الدعوة والزمبلك

الدعوة والزمبلك

الدعوة والزمبلك

 العرب اليوم -

الدعوة والزمبلك

بقلم - أسامة غريب

فى سنوات خلت كان الشيوخ والدعاة يمرحون فى طول البلاد وعرضها وليس لهم إلا هدف واحد لا يشغلهم غيره، وهو تحجيب النساء وتغطية شعورهن.. لم يكن فقر الناس يشغلهم، ولا أرّقهم الفساد ومحاولة توريث الحكم، لم يكن يعنيهم الكذب والنفاق وأكوام القمامة فى الشوارع.. كانت التعليمات الصادرة إليهم، والتى على أساسها يقبضون الفلوس من جهات تشغيلهم، هى العمل على إلباس الطرح.. النساء أولًا، وفى مرحلة تالية يتم إلباس الرجال غطاء الرأس على طريقة الدعاة والشيوخ!.

فى تلك السنوات رأينا الشارع المصرى وقد تسلفن بصورة غريبة، حتى إن الرجال الذين ناضلوا طويلًا من أجل صعود السلم الاجتماعى والحصول على ألقاب الوجاهة من أول فلان أفندى مرورًا بالأستاذ فلان والدكتور علان حتى مرحلة البيه والباشا.. رأيناهم يتنازلون عن طيب خاطر عن الألقاب التى اكتسبوها بالمذاكرة والتعليم والتوظف وبعض الحليطة والنفاق لصالح لقب كوميدى أقبلوا ينهلون منه بغزارة.. صار المدير العام فى أى مصلحة حكومية اسمه الحاج فلان!.. كما صارت أى رئيسة قسم تلف رأسها بالطرحة هى الحاجة فلانة. هذا وقد بدا أن الناس سعيدة بلقب الحاج، حتى لو لم يكن صاحب اللقب قد سافر خارج القطر، ذلك أنهم رأوا اللقب يقربهم إلى الجنة ويجعل الدعاة راضين عنهم!.

لقد كان لهذا اللقب قوة ونفوذ كبيران، حتى إنه غزا استوديوهات السينما ودخل على الفنانين فى البلاتوهات، فرأينا الجميع يتحدثون عن «الحاج»، مدير التصوير السينمائى المشهور، وكذلك «الحاج»، المخرج التليفزيونى المعروف، وصاحب الفوازير وغيرهما!.. ولقد صادفت شيئًا من هذا أثناء حياتى الوظيفية عندما حاول أحد السعاة تملقى والتودد إلىَّ، فنادانى بالحاج أسامة.. والحقيقة أنه لم يُوقفه عند حده ويُلزمه مناداتى بالأستاذ سوى صرخة قوية انفجرت فى وجهه!. لكن من الملاحظ أنه تسارعت فى الفترة الأخيرة على نحو مفاجئ الوتيرة التى تم بها خلع الحجاب من جانب مجموعة من الفنانات المعتزلات، اللواتى كن قد أخفين شعورهن بلباس للرأس على شكل طرحة أو إيشارب أو قبعة من القماش، وصار خلع الحجاب يتم بصورة بها قدر من التحدى.. ليس هذا فقط، وإنما قامت بعض الفنانات بصبغ شعورهن أصفر أكسجينى ليؤكدن ما قالته الست أم كلثوم فى إحدى أغنياتها فى العشرينيات: الخلاعة والدلاعة مذهبى.. من زمان أهوى صفاها... فى الحقيقة ليس لى شأن بمَن تتحجب أو تسفر، بمَن تصلى أو ترقص.

هذه أمور شخصية لا علاقة لأحد بها، وإنما السؤال الجاد هو: هل صدرت للسادة الشيوخ والدعاة تعليمات جديدة بعدم الحديث عن الحجاب، والتوقف عن جمع زبائن جدد لنادى المحجبات؟، هل جف ينبوع البنكنوت، الذى كان يقع فى حجر التائبات أو المعتزلات بانتظام، وتم توجيه البنكنوت لصالح إحياء الحفلات والليالى الملاح، وبالتالى لم يعد هناك تمويل للغطاء، وإنما التمويل لكشف الغطاء؟!.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدعوة والزمبلك الدعوة والزمبلك



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab