عاجل إلى الرئيس الطوفان يضرب المنطقة

عاجل إلى الرئيس: الطوفان يضرب المنطقة

عاجل إلى الرئيس: الطوفان يضرب المنطقة

 العرب اليوم -

عاجل إلى الرئيس الطوفان يضرب المنطقة

معتز بالله عبد الفتاح

«ينشغل العالم باستقبال المونديال وننشغل نحن فى وداع العراق الذى عرفناه واعتقدنا ذات يوم أنه عصى على الانهيار والانقسام. حين ينهار العراق على دول المنطقة أن تتحسس أطرافها».. بهذه العبارة ختم غسان شربل مقاله المهم أمس فى صحيفة «الحياة» اللندنية.
والحقيقة أن معظم مقالات الصحيفة، بل معظم ما وقع تحت يدى من صحف أجنبية، تولى قضية تدهور الوضع السياسى فى العراق اهتماماً مستحقاً ولكننى لم أرَ نظيره بالقدر الكافى فى مصر.
أنا سعيد أن السيد الرئيس يقود ماراثون سباق عجل لإعادة الاعتبار لعدة قيم إيجابية افتقدناها، ولكن أنا أحثه ألا يترك ملفات العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان للبيروقراطية التقليدية فى أجهزة صنع السياسة الخارجية والأمنية فى مصر.
فى حالة العراق هناك سيناريوهان كبيران فى الأفق:
الأول تقسيم العراق، وتقسيم أى دولة لا يكون إلا بتدمير جيشها أو تقسيمه. وما يحدث الآن فى العراق هو الانهيار الثانى للجيش العراقى الوليد الذى نشأ أيام الاحتلال الأمريكى للعراق ولكنه أخذ استقلاليته، النظرية، بعد أن غادر الأمريكان العراق فى 2011.
الجيش العراقى الآن يعكس انقسامات المجتمع والساسة والأحزاب فى العراق، فلا هو مهنى ولا هو عقائدى ولا هو مدرَّب ولا هو جاهز، بل إن الألوية السبعة عشر التى يتكون منها الجيش كأنها سبعة عشر جيشاً.
الجيش العراقى، ومعه الدولة العراقية، ضحية ما فعله الاستبداد الأحمق الذى جسدته قيادات حزب البعث المتعاقبة انتهاء بصدام حسين ثم القرار الخبيث بحل الجيش العراقى على يد جيش الاحتلال الأمريكى فى 2003.
وهذا هو السبب الذى يجعل كثيرين، ومنهم كاتب هذه السطور، ينافح من سنوات ضد كل أبله أو عبيط يراهن على انقسام الجيش المصرى أفقياً أو رأسياً بحجة «أنه جيش مبارك» وأنه «العقبة فى تحقيق أهداف الثورة». بأقول لهم جميعا: «جاتكم ستين خيبة على اللى قال لكم اتكلموا فى السياسة». الجيش ملك للشعب، كما تقول دساتير مصر المتعاقبة، وسينحاز الجيش دائماً للإرادة الشعبية متى تبلورت. هذا ما هو كائن وما سيكون بإذن الله. يحاسَب نعم، يراجَع نعم، ولكن أن ينقسم أو ينهار يعنى النهاية لنا جميعاً.
السيناريو الثانى هو أن تنتفض واشنطن، سواء بالتنسيق مع إيران أو السعودية أو بدونهما، لإعادة فرض هيمنتها مرة أخرى حتى بدون إعادة احتلال العراق. وما الذى يعنى واشنطن؟ ما يعنيها أن انهيار الجيش العراقى على يد «داعش» وتقدمهم نحو العاصمة العراقية يعنى ضمناً أن ما بقى من الدولة العراقية انتهى. وأصبحت المساحة الجغرافية بين إيران والأردن وسوريا والسعودية وتركيا والكويت، ساحة بلا حكومة ستكون بيئة حاضنة لكل أشكال التطرف المهدد ليس فقط لدول الجوار بل للعالم أجمع. وهنا سيجد العالم الغربى نفسه مضطراً لتصحيح غلطتيه بغلطة ثالثة. الغلطة الأولى كانت غزو العراق فى 2003، والثانية كانت الانسحاب من العراق فى 2011 دون ضمان وجود حد أدنى من توافق وطنى فى دولة بمثل هذا الانقسام المذهبى والعرقى والسياسى، والثالثة ستكون التدخل مرة أخرى عسكرياً.
نورى المالكى، ارتكب الجريمة نفسها التى ارتكبها محمد مرسى حين ظن أن الدعم الخارجى ودعم الشريحة الموالية له تماماً سيعنى أنه قادر على أن يضرب بعرض الحائط كل الأصوات المعارضة.
نور المالكى ظن أن الدعم الإيرانى والقبول الأمريكى كافيان ليسيطر على الوضع فى العراق، ولكنه انتهى إلى أن قاد البلاد إلى مستنقع طويل المدى من الصراع والاضطرابات.
المشهد العراقى يزداد تعقيداً مع كل ساعة، ورحيل المالكى أصبح ضرورة، ولكن إيران لن تسمح برحيله بسهولة لأنه رجلها.
يا سيادة الرئيس السيسى.. أين أنت من كل هذا؟
صورتك على العجلة أثلجت صدرى أنك بصحة جيدة وأنك تعى أهمية أن تعطى القدوة لشعبك. ولكن دول الجوار العربى أصبحت هى المتحكمة فى السيرة والمسيرة للدول العربية.
يا سيادة الرئيس.. لا تنظر فقط إلى الخريطة الجغرافية، ولكن معها انظر إلى ثلاث خرائط أخرى.
خريطة القوة: ما الدول الأكثر قوة فى المنطقة بالمعنى الشامل للقوة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً؟
لا شك أن إيران وإسرائيل وتركيا وإثيوبيا أكثر استقراراً وفعالية من كل الدول العربية الأساسية.
خريطة المصالح: من له مصلحة مع من وفى أى اتجاه؟
من يريد لليبيا والعراق وسوريا واليمن ولبنان والسودان والصومال أن تستقر ومن لا يريد؟
خريطة التأثير: من يملك القدرة على أن يلعب بأى ورقة فى أى اتجاه بما يخدم مصلحته وفقاً لموازين القوة؟
إن إثيوبيا معها أهم مفاتيح استقرار أو اضطراب الأوضاع فى السودان والصومال ومياه النيل.
إن إيران معها أهم مفاتيح استقرار أو اضطراب الأوضاع فى العراق وسوريا ولبنان والمناطق الشيعية فى دول الخليج.
إن تركيا معها مفاتيح استقرار أو اضطراب الأوضاع فى العراق وسوريا وليبيا وغزة.
إن إسرائيل معها مفاتيح استقرار أو اضطراب الأوضاع فى كل ما سبق.
والسؤال: ما المفاتيح التى مع مصر والعرب الآن؟
أين نحن يا سيادة الرئيس من كل ما سبق؟
ما الذى تفعله وزارة الخارجية فى هذه الفترة حيال كل هذه التهديدات؟
هل درسنا مصادر التهديد وانتهينا إلى أن «استراتيجية الصمت» هى الأسلم؟
هل الجامعة العربية ستتحرك من ذاتها أم هى بحاجة لمن يحركها؟ ومن هو؟ هل العراق لا يعنينا؟ طيب ماذا عن ليبيا؟ أو سوريا؟ أو السودان؟
لا أدعو طبعاً للتورط العسكرى أو أى شىء من هذا القبيل، حتى لا يساء فهم الكلمات السابقة، ولكن غياب الدول العربية الفاعلة عن أهم لحظات إعادة رسم خريطة المنطقة لا يقل فى تأثيراته عن غياب مرسى أو من يمثله عن اجتماع الثالث من يوليو الذى أعاد كتابة التاريخ.
آسف على التشبيه المجحف ربما، لكن القياس وارد.
المنطقة تضيع، ونحن مشغولون بما هو أقل أهمية عما هو شديد الأهمية.
دمتم بخير.

 

arabstoday

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 02:10 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 02:01 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شبحا كافكا وأورويل في بريطانيا

GMT 01:58 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

التوسع والتعربد

GMT 01:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا دونالد ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل إلى الرئيس الطوفان يضرب المنطقة عاجل إلى الرئيس الطوفان يضرب المنطقة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان
 العرب اليوم - مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان

GMT 09:10 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أزمة جديدة تُعيق عودة هاني سلامة للسينما
 العرب اليوم - أزمة جديدة تُعيق عودة هاني سلامة للسينما

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab