«ما تزوقيني يا ماما»

«ما تزوقيني يا ماما»

«ما تزوقيني يا ماما»

 العرب اليوم -

«ما تزوقيني يا ماما»

بقلم - أسامة غريب

أكثر من مرة فى كل سنة، يبرز الحديث فى الصحف ومواقع النت عن أغنية «ما تزوقينى يا ماما». يحدث هذا عند ذكرى وفاة مها صبرى، وكذلك عند ذكرى وفاة عبدالرحمن الخميسى، باعتبار هذه الأغنية أهم ما قدمه كل منهما فى دنيا الغناء.

بليغ حمدى لا يتحدثون فى ذكرى وفاته عن هذه الأغنية، ربما بسبب أن ميراثه الغنائى شديد الغزارة، ولا تمثل فيه هذه الغنوة أى إضافة، بل لعلها تفعل العكس. تقول الحكاية الشائعة التى تتناقلها المواقع على الدوام أن بليغ كان فى حالة إفلاس عندما أراد أن يشترى هدية لحبيبته وردة، فذهب إلى صديقه عبدالرحمن الخميسى يلتمس عنده شيئًا من المال، لكنه كان مفلسًا مثله.

تقول بقية الحكاية إن الخميسى تفتق ذهنه عن فكرة تنعش جيوبهما الخاوية، فقام فى الحال بنَظْم بعض الكلمات وطلب من بليغ أن يُنغّمها، ثم انطلقا لمقابلة المطربة مها صبرى حيث أخذا منها عربون الأغنية التى أكملاها فيما بعد.

بصراحة أنا لا أميل إلى تصديق هذه الحكاية التى يظن مروجوها أنها حكاية لطيفة، بينما فى الحقيقة هى أقرب إلى عملية نصب، خاصة أن المنتَج الذى قدماه للمطربة كان متواضعًا للغاية. وإذا كانت الأغنية قد نجحت، فهذا بسبب تعطش الناس للفرح، لكن الأغنية ذاتها لم تكن متقنة، ويحزننى أن أحباء عبدالرحمن الخميسى يكثرون دائمًا من رواية الحواديت عن حالة الإفلاس التى كان عليها باستمرار.

والمغامرات التى كان يخوضها فى أثناء سهراته فى ليل القاهرة ومعه محمد عودة وغيره من المثقفين السهّيرة للحصول على المال. هذه الحكايات تسىء لموهوب عظيم من أبناء هذا الوطن كانت له إسهامات فى التأليف والتمثيل والإخراج للسينما والمسرح، وكذلك فى كتابة الشعر والقصة.

صحيح أن ما تركه أقل بكثير مما كان يمكن أن يخلفه لو أنه ألزم نفسه مثل نجيب محفوظ بالصرامة الحياتية، ومع ذلك فكل أعماله تنضح بالموهبة والثقافة. وإذا عدنا لهذه الأغنية، فإن كلماتها تقول: «ما تزوقينى يا ماما قوام يا ماما.. دا عريسى حياخدنى بالسلامة يا ماما. الكحل أكتر عشان عيونى تبقى جميلة برموش كحيلة.. وشعرى عاوزاه يكون ضفاير حلوة طويلة. بشريط مزوّق ولونه يبرق.

سامعة؟ سامعة يا ماما؟ الناس بترقص علشانى. شايفة؟ شايفة يا ماما؟ طويل أوى فستانى. رقص ومزازيك.. سد الشبابيك، وخططى حاجبى شوية. دا عريسى حياخدنى بالسلامة يا ماما».

كلمات بسيطة، أعتقد أن الخميسى كان خليقًا بكتابة ما يفوقها بمراحل لو أنه لم يكن فى عجلة وفى حاجة ماسة إلى المال.. لكن العجيب أن مزيكة بليغ ودلع مها صبرى واشتياق الناس للفرح جعلت هذه الأغنية تذيع وتنتشر وتصبح أيقونة الأفراح.. وهذا دليل على أن الموهوبين يستطيعون حتى أثناء التهريج والتهييس أن يقدموا ما يعيش ويبقى.. وعجبى!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ما تزوقيني يا ماما» «ما تزوقيني يا ماما»



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab