معلومة للرئيس السيسي بنتنا ماتت

معلومة للرئيس السيسي: بنتنا ماتت

معلومة للرئيس السيسي: بنتنا ماتت

 العرب اليوم -

معلومة للرئيس السيسي بنتنا ماتت

معتز بالله عبد الفتاح

تجنبت بشدة أن أعرف تفاصيل «استشهاد» شيماء طوال أمس، و«شيماء» هنا رمز لكل من يموت من شبابنا. وكان عندى موعد أمس مع صديق ينتظرنى على قهوة «فيومى»، ولكنه فجأة قال لى إنه سيغادر إلى المنزل، لأنه «موجوع» من قصة «شيماء»، وهو مش من الناس اللى «بتتوجع» بسرعة، ده هو أشد منى 100 مرة، ولكن أيقنت أننى سأدخل فى حالة اكتئاب شديد لو عرفت التفاصيل؛ فقررت أن أن أؤجل المعرفة.

أكملت اجتماع عمل مع أصدقاء حتى ساعة متأخرة من الليل وحمدت الله أن الليلة مرت دون أن أعرف ما يزعجنى بشأن هذه القصة.

واستيقظت لأجد الكثير مرسلاً إلىَّ عبر وسائل التواصل عن «شيماء» ووجدت مرارة فى كلام الجميع، ووجدت من يوزع الاتهامات بين أربعة اتجاهات: هناك من يرى أنها هى التى قتلت نفسها بمنطق «إيه اللى ودّاها هناك؟» وهناك ثانياً من يرى أن «الداخلية» هى المسئولة، لأن «مَن قتلها هو مَن بالرصاص أصابها»، ومن يرى ثالثاً أن «مَن قتلها هو مَن ضلّلها» وجعلها تظن أنها تدافع عن قضية وطنية حقيقية بالتظاهر فى هذا التوقيت، وهناك رابعاً من يرى أن «مَن قتلها هو مَن اندس فى المظاهرة معها».

أنا محتار.. ووظيفتى ألا أنقل لحضراتكم الحيرة.. ولكن أحاول أن أكون صادقاً، حتى لو كنت أحياناً صادماً، مع حضراتكم. لكن للأمانة الحيرة سيدة الموقف والحزن له وطأة تسحق الإرادة حتى لو كانت إرادة البهجة. وأنا أكتب هذا الكلام وأوجهه لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وللسيد اللواء أحمد جمال الدين، مستشار السيد الرئيس للشئون الأمنية، وهو رجل أشهد له بالكفاءة والوطنية، وأتمنى عليه أن تكون هذه الحادثة فى بؤرة اهتمامه، ليس لنعرف ما الذى حدث فقط، ولكن حتى نعالج هذا الأمر من جذوره.

كتبت السيدة الفاضلة هبة السويدى، وهى أكثر من أعرف ممن أعطوا بإخلاص لقضية مصابى وضحايا الثورة، على صفحتها على «الفيس بوك» قائلة:

«كفاية قتل كفاية حرام الشباب والدم المصرى.. الرحمة بقلوب الأهالى اللى انفطرت على ولادها... أنا مش مع النزول الأيام دى لأن الكويس واللى نيته طيبة هيختلط باللى نازل غرضه الضرر والفوضى.. بس ده لا يمنع أن الأمن يفرق، وفيه 100 طريقة لفض الفوضى غير القتل.. خصوصاً إنه اللى كانوا نازلين كانوا سلميين وماسكين ورد يعنى باين قوى إنهم سلميين... الدم المصرى كله حرام حرام».

وكان تعليقى: «كلام عاقل ومنصف، إن أردنا عقلاً وإنصافاً».

ونشر الأستاذ عمرو محمود ياسين، الممثل والسيناريست المتمكن، تعليقاً قال فيه: «شيماء الصباغ... الغلط عندها.. إيه اللى يوديها مظاهرة من غير ما تلبس الصديرى الواقى من الرصاص؟؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله».

تعليق واضح ومباشر ويطرح سؤالاً واضحاً ومباشراً للسيد الرئيس ولأجهزة الدولة: هو الشباب من حقهم يتظاهروا آمنين حتى لو اختلفنا معهم فى فكرة التظاهر أصلاً أو أسبابه المباشرة، ولّا هم مش من حقهم يتظاهروا والعقوبة هى الموت؟ يعنى فى مصر ما بعد «30 يونيو»، اللى بيتظاهر يتقتل ولا يتحاسب؟

أنا مش خايف من الإخوان، هم مفلسون سياسياً ويخوضون معركة الماضى وليس معركة المستقبل وبغباء عبقرى. خوفى الحقيقى من أننا نجيب «أجوان» فى نفسنا ونغلط فى حق بلدنا ونخلق فجوة بين «دولتنا» و«شبابنا» أو حتى قطاع منه.. فالإخوان وغيرهم يكسبون ليس بسبب شطارتهم ولكن بسبب ضعفنا.. أعداء مصر الحقيقيون الآن ليسوا مصريين تانيين. أعداء مصر هم سباعية: الجهل والفقر والمرض والظلم والإهمال والفساد والإنجاب بلا حساب.

هى دى معركة مصر الحقيقية، ولكن فى الطريق للنصر فيها، ما كان ينبغى أن تموت «شيماء» أصلاً، حتى لو كنت أنا شخصياً معترضاً على أى مظاهرات فى هذه المرحلة.

بنتنا ماتت يا ريس، ومش عايزين ده يحصل تانى لو سمحت.. ده واجبك أمام الله كمسلم، وواجبك أمام المصريين كرئيس، وأمام أهل شيماء (وكل شيماء) كإنسان.. أعانك الله، والله يكون فى عونك.

 

arabstoday

GMT 05:52 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

للبيع أو للإيجار

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

«وعد ترمب» يشعل المنطقة غضباً

GMT 05:48 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

«ترمبتشوف» ومفاجآت 2025

GMT 05:46 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

نطاق أسعار النفط ومطالب ترمب

GMT 05:40 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

للصبر حدود كلثومياً وفلسطينياً وعربياً

GMT 05:37 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

هالة جلال تتحدى «التنين»

GMT 05:32 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

أسئلة الأطفال!

GMT 05:30 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

أزمة الخروج من الهاوية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معلومة للرئيس السيسي بنتنا ماتت معلومة للرئيس السيسي بنتنا ماتت



دينا الشربيني بإطلالات متفردة ولمسات جريئة غير تقليدية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:30 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

هاكر مصري يخترق القناة الـ14 الإسرائيلية

GMT 04:32 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

وفاة ملاكم إيرلندي بعد أسبوع من خسارة اللقب

GMT 13:32 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

عودة شبكة بلايستيشن PSN للعمل بعد انقطاع طويل

GMT 12:53 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

حورية فرغلي تكشف مأساتها وعمرها الحقيقي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab