حالة خاصة

حالة خاصة

حالة خاصة

 العرب اليوم -

حالة خاصة

بقلم - أسامة غريب

للولايات المتحدة الأمريكية سمات تميزها عن غيرها من الدول، وقد ساهمت مساحتها الشاسعة وتنوع مواردها ووقوعها بين محيطين فى أن تخلق لنفسها منظومة قيمية خاصة بها تختلف عما عداها من منظومات نسجت فى أماكن أخرى وتحت ظروف مختلفة، فهناك من بلدان العالم من تسمح بالدعارة وتقننها.

إما بهدف الحصول على ضرائب منها أو لتشجيع السياحة أو لإيجاد متنفس آمن لنزوات المنحرفين، كما أن هناك من البلدان من تمنع الدعارة وتجرمها لأسباب أخلاقية ودينية وصحية. الولايات المتحدة تختلف عن هذين النموذجين، فلا نستطيع أن نقول إنها تقبل بالدعارة، ذلك أنها مجرّمة بنص القانون، لكننا لا نستطيع أن ننفى عنها تشجيعها للدعارة خارج أراضيها.

والحقيقة أن الأمريكان ساعدوا على نشر الدعارة فى جنوب شرق آسيا منذ الحرب العالمية الثانية؛ من أجل الترفيه عن الجنود الذين كانوا منتشرين هناك، وما زالت القواعد الأمريكية الموجودة بالمنطقة تتخذ من بعض البلدان مسرحًا للترفيه الجنسى الرخيص.

ليس هذا فقط وإنما يمكن لزائر المدن التى تعتمد على سياحة الجنس أن يلحظ أن الزبائن هناك فى غالبيتهم من المتقاعدين الأمريكان الذين خرجوا إلى التقاعد وانطلقوا فى رحلات للخارج، ولا يثير الدهشة رؤية عجوز أمريكى يضع تحت ذراعه فتاة آسيوية ضئيلة الحجم لتقضى معه الإجازة وينطلق بها على الشواطئ وداخل علب الليل!.

وهناك قضية أخرى للولايات المتحدة فيها شخصية منفردة كما كان لها فى المثال السابق، وهى قضية التعذيب.. ومعروف أن هناك بلادًا لا تعتبر التعذيب جريمة فقط وإنما تعتبره من الكبائر التى لا تغفرها الدولة لمرتكبه أبدًا، مثل بلاد الشمال الأوروبى السويد والنرويج والدنمارك وفنلندا، كما أن هناك بلدانا وأنظمة حاكمة فى إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية لا تتعامل بنفس هذه الحساسية مع التعذيب، وإنما تتخذه منهجًا للكشف عن الجرائم والحصول على الاعترافات.

الولايات المتحدة لا تنتمى إلى النوعين السابقين، فلا هى من البلدان التى يسمح نظامها السياسى وتسمح ديمقراطيتها بممارسة التعذيب البدنى بحق الخصوم، ولا هى كذلك من البلدان الصادقة فى الدفاع عن الجسد الإنسانى ضد الانتهاك وفى رفضها تعذيب بنى البشر، وإنما هى تلجأ فى هذه الحالات إلى الأصدقاء من الدول المستعدة للتغاضى عن حقوق الإنسان فى مقابل منافع تحصل عليها من الأمريكان.

وهكذا هى أمريكا.. تمنع الدعارة والتعذيب داخل حدودها، لكن ترحب بهما وتوظفهما خارج الحدود!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة خاصة حالة خاصة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab