ستتحول ليبيا إلى سورية

ستتحول ليبيا إلى سورية

ستتحول ليبيا إلى سورية

 العرب اليوم -

ستتحول ليبيا إلى سورية

معتز بالله عبد الفتاح

جاء هذا التحذير على لسان الرئيس السيسى بالأمس. وهذا أخطر ما يحدث إقليمياً بالنسبة لنا، لأنه يؤثر مباشرة على مصر. يقول المتابعون إنه بعد سقوط القذافى تحوّل قطاع الأمن فى ليبيا إلى نظام هجين، تميّز بتعاون فضفاض وغير متوازن بين الجماعات المسلحة المنظّمة محلياً والتى هى أقوى وبين الجيش الوطنى والشرطة الأضعف بسبب الاستقطاب فى المؤسّسات السياسية والأمنية وفق انقسامات مناطقية ومجتمعية وأيديولوجية.

البلاد منقسمة الآن بين معسكرين كبيرين متحاربين ولهما امتدادات إقليمية، معسكر «عملية الكرامة»، وهو تحالف يتكون من قبائل المنطقة الشرقية وأنصار الفيدرالية والوحدات العسكرية الساخطة. ومعسكر «عملية الفجر»، وهو تحالف من القوى الرافعة لشعارات إسلامية المتحالفة مع جماعات مسلحة من مصراتة. كل معسكر يدّعى أنه يملك الحكم والشرعية، وله برلمانه وجيشه ورئيس وزرائه الخاص.

تدعم قطر وتركيا والسودان «عملية الفجر».

السؤال المطروح الآن: هل فكرنا فى أن نخلق توافقاً ليبياً وعربياً ودولياً على استعادة الملكية الدستورية من خلال إعادة تنصيب حفيد الملك إدريس السنوسى الذى يعيش فى أوروبا كى يكون رمزاً للوحدة مع الهندسة المؤسسية اللازمة لضمان استقرار هذا الجار المهم؟

هل فكرنا فى الاستفادة من الهندسة المؤسسية التى أجراها الغربيون لوقف نزيف الدماء فى البوسنة والهرسك؟

وتعالوا نتأمل الفكرة بشىء من التفصيل.

الفكرة ببساطة هى إقامة كونفيدرالية تجمع بين القوى المتحاربة وترويكا حاكمة (أى مجلس رئاسى ثلاثى) يتبادل فيها مناصب الرئيس ونائبيه كل سنة ممثل منتخب عن كل طائفة.

ووفقاً لدستور البوسنة والهرسك فإنه تم تأسيس كونفيدرالية تضم كيانين وحكومة مركزية لها حق الإشراف على كامل البلاد، تسمى الآن رسمياً جمهورية البوسنة والهرسك، الكيان الأول يعرف باسم فيدرالية البوسنة وتشمل اتحاد مناطق البوسنيين والكروات، التى تشكل ٥١% من البلاد. هذه الفيدرالية اللامركزية القلقة تضم خمسة كانتونات للبوسنيين، وثلاثة كانتونات للكروات، وكانتونين مختلطين، وكل كانتون يمتلك دستوراً، وبرلماناً وحكومة.. أما الكيان الآخر فهو جمهورية الصرب ذات نظام مركزى يضم المناطق التى يهيمن عليها الصرب التى تشكل ٤٩% من إقليم البوسنة والهرسك.

نظام الحكم استند إلى اتفاقية دايتون للسلام التى وقعت فى ديسمبر من عام ١٩٩٥ والتى أسهمت فى نهاية الحرب الأهلية وفرضت عملية السلام تحت قيادة قوات الناتو وقوات متعددة الجنسية. اللجنة الرئاسية الثلاثية تضم رئيساً للبوسنة ورئيساً للكروات ورئيساً للصرب، كل منهم يتم انتخابه من قِبل مجموعته العرقية. أما رئيس الوزراء فيتم تعيينه من قِبل الرؤساء الثلاثة ومصادقة مجلس النواب عليه، ويتم تعيين الوزراء من قِبل رئيس الوزراء ومصادقة مجلس النواب. دستورياً الرئيس يمكنه اقتراح الميزانية السنوية ويحدد الإيرادات والنفقات وطباعة العملة الوطنية والرئيس له سلطة رسم وإدارة السياسة الخارجية وتشمل تعيين السفراء وعقد الاتفاقيات وإقامة العلاقات مع المنظمات الدولية. أما بشأن فيدرالية البوسنة، فإن السلطة التنفيذية تتكون من الرئيس ونائبيه ويكون كل واحد منهم من مجموعة عرقية مختلفة يتم انتخابه من قبل الهيئة التشريعية الاتحادية، ورئيس الوزراء والوزراء يتم تعيينهم من قِبل الرئيس بالاتفاق ومصادقة الهيئة التشريعية. كل وزير فى الاتحاد له نائب يكون من مجموعة عرقية مختلفة والحكومة الاتحادية يجب أن تضم ١٦ وزيراً، ثمانية بوسنيين، وستة كروات وثلاثة صرب.

السلطة التنفيذية لجمهورية الصرب تضم الرئيس ونائباً للرئيس من مجموعة عرقية مختلفة يتم انتخابهما من قِبل الشعب، ورئيس الوزراء والوزراء يتم تعيينهم من قِبل الرئيس ومصادقة الهيئة التشريعية، وحكومة جمهورية الصرب تضم ١٦ وزيراً، ٨ صرب، و٦ بوسنيين، و٣ كروات. كل كيان يحافظ على سلطته، حيث تمتلك سلطات على جميع المجالات التى لا تكون من صلاحيات الحكومة المركزية. لماذا كل هذا؟

هذا هو ما يطلق عليه اسم: آليات تقاسم السلطة وتقاسم الثروة فى البلاد (power and wealth sharing mechanisms).

وقد يكون هذا بديلاً ملائماً لعلاج ما يحدث فى ليبيا.

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ستتحول ليبيا إلى سورية ستتحول ليبيا إلى سورية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab