إيران والخوار الاستراتيجي

إيران والخوار الاستراتيجي

إيران والخوار الاستراتيجي

 العرب اليوم -

إيران والخوار الاستراتيجي

بقلم:أسامة غريب

بالرغم من ارتباط حزب الله بإيران واعتماده عليها فى التسليح والتدريب والدعم السياسى إلا أن هناك فارقاً واضحاً بين الاثنين يمكن تلخيصه فى أن المقاومة اللبنانية نجحت، على مدى سنوات، فى تثبيت معادلة ردع مع العدو، بحيث أصبحت أى رصاصة تعبر من فلسطين المحتلة إلى لبنان تقابلها رصاصة لبنانية فى الاتجاه المعاكس، وأى شهيد يسقط للحزب لابد أن تدفع إسرائيل فى مقابله قتيلا أو أكثر.

لدرجة أنه فى بعض الأوقات كانت إسرائيل تضع صورا هيكلية لجنود حتى تتيح لمقاتلى لبنان أن يطلقوا عليهم النار وينتهى الموقف، ومع ذلك كانت المقاومة لا تهدأ حتى تقتص لمن استشهدوا وتعيد تثبيت الوضع من جديد، فمعادلة الضاحية تقابلها تل أبيب جعلت إسرائيل تفكر كثيرا قبل أن ترسل طائراتها لتقصف لبنان. هكذا كان الوضع بالنسبة للمقاومة اللبنانية، أما بالنسبة لإيران فالمعادلة مختلفة.. استطاع العدو، طيلة العشرين سنة الماضية، أن يعربد فى إيران كيفما شاء.

يقتل العلماء ويفجر أجهزة الطرد المركزى ويستولى على وثائق الدولة الإيرانية ويبعث طائراته المسيرة تتجول فى مصانع السلاح وتقصفها من الداخل، وأخيرا يطلق صاروخا من تلة فى طهران ليدخل غرفة إسماعيل هنية ويقضى عليه. كل هذا فعلته إسرائيل دون رد، بل إن إيران لم تنتقم لمقتل قاسم سليمانى وتذرعت بمقولة إننا لن نجعل العدو يحدد رد فعلنا طبقا لما يريد!.

حزب الله يختلف فى هذا عن إيران، لكن ما الذى حدث إذن وجعل معادلة حزب الله تتغير لدرجة أن تجترئ إسرائيل على قتل فؤاد شكر ثم تقوم بعملية البيجر، وفى اليوم التالى تقوم باغتيال قادة قوة الرضوان فى الضاحية، ثم بعد مرور أسبوع تقدم على اغتيال السيد حسن نصرالله باستخدام ٨٠ طنا من الصواريخ والقنابل الخارقة للتحصينات. ما الذى حدث وجعل إسرائيل تضرب من دون خشية أن تتلقى ردا مؤلما؟.

الذى حدث أن إيران التى تتذرع دائما بالصبر الاستراتيجى الذى هو فى حقيقته خوار استراتيجى غلّت يد حزب الله عن الرد الفورى على اغتيال شكر. حزب الله الذى يحوز أكثر من ١٥٠ ألف صاروخ كان يستطيع ردا على قتل الرجل الثانى فى الحزب أن يطلق ألف صاروخ تمسح مناطق كاملة من الكيان الصهيونى. وقتها كان العدو الذى لا تردعه سوى القوة سيفكر كثيرا قبل أن يقوم بعملية البيجر.

لكن سكوت الحزب وعدم الثأر لفؤاد شكر والاكتفاء بعملية صغيرة هو ما جعل إسرائيل توقن أنها مهما فعلت فإن الرد سيكون شكليا لأن إيران تريد ترميم وضعها السياسى مع الغرب، وتحلم برفع العقوبات والظهور بمظهر الدولة الحريصة على السلام. موقف إيران البراجماتى الخاطئ هذا هو ما جعل اغتيال نصر الله ممكنا، والخطوة التالية بالنسبة لإسرائيل ستكون استباحة السماء الإيرانية وقصف كل ما حرصت إيران على حمايته. الحرص والتردد والجبن عاقبتهم مع إسرائيل أشد بكثير من عاقبة الإقدام والتهور.

arabstoday

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟

GMT 19:44 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

معايير الانتصار والهزيمة فى الحروب

GMT 19:43 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

دروس مستفادة من أحداث غزة ولبنان وسوريا

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

دولار ترمب

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:21 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هزيمة "حماس" لا تعني تجاوز الشعب الفلسطيني

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

صدمة ترامب

GMT 09:17 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مهنة البحث عن «الاحتراق»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران والخوار الاستراتيجي إيران والخوار الاستراتيجي



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 15:40 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

SpaceX تطلق 21 قمرًا صناعيًا من Starlink إلى المدار

GMT 05:56 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حريق جديد في لوس أنجلوس وسط رياح سانتا آنا

GMT 15:41 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعرض 65 مليون يورو لضم كامبياسو موهبة يوفنتوس

GMT 03:25 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استمرار غياب تيك توك عن متجري أبل وغوغل في أميركا

GMT 03:02 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

زلزال بالقرب من سواحل تركيا بقوة 5 درجات

GMT 03:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استشهاد مسؤول حزب الله في البقاع الغربي محمد حمادة

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 03:08 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع ضحايا حريق منتجع للتزلج في تركيا لـ76 قتيلًا

GMT 05:52 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الصين تختبر صاروخاً فضائياً قابل لإعادة الاستخدام

GMT 16:06 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تكشف ردود فعل الرجال على أغنيتها الجديدة

GMT 02:59 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

تحذيرات من رياح خطرة وحرائق جديدة في جنوب كاليفورنيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab