التخاريف والمسؤولية

التخاريف والمسؤولية

التخاريف والمسؤولية

 العرب اليوم -

التخاريف والمسؤولية

بقلم - أسامة غريب

فى لحظة ملل كتبت ذات مرة على النت: الكلاب أحلى من القطط بمقدار أربع مرات طبقا لعلماء من سكان كوكب عطارد. فوجئت بعد عشر دقائق بمائة وخمسين ريتويت أى (إعادة تغريد) للكلام الفارغ الذى كتبته فى لحظة عبثية!. شعرت بعدها بالفزع وأشفقت على نفسى من هذا الموقف. لقد صار هناك من يتبعنى ويردد مقولاتى آليا متصورا أننى لا أنطق إلا بالحكمة المقطرة! وربما كان إعجاب البعض بشذراتٍ مما أكتب هو سبب تصورهم أن ما يسطره قلمى لا بد أن يكون عميقا حتى لو لم يفهموه أو يعرفوا مناسبته. حقيقة شعرت بتعاطف بلا حدود مع الناس الطيبين الذين يحسنون الظن بالكُتاب ولا يدركون أنهم غلابة مثلهم، يعتريهم ما يعتريهم ويضايقهم ما يضايقهم وتستبد بهم أحيانا أفكار عبثية لا معنى لها. لكن ربما والموقف أصبح هكذا فإنه يتعين علىّ أن أتوقف قليلا وأحاول التحلى بالمسؤولية مع إمساك اللجام وضبط النفس قدر الإمكان، حيث إنّ من المحبين الطيبين مَن قد يعتنق ويؤمن بتخاريف لا أعنيها، وإنما يدفعنى إلى كتابتها العبث والرغبة فى التنفيس والتخفف من جدية الحياة وكآبتها عن طريق بعض الهزل الذى كنت أتصور أنه لا يضر. صحيح أن هناك من القراء الواعين مَن يتماهى مع تخاريف من هذا النوع ويعلق عليها بظُرف وهو يعرف حقيقتها لكى يشاركنى المزاح، لكن الخوف هو من الجادين البسطاء الذين يظنون الحياة كلها قضايا كبرى نذر الكاتب نفسه لها بعد أن رسم على جبينه تقطيبة عريضة دليل الجدية والاهتمام!.

أصبحت أفهم القيود التى يعيشها الفنانون الذين لا يستطيعون التحرك فى الشارع ببساطة وحرية.. صحيح أننى لست فنانا ولا مشهورا، وصحيح أننى أمشى فى الأسواق والشوارع كما يحلو لى، حيث إن القراء فى مجتمعنا قليلون ومعظمهم لا يعرفون شكل كاتبهم، لكنى أقصد شعورى بالقيود فى كتابة ما يعنّ لى على الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل كما يفعل الآخرون. إن الشعور بالمسؤولية هو عبء ثقيل، خاصة لمن كان غير طامع فى منصب تنفيذى أو كرسى نيابى، وبالتالى لا يطلب أصوات الجماهير ولا يحتاج لرضاهم، لكن يبدو أن هناك أدوارا فى الحياة بخلاف المسؤوليات التنفيذية والتشريعية.. مسؤوليات أخلاقية لن تجد لها توصيفا وظيفيا فى دولاب الدولة، لكنها شعور بأن هناك من يصدقك ويأخذك بجدية ويراك أخا وصديقا.. وهؤلاء رغم أنهم يقيدونى لفرط خوفى عليهم من أن يضلوا بسبب شطحاتى، ورغم اعتقادى بجهل وغباء بعضهم إلا أننى لا أنفى حبى لهم ولا أنكر سعادتى بوجودهم نتيجة إحساسى أن هؤلاء هم الأكثر استعدادا من بين قرائى الذين على استعداد للوقوف إلى جانبى لو ألمّ بى طارئ أو حدث لى مكروه.. وهذه لعمرى من مفارقات الحياة العجيبة.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التخاريف والمسؤولية التخاريف والمسؤولية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab