حب من بعيد لبعيد

حب من بعيد لبعيد!

حب من بعيد لبعيد!

 العرب اليوم -

حب من بعيد لبعيد

بقلم - أسامة غريب

الموقف الرسمى لحكومات أوروبا الغربية ليس فقط مؤيدًا للمحرقة التي تقيمها إسرائيل بحق الفلسطينيين، لكنه بمثابة وقود يتم إلقاؤه على جسد يحترق!. وفى هذا الصدد لا نستطيع أن نقبل بأن عقدة الذنب الألمانية تجاه اليهود هي السبب في كل هذا التأييد بعدما لاقوه من أهوال على يد النازية، ذلك أنه لا توجد عقدة ذنب لدى فرنسا أو بريطانيا أو إيطاليا، لكن يبدو أن المطالبات الفلسطينية المدعومة من تركيا وإيران وبعض العرب بعودة اليهود من حيث جاءوا هي ما ترعب النخب السياسية في الغرب خوفًا من أن يشتد عود هذه الدعاوى بحيث تصبح حديثًا دائمًا على مائدة الحوار في الميديا العالمية، خاصة إذا تبناها إعلاميون وصحفيون من الغرب.. وقد حدث بالفعل أن تم طرح أفكار من هذا القبيل في برامج حوارية تليفزيونية وقوبلت اقتراحات ترحيل الفلسطينيين إلى سيناء في مصر، من أجل فض الاشتباك الأبدى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، باقتراحات مضادة تطرح فكرة استيعاب الإسرائيليين في الأراضى الأمريكية الشاسعة أو في المدن الأوروبية التي أتوا منها.

وأكثر ما يسبب الإزعاج في هذا الموضوع هو الخشية من أن يتحمس الإسرائيليون أنفسهم لهذا الاقتراح، فبعد الحياة القلقة التي عاشها هؤلاء نتيجة المقاومة الشرسة التي يبديها الفلسطينيون دفاعًا عن بيوتهم وأراضيهم، وبعد حجم الكراهية الذي لمسه سكان المستوطنات والفزع الذي يشعرون به لدى تحركهم خارج الكيبوتز، والرعب الذي يسكنهم نتيجة الإحساس بأنهم لصوص، فإنهم بالتأكيد يفضلون الرحيل عن هذه الأرض التي لم يجدوا فيها الراحة للعيش في برلين وفرانكفورت وباريس وتولوز ولندن وبرمنجهام وروما وميلانو، فهذا حتمًا أفضل بكثير من العيش في غلاف غزة في الجنوب أو كريات شمونة في الشمال، حيث يحيل حزب الله حياتهم لجحيم من الخوف حتى دون أن يطلق رصاصة واحدة.

ومن الواضح أن الأوروبيين على استعداد لمساعدة الإسرائيليين وهم في فلسطين المحتلة، لكنهم ليسوا على استعداد لاستيعابهم في المجتمعات الأوروبية، فالوضع الحالى بالنسبة لليهودى كمواطن إسرائيلى هو وضع مريح أوروبيًا، أما أن يعيد تجربة مزاحمتهم في عواصمهم والعيش معهم مثلما كان الحال قبل عام 1948 فهذا ما لا تقبله الأحزاب الأوروبية، سواء اليمينية أو اليسارية أو أحزاب الوسط، وهى تعبر عن المواطن الأوروبى الذي يحب اليهود من بعيد لبعيد!. وقد يدعم هذه النظرية أن إسبانيا كانت الوحيدة من دول أوروبا الغربية التي أدانت العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة وقصفها للمستشفيات والمساجد والكنائس، وقد يكون التوجه الإنسانى للحزب الحاكم سببًا، لكن هناك أسبابًا أخرى منها أن إسبانيا لا تشعر بالذنب تجاه اليهود في عصرنا الحالى، وأنها لم تصدّر لفلسطين من أرادت أن تتخلص منهم كما فعلت باقى الدول الأوروبية.

خلاصة هذا الكلام.. أن الأوروبى يرحب باليهودى كزائر أو سائح يقضى أيامًا ثم يرحل إلى حيث البيت الذي سرقه في فلسطين، لكنه غير مرحب به تمامًا كمواطن!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حب من بعيد لبعيد حب من بعيد لبعيد



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab