في الهوا سوا

في الهوا سوا

في الهوا سوا

 العرب اليوم -

في الهوا سوا

بقلم - أسامة غريب

إن من يقرأ الصحف ويتابع المواقع وهى تعلق على الضربة الإيرانية لإسرائيل لا بد سيصاب بدهشة تدفع للتساؤل: ما هو بالضبط الموقف الذى كان يأمله هؤلاء من إيران بعد قصف قنصليتها فى دمشق؟.

هل سكوت إيران عن الرد كان سيدعوهم لتقدير الحكمة وصوت العقل، أم كان سيسعّر ردود أفعالهم تجاه الجعجعة بلا طحين، التى تميز طهران على الدوام؟، هل كانوا يرغبون فى ضربة إيرانية ساحقة تخلف مئات القتلى ودمارًا كبيرًا للبنية التحتية فى إسرائيل، أم أن حدوث هذا كان سيدفع للولولة على التهور الذى فتح بوابات النار على منطقة هى ملتهبة بطبعها؟.

حقيقة المشكلة هى غياب حلم عربى نجتمع عليه، فأصبح تقييمنا للمواقف يخضع لاتجاهات المتلاعبين بعقولنا.. فإذا كان اللاعب بالعقول هو رجل دين داعشى من الذين يحرضون على القتال ضد الجميع ما عدا إسرائيل، فإن أتباعه قد يرغبون فى التطوع للقتال ضد إيران. وإذا كان رجل دين وهابى طائفى فإن أتباعه سينثرون سموماً فكرية على طريقة أن الإيرانيين مجوس كفرة يعبدون النار حتى لو تدثروا بعباءة الإسلام، وعلى هذا فقتالهم فريضة، أو فى أقل القليل الشماتة فيهم واجبة!.

ولو كان المتلاعب بالعقول هو صحفى عربى من المتأثرين بتوماس فريدمان وفريد زكريا، فإن أتباعه سيميلون فى الغالب مع الطرف القوى أينما مال، بصرف النظر عن الحق والحقيقة. وإلى جانب هؤلاء، فهناك الرأى العام الذى يتأثر، ليس فقط بموقف الكاهن الشرير والإعلامى المنسحق، وإنما يبحث عن الموقف الحكومى ليتماهى مع السلطة جيئة وذهاباً، وفى هذا شعور بالأمان.

الضربة الإيرانية لم تلحق الدمار بإسرائيل، ولعل معظم الصواريخ والمسيرات قد تم اعتراضها، ولكن إسرائيل عاشت رعباً حقيقياً لمدة أسبوعين، وتبيّن للعالم كله أنها أعجز من أن تتصدى وحدها لإيران، رغم تفوقها بمعايير القوة النارية. هذا الوضع لا يطمئن الإسرائيليين.

فرغم معرفتهم بأن الأمريكان والبريطانيين والفرنسيين، وبعض العرب، قاموا بدور كبير فى صد الضربة الإيرانية، فإنهم يخشون أن يأتى اليوم الذى ينصرف عنهم هؤلاء أو يقل حماسهم فى مساندة جرائم إسرائيل. أما إيران فإنها طوال الوقت تُمنى بالخسائر البشرية والمادية، ومع ذلك تزداد ثقة بالنفس وتُراكم الخبرات المعرفية والتقنية وتسعى لتأجيل الحرب الشاملة لأطول فترة زمنية ممكنة.

العداء الغربى لإيران مفهوم وأسبابه وجيهة، فهى واحدة من دول قليلة لا يزيد عددها عن أصابع اليد الواحدة، ترفض أن تشرب السم الإسرائيلى بتلذذ، معلنة أنه ترياق. معظم دول العالم تفعل هذا، حتى التى لا مصلحة لها فى تفوق إسرائيل وتغوّلها.

النظام الغربى الكولونيالى أذاق دول العالم كله السم الإسرائيلى وأرغمها على التظاهر بالاستمتاع. إيران لن تحظى بسلام مع الغرب إلا إذا استسلمت كغيرها وقدمت المواقع النووية لرافائيل جروسى ليقيم مكانها مدن ملاهٍ ومحلات بيتزا وشاورما، كما لن تحظى بسلام مع دول العالم الثالث الكارهة لها إلا إذا قبلت أن تشرب من نفس الكأس، وبهذا يصبح الجميع فى الهوا سوا!.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الهوا سوا في الهوا سوا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab