا إلى حزب الله عند معبر على الحدود السورية اللبنانية مقتل فلسطينيين وإصابة آخرين إثر استهدافهم بطائرة مسيرة إسرائيلية في جباليا البلد شمال غزة وسائل إعلام لبنانية تفيد بأن القوات الإسرائيلية شنت قصفاً استهدف ثلاثة مواقع في منطقة البقاع إيقاف حركة الطيران في مطار بن غوريون الإسرائيلي عقب هجوم من الحوثيين برنامج الأغذية العالمي يعلن تعليق عمليات النقل الجوي للمساعدات الإنسانية في اليمن بشكل مؤقت منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن الجيش الإسرائيلي يطلب إخلاء مستشفى كمال عدوان بعد أن قام بمحاصرته "اليونيفيل" تعلن أن الجيش الإسرائيلي يواصل تدمير المناطق السكنية والزراعية والطرق جنوب لبنان هيئة مراقبة الطيران في روسيا تعلن إغلاق جميع مطارات موسكو مؤقتا تحسبا لهجمات بطائرات مسيرة
أخر الأخبار

التردى الأخلاقى فى بر مصر

التردى الأخلاقى فى بر مصر

 العرب اليوم -

التردى الأخلاقى فى بر مصر

معتز بالله عبد الفتاح

«التردى الأخلاقى والاجتماعى يجعل النهضة والتنمية مسألة مستحيلة».

هذا ما وصل إليه «ألبرت شويتزر» Albert Schweitzer فى كتابه «فلسفة الحضارة».

حين يسود مجتمع ما قيم سلبية مثل الكذب والافتراء والادعاء والمبالغة وغياب الوازع الأخلاقى (الضمير) فستظهر معها سلوكيات مثل السباب والإهانة والرشاوى والتكاسل والتزوير وأنماط انحراف سلوكى كثيرة.

هذه البيئة الأخلاقية والاجتماعية كانت سائدة فى أواخر عهد اليونان القدماء وأواخر عهد الرومان وأواخر عهد الدولة العثمانية وأواخر عهد حكم القياصرة فى روسيا. بل يذهب «شويتزر» إلى أنها مسألة أصبحت أقرب إلى قوانين الفيزياء: كلما زاد التردى الأخلاقى والاجتماعى فى مجتمع ما، تراجعت قيم النهضة من الثقة المتبادلة والاستعداد للتضحية والرغبة فى العمل المشترك، وبالتالى استحالت عملية التنمية والتطور.

هذه هى المعضلة التى واجهت معظم مجتمعات الجنوب التى استقلت بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كان التردى الأخلاقى هو سيد الموقف فى معظم هذه الدول، وما كان من قياداتها إلا أن سعت فى ثلاثة اتجاهات:

أولاً، إعطاء القدوة والمثل من قبَل قيادات الدولة وإعطاء صورة ذهنية إيجابية فى التضحية والعطاء والالتزام.

ثانياً: تحديث البنية التشريعية وتطبيقها بشكل صارم على الجميع.

ثالثاً: استخدام كل وسائل التوعية (من تعليم وإعلام وخطاب دينى وثقافى) مع تحريك كل الرموز الوطنية وقيادات الرأى العام لإحداث تحول معرفى (paradigm shift) فى طريقة تفكير ونمط استهلاك وأسلوب حياة الأجيال الجديدة.

كلام «شويتزر» ينطبق تمام الانطباق على ما نعيشه فى مصر الآن من ترد أخلاقى واجتماعى يضرب تقريباً كافة أوجه الحياة فى مصر من سلوك الكثير من الإعلاميين (وهؤلاء تأثيرهم كبير للغاية) وما يعرضون له من موضوعات تثير الفتن وتقتل الأمل وتدمر القيم، إلى سلوك بعض البرلمانيين الذين يؤكدون أن التردى وصل إلى عقل الناخب الذى أساء الاختيار، إلى سلوك بعض القائمين على إنفاذ القانون (بعض أمناء الشرطة مثال واضح ومؤسف)، إلى سلوك بعض المدرسين وما ينعكس على الطلبة من رسائل سلبية يرسلها الكبار إلى الصغار، إلى زيادة نسبة الطلاق بشكل لافت للنظر وما يأتى معها من ظاهرة الأمهات المعيلة، إلى الألفاظ غير اللائقة والسباب والشتائم فى مواقع «التباعد» الاجتماعى، وسلوك الناس فى الطرق والشوارع وغيرها.

هذه كلها مظاهر لو وضعناها على «مسطرة» شويتزر لانتهينا إلى نتيجة مفادها أننا نتردى أخلاقياً واجتماعياً. والمجتمع يتحلل، وتحلله سينعكس حتماً على تفكك الدولة وضعف أداء القائمين عليها لأنه مهما كان حسن نوايا من هم فى قمة هرم السلطة فإن الخيوط التى تربط بين قمة الهرم وأوسطه وقاعدته لن تنجح فى إقامة بنية القيم الواجبة لتغيير السلوك وبالتالى لإحداث نهضة جادة.

أعلم أن السلطة القائمة فى البلاد لديها مهام جسام لأنه لا يوجد قطاعات سليمة كثيرة فى البلاد بسبب سنوات طوال من التردى الأخلاقى والاجتماعى. وهو ما أشار إليه الرئيس بقوله: «كل ما أضع يدى فى مجال، أجد مشاكل كبيرة».

وهذا مفهوم تماماً لأن هناك قاسماً مشتركاً بين كل القطاعات وهو «التردى الأخلاقى والاجتماعى» عند معظم القائمين عليها.

الحل لن يكون فقط فى استثمارات أكثر وسياحة أكثر وأراض تُستصلح أكثر.. الحل لا بد أن يرتبط بالإنسان: أخلاقه وسلوكه. وهو ما ينبغى أن توليه الدولة اهتماماً أكبر.

أتمنى على السيد الرئيس أن يعين شخصاً متفرغاً فى منصب: «مساعد الرئيس لشئون القيم والسلوك» يقوم بمهام التنسيق والمتابعة مع المعنيين والاستفادة من الثلاثية السابقة المشار إليها.

يا رب نرى خيراً فى قابل أيامنا.

arabstoday

GMT 09:36 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

أمين شرطة «اسمالله»!

GMT 08:17 2016 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

أمين الشرطة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التردى الأخلاقى فى بر مصر التردى الأخلاقى فى بر مصر



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:59 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 08:06 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«بنما لمن؟»

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab