الفرامل أقوى من البنزين هتتحرك إزاي

الفرامل أقوى من البنزين: هتتحرك إزاي؟

الفرامل أقوى من البنزين: هتتحرك إزاي؟

 العرب اليوم -

الفرامل أقوى من البنزين هتتحرك إزاي

معتز بالله عبد الفتاح

صديقى محمد الميكانيكى قابلنى من يومين وبادرنى بالسؤال: هو انت عشان عربيتك ما بقتش بتبوظ، ما تعديش علىّ؟

أنا: محمد حبيبى، أقول لك الصراحة أنا ما باقتش باعدّى عليك عشان كل مرة بتسألنى أسئلة سياسية صعبة، وبعدين لما أقول لك الحقيقة بتتخانق معايا.

«طيب خلاص مش هسألك أى أسئلة فى السياسة، أنا نفسى كمان تعبت» قال صديقى.

«البلد بقى رايحة على فين علشان أنا مش فاهم حاجة. إحنا بنحب السيسى وأيدناه وأنا على يدك نزلت المظاهرات وشاركت فى الاستفتاء وفى انتخابات الرئاسة أنا وكل صبيانى فى الورشة وكل جيرانى، ومن ساعتها ما حصلش حاجة، فيه أزمة أنابيب، والزحمة بتزيد، وأى تخليص ورق فى الحكومة يطلع عينك، وأم العيال بتصوّت من التعليم، وكل يوم الحاجة بتغلى أكتر من اللى قبله. أعمل إيه بقى دلوقتى؟» قال صديقى متناسياً، شعورياً أو لا شعورياً، أنه فى الجملة السابقة وعدنى ألا يسألنى فى السياسة، فسكتّ ولم أجِبه.

«يا عم، يا أستاذ، يا خوجة، يا بتاع التعليم، قول حاجة هو أنا باكلّم نفسى» ألحّ فى سؤاله.

ومن معرفتى به، لو لم أجِبه، فهى ليلة غير سعيدة بالمرة بالنسبة له ولى.

قلت له: بُص يا محمد وركّز معايا.

انت سائق شاطر ولكن فرامل السيارة «قفشة» وكل ما تضغط بنزين السيارة تتحرك شوية قليلة للأمام. هل ده معناه إنك سائق مش شاطر؟

قال صديقى: لأ، وأنا مالى، دى مشكلة ميكانيكا مش مشكلة سواقة.

قلت له: أهو نفس الكلام يا صديقى. مصر مش عايزة سائق فقط، مصر عايزة ميكانيكى كمان.

الرئيس السيسى بيحاول يلعب الدورين مع بعض.. ربنا يوفقه، بس من علامات توفيقه أن يكون محاطاً بأشخاص يطرحون عليه أفكاراً جديدة لعلاج مشكلات هذه السيارة الصدئة العتيقة العقيمة العميقة. وهو ما يجعل بتوع الإدارة يقولون إن الإدارى الشاطر يجمع بين القدرة على الخيال (يعنى البنزين) والقدرة على إدراك الواقع (يعنى الفرامل)، بعبارة أخرى يعرف يجد لكل مشكلة حل، ومش كل ما يكون فيه حل يدور هو ليه على مشكلة.

الرئيس طلب مننا ننتظره، بل نساعده، علشان خلال سنتين نبتدى نشوف نتائج على الأرض تخلينا نستعيد الثقة بنفسنا ونقدم على المزيد من العمل من أجل البلد، ولا نملك غير هذا، لأننا لازم ننجح بإذن الله.

«بس هل هو قادر على إنه يكون ميكانيكى ولا هو سائق فقط؟» سألنى صديقى.

القضية عند نقطة معينة لا تصبح «هو» وإنما تصبح «هم» أى مؤسسة الرئاسة ومعها الحكومة وفريق المستشارين والمعاونين.

هؤلاء يعملون باجتهاد أشهد به، ولكنه اجتهاد مُجهد. هؤلاء أناس مُجهدون بدنياً وفكرياً وعددهم لا بد أن يكون أكثر مما هم عليه الآن بشرط حسن الاختيار. وجزء من الاختيار أن يكون الشخص ليس إخوانياً متخفياً أو فلولياً صارخاً أو ثورجياً مجنوناً أو له حضور سياسى أو إعلامى مزعج. وبعد ما تطلع ناس كثيرة جداً من هذه القائمة لأنهم لن يمروا بهذا الاختبار، ستجد أن الباقى جيد كماً ونوعاً ولكنه ليس ممتازاً. ولو صدقنا حبيبك وزميل تختتك فولتير القائل: «الجيد عدو الممتاز» (Good is the enemy of great) يبقى هنقدر نحسن الوضع اللى إحنا فيه شوية بس مش كتير. وده فى حد ذاته لا بأس به مقارنة بواقع أسوأ كان ممكن أن نذهب إليه مع «الإخوان».

«أنا عرفت ليه كل ما أركب معاك العربية ألاقيك مشغل أغنية فيروز: هالسيارة مش عم تمشى.. بدنا حدا يدفشها دفشة.. يحكو عن ورشة تصليح.. وما عرفنا وين هى الورشة»، قال صديقى ضاحكاً، وضحكت معه.

ثم قلت: عايزين ورشة وميكانيكية فاهمين يفكوا فرامل البيروقراطية عشان الموتور يستقبل بنزين الفكر الجديد، وإلا هنعمل زى أنور وجدى وهو راكب جنب ليلى مراد وعامل إنه بيسوق العربية وهى حقيقة لا تتحرك ولكنهم بيمثلوا علينا.

يلّا، أنا خلصت.. اشتمونى بقى.. يومكم زى العسل.. واشتغلوا بضمير شوية عشان نفلح.

arabstoday

GMT 07:02 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 06:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 06:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 06:55 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 06:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

GMT 06:53 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرامل أقوى من البنزين هتتحرك إزاي الفرامل أقوى من البنزين هتتحرك إزاي



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab