رسالة من الرئيس إلى الدعاة الثورة الدينية

رسالة من الرئيس إلى الدعاة: الثورة الدينية

رسالة من الرئيس إلى الدعاة: الثورة الدينية

 العرب اليوم -

رسالة من الرئيس إلى الدعاة الثورة الدينية

معتز بالله عبد الفتاح

قال الرئيس السيسى فى ذكرى الاحتفال بمولد النبى الكريم (صلى الله عليه وسلم): «الدعاة مسئولون أمام الله عن تجديد الخطاب الدينى وتصحيح صورة الإسلام، وسوف أحاججكم به أمام الله».

ثم تحدث الرئيس عن حاجة مصر والأمة الإسلامية إلى «ثورة دينية». ولو كان لى أن أساعد أهلنا وإخواننا وأساتذتنا من الدعاة، فسأتجرأ وأقول ما يلى:

أولاً: إضافة الاستقراء إلى الاستنباط.. علماؤنا ودعاتنا الأفاضل يجيدون بحكم التدريب والمهنة أن يستنبطوا من النصوص الشرعية والتراث اللغوى ما يجعلهم طلقاء فى استحضار الآيات والأحاديث والوقائع والأشعار والأقوال المأثورة، لكن الأمر أعقد من ذلك. فلا بد من رؤية محلية لما يحتاجه المجتمع.

الخطبة التى تصلح فى بغداد لا تصلح فى طوكيو، والتى تصلح فى دمياط لا تصلح فى سوهاج. والخطاب الدينى المحلى القائم على استقراء أحوال الناس هو الأنفع، وهذا لا يمنع أن تكون هناك خطب ومواعظ وخواطر عامة، لكنها لا بد أن تكون الأقل عدداً.

ثانياً: الانتقال من خطاب المناسبات والأحداث إلى خطاب النهضة والتقدم..

الخطاب الدينى فى مصر مظلوم لأنه لا توجد بوصلة للبلد أصلاً بشأن ما هى الأولويات التى تواجهها الدولة وما هى الأهداف التى تسعى لتحقيقها.

فى جهد جماعى، قام به عدد من المخلصين، تم تحديد القيم الإنسانية التى ينبغى أن تكون جزءاً أصيلاً من الإنسان المصرى المعاصر، توصلوا إلى أنها خمسة أنواع من القيم التى أرى أنها القيم المركزية أو القيم الآمرة التى لا يجوز الاتفاق على مخالفتها ولا يجوز التسامح مع تجاهلها. وعلى الخطاب الدينى أن يضعها فى قمة أولوياته.

فهناك قيم اقتصادية ضرورية للمسلم المعاصر الذى يجمع بين خاصيتين: أن يكون سيداً للكون وأن يكون عبداً لله، كما قال الشيخ محمد الغزالى (رحمة الله عليه).

من القيم الاقتصادية الضرورية، هناك القيم الخادمة والمؤسسة لـ:

1- ريادة الأعمال والمخاطرة المحسوبة ودراسات الجدوى.

2- الاجتهاد والتطور المهنى.

3- العقلية الاستثمارية: الادخار وعدم التبذير.

4- الفخر بالإنجاز الشخصى والمنتج المصرى.

5- الأجر مقابل الإنتاجية وليس مقابل الدرجة العلمية.

6- الحفاظ على المال العام.

7- وطنية القطاع الخاص ومسئوليته الاجتماعية.

8- أهمية الاستثمار الأجنبى واحترام حقوق السائح القادم إلى مصر.

القيم السياسية التى ينبغى أن يركز عليها الخطاب الدينى هى:

1- المساواة السياسية والقانونية.

2- المشاركة.

3- احترام الحقوق والحريات للجميع.

4- احترام الرأى الآخر وعدم التخوين.

5- إعلاء المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

6- التعامل مع الحلول الجذرية وليس مع المسكنات.

القيم السلوكية التى ينبغى أن يركز عليها الخطاب الدينى:

1- النزاهة والامتناع عن الرشوة والفساد.

2- التذوق الجمالى.

3- النظافة الشخصية والنظافة العامة (عدم إلقاء القمامة فى الشارع).

4- ثقافة الاعتذار عن الخطأ إن حدث.

القيم الاجتماعية:

1- التركيز على نوعية البشر وليس على كمية البشر ومواجهة ظاهرة الإنجاب بلا حساب.

2- عدم التمييز ضد أو الحط من شأن أى إنسان آخر.

3- العمل الجماعى.

4- احترام حقوق الآخرين فى بيئة نظيفة ضد التلوث السمعى والبصرى واحترام حق الآخر فى الفضاء العام (شارع وسكن آمن ومحترم).

5- احترام حقوق الفئات الأضعف (كبار السن، الأفقر...).

6- الغنىّ ليس بالضرورة فاسداً.

7- المخالف فى العقيدة ليس بالضرورة كافراً بالله.

قيم معرفية:

1- قيمة البحث والدراسة وعدم الفتْى والفهلوة (الادعاء المعرفى).

2- الانفتاح على الأفكار الجديدة والتعرف عليها حتى إن لم نتبنَّها.

3- قيمة العلم والمعرفة والقراءة.

4- رفض النظرة السلبية للعالم واعتبار أن كل ما/من هو قادم من الخارج عدو ومرفوض.

5- رفض تنميط الناس وإطلاق أحكام عامة سلبية عنهم بسبب الطبقة أو الرأى أو العقيدة أو الدين أو الملبس الخارجى.

6- التفكير النقدى واتخاذ القرار على أسس علمية.

ليس تجديداً للخطاب الدينى أن تتم رواية غزوة بدر مرات ومرات، ولكنه تجديد للخطاب الدينى أن يكون المدخل هو التفكير الابتكارى والعمل الجماعى والدقة فى تحديد الخطة واحترام حقوق الإنسان حتى لو كان كافراً، وإعلاء المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

إذن المزيد من الاستقراء مفيد حتى تصل الرسالة الدينية فى قالب من خدمة المشروع الوطنى المصرى الأشمل.

ثالثاً: العمل الجماعى داخل مؤسسات الدعوة ضرورة. مرة دُعيت من قِبل أحد الأصدقاء لحضور ورشة عمل لكتابة سيناريو فيلم لأن بعض مشاهد الفيلم لها أبعاد سياسية، فوجدت ورشة عمل من 8 أشخاص يكتبون السيناريو، كل يضيف جملة أو فكرة حتى يتكامل العمل. هذا أولى بالقائمين على الخطاب الدينى فى كل محافظة من المحافظات كى يحددوا أولويات مجتمعهم المحلى وتكون هناك خطبة موحدة على مستوى كل محافظة لمعالجة قضايا هذه المحافظة.

وتوضع كل هذه الخطب، بعد إقرارها مركزياً، على موقع دار الإفتاء أو الأزهر الشريف. وبعد عدة سنوات سنجد أنفسنا قد غطينا كل هذه القيم المشار إليها بطريقة علمياً منضبطة وعملياً مفيدة.

رابعاً: هى مسئولية الدولة، بل والرئيس شخصياً، أن يحدد لكل مؤسسات الدولة التى أشار هو إليها حتى قبل أن يصل إلى الرئاسة، أولويات عملها. وهذه المؤسسات هى مؤسسات الإعلام، التعليم، الخطاب الدينى، الخطاب الثقافى. وأضيف إليهم كذلك الخطاب السياسى وتكليفات رئيس الجمهورية للجهات المختلفة كى تعمل من أجل تحقيق أهداف مشتركة. ليس من المنطقى أن يكون الخطاب الدينى فى جهة والخطاب الإعلامى يسير فى خط آخر مضاد أو معارض مثلاً.

الأمل أن تتحرك مؤسسة الرئاسة ومعها كل مؤسسات الدولة المشار إليها إلى العمل على صناعة عقل مصرى جديد لأنه لن تكون هناك مصر جديدة إلا بإنسان مصرى جديد. وبناء البنيان ونسيان الإنسان لن يؤدى إلى خير قط.

فى هذه الحالة، سنصنع ثورة أخلاقية حقيقية. 

arabstoday

GMT 09:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 09:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 09:39 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

متى يخرج السيتى من هذا البرميل؟!

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 09:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 09:33 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 09:30 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة من الرئيس إلى الدعاة الثورة الدينية رسالة من الرئيس إلى الدعاة الثورة الدينية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab