إسرائيل أفقدت العالم شرفه

إسرائيل أفقدت العالم شرفه!

إسرائيل أفقدت العالم شرفه!

 العرب اليوم -

إسرائيل أفقدت العالم شرفه

بقلم : أسامة غريب

لم تعد صحيفة نيويورك تايمز تكتفى بالكذب العادى الذى ميزها فى الشهور الأخيرة، وإنما أوغلت فى مستوى مفضوح لا يليق بكبرى الصحف الأمريكية. لقد نجحت إسرائيل للأسف فى تعهير الكثير من المؤسسات الغربية الإعلامية والدبلوماسية وسحبت منها الرصانة وبعض الموضوعية التى كانت تتحلى بها.

نشرت الصحيفة تقول إن إسرائيل عثرت فى أحد الأنفاق بخان يونس على محاضر الاجتماعات التى ضمت السنوار وأركان حربه، وأن هذه المحاضر، الواقعة فى ٣٠ صفحة، تضم الخطط التكتيكية التى وُضعت للهجوم الذى تم فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.

المضحك أن وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت هذه الأخبار عن الصحيفة الأمريكية!. لم يحفل الكاذبون بفكرة أن هذه المحاضر التى يقال إنهم استولوا عليها فى ٣٠ يناير ٢٠٢٤ كان من الطبيعى أن تكون رؤوساً للأخبار بالصحف الإسرائيلية فى يوم الاستيلاء عليها، لا أن تعلن عنها نيويورك تايمز بعد حدوث الواقعة بتسعة أشهر، ثم تنقل عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية.

إن المشكلة لدى نيويورك تايمز تكمن فى عدم فهم الواقع الفلسطينى فى ظروفه الصعبة تحت الاحتلال، وعدم إدراكهم أنه لا يوجد لدى السنوار ورفاقه شىء اسمه محاضر اجتماع.

إن المقاومين الفلسطينيين ليسوا دبلوماسيين يلتقون فى فندق «والدورف أستوريا» ومعهم طواقم السكرتارية داخل قاعة يتم فيها تدوين المحاضر، ثم الاستناد إليها فى المفاوضات. هذا خيال صحفى ناجم عن تصور أن العولمة قد عمّمت سلوكيات أصبحت مُلزمة لكل البشر، وأن قادة حماس يلتزمون بالضرورة بمقررات عالم النيوليبرالية ويكتبون محاضر بها الخطط وأدق التفاصيل، ثم يحتفظون بها ليعثر عليها الجيش الإسرائيلى، قبل أن يسلم صورة منها لنيويورك تايمز بدلاً من تسليمها لمعاريف أو يديعوت أحرونوت!.

لا يعرف المحرر البائس سقيم الخيال أن الدول العربية فى كثير منها وعلى مستويات القيادة لم تكتب محاضر لجلسات جرى فيها اتخاذ أكبر وأهم القرارات، وبناء على ذلك لا تستطيع الأجيال الجديدة معرفة تفاصيل ولا ملابسات اتخاذ القرارات التى يدفع المواطن العربى ثمنها للآن!.

إن الزلزال الذى أحدثه طوفان الأقصى والقدرة على مفاجأة الاحتلال تعود فى جزء منها إلى البساطة والبدائية فى التواصل ونقل المعلومات بين القادة والأفراد، وإلى أن السنوار وزملاءه لا يحملون تليفونات أو بيجرات، فهذه تعنى بالنسبة لهم الفناء، نتيجة إدراكهم أن العدو يرصد كافة الاتصالات.

بالتالى فإن المقاومين الذين يكتبون التعليمات بالقلم الرصاص أو يتواصلون شفاهة بالهمس لا يتورطون فى كتابة محاضر يستولى عليها العدو وتقيم عليها نيويورك تايمز حفلة وكأنها سبق صحفى جبار!.

إننا عندما نستحضر الغارة الرهيبة التى قام بها الحلفاء ضد مدينة دريسدن فى فبراير عام ١٩٤٥ نلمس أن الصحافة البريطانية فى ذروة الحرب العالمية الثانية قد أدانت القتل غير المبرر الذى قام به سلاح الجو البريطانى لمدينة ذات تراث ثقافى وليس بها أهداف عسكرية تذكر. وقتها كانت بريطانيا لا تزال تتحلى بالأخلاق. ماذا فعلت إسرائيل بالعالم وكيف فرضت عليه أن ينحط ليجارى جرائمها ويبررها ويدافع عنها؟.

arabstoday

GMT 19:26 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

مواعيد إغلاق المقاهى.. بلا تطبيق

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

المطلوب

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس والسلام مع الإسلام

GMT 19:23 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

الإحساس في كلام عبّاس

GMT 19:23 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

خيار الفاتيكان القادم: الكرازة أم التعاليم؟

GMT 19:21 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

السوداني والإخوة الحائرون

GMT 19:21 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

... والجامعيون أيضاً أيها الرئيس!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل أفقدت العالم شرفه إسرائيل أفقدت العالم شرفه



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 08:52 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

قادة العالم يشاركون في جنازة البابا فرنسيس
 العرب اليوم - قادة العالم يشاركون في جنازة البابا فرنسيس

GMT 08:58 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

هزتان ارضيتان تضربان تركيا بقوة 4.5 و4.6 درجات

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس والسلام مع الإسلام

GMT 11:58 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 6 درجات يضرب إسطنبول

GMT 16:05 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

أنوشكا تتقدّم ببلاغ ضد شخص ينتحل شخصيتها

GMT 16:10 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

كريم فهمي يفجّر مفاجأة عن ياسمين عبد العزيز

GMT 17:42 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

سر الرواس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab