حب الحيوانات أقل تكلفة

حب الحيوانات أقل تكلفة!

حب الحيوانات أقل تكلفة!

 العرب اليوم -

حب الحيوانات أقل تكلفة

بقلم - أسامة غريب

شاهدت ذات مرة في كندا تجمعا بشريا في الحى الذي كنت أسكنه، وعندما اقتربت وجدت الناس تشير إلى قطة صغيرة صعدت إلى شجرة، وكان من الواضح أنها تخشى النزول أو لا تقدر عليه، لهذا فقد ملأت الأفق بالمواء الذي نبه المارة إلى وجودها. بعد قليل حضرت قوات الدفاع المدنى التي استدعاها السكان، وقد ظل هؤلاء يحاولون استخدام السلالم التي تستعمل في إطفاء الحرائق للوصول للقطة بهدوء دون أن يثيروا فزعها حتى لا تزل قدمها وتسقط من فوق الشجرة. كل هذا كان يحدث بينما كاميرات التليفزيون تتابع الموقف وتنقله للجمهور في البيوت لحظة بلحظة. في ذلك الوقت أذكر أن صديقا عربيا كان يمر بالشارع أبدى لى دهشته من هؤلاء الناس الذين يعطفون على الحيوان ويتألمون لألمه، بينما لا يلقون بالا لبنى الإنسان من البؤساء والتعساء والفقراء والمحتلة أراضيهم.. أولئك الذين يلقون العذاب والهوان ولا يجدون الطعام أو شربة الماء النظيفة!..

كان الرجل الممتلئ بالحنق يتساءل كيف يكون هؤلاء الناس بكل هذا الحنان والرحمة مع القطط والكلاب وغيرها من ذوات الأربع، ولماذا ينزل بعضهم من بيوتهم كل يوم متوجهين إلى المتنزهات وهم يحملون الحبوب والبسكويت والرقائق من أجل إطعام الحمام واليمام والبط والوز؟ كيف يفعلون هذا بينما يتفرجون في برود على المجازر التي يتعرض لها الإنسان العربى في مناطق عدم الاستقرار؟. وكيف يمكن لهم أن يستمتعوا مع حيواناتهم الصغيرة بالحياة الهانئة الرغيدة بينما البؤساء الذين يموتون من شدة الجوع يملأون العالم في قاراته الخمس؟. لا أظن أن الإجابة صعبة.. في ظنى أن كل إنسان يحمل دائما قدرا من الضغينة تجاه بعض الناس الآخرين، وذلك طبعا لأن كل واحد لديه ذكريات أليمة في حياته ولديه إخفاقات وعذابات وقصص حب مجهضة تسبّب فيها إنسان آخر ولم يتسبب فيها حيوان!.. هذا فضلا عن أن حب الحيوانات والحدب عليها يمنح الإنسان شعورا بالرضا دون أن يكلفه شيئا، لكن تعاطفه مع إنسان مظلوم قد يقتضى تقاسم الرفاهية التي يحياها معه، وتعويضه عن الثروات التي نهبت من بلاده!.

الأمر نفسه ينطبق على أثرياء في الشرق الذين أخذوا عن الغرب الاهتمام بالحيوان باعتبار هذا الاهتمام من سمات الإنسان المتحضر. ومن الطبيعى أن الإنسانية الحقة كانت تقتضى من هؤلاء التعاطف مع بنى الإنسان.. لكنهم وجدوا التعاطف مع قطة أقل تكلفة بكثير. لا أقصد بالطبع أن كل محبى الحيوانات أشرار، لكن أغلبهم يفرغون طاقة الحنان لديهم في بعض مخلوقات الله دون بعضها الآخر

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حب الحيوانات أقل تكلفة حب الحيوانات أقل تكلفة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab