لله درك يا شرحبيل

لله درك يا شرحبيل

لله درك يا شرحبيل

 العرب اليوم -

لله درك يا شرحبيل

بقلم - أسامة غريب

فى قاعة المحكمة كانت نوسة تقف فى القفص ترقب الموقف بقلب واجف، وأمامها من خارج القفص كان يقف شرحبيل ممسكًا بيدها بعد أن استأذن من الشاويش ليشد أزرها فى أول يوم تنعقد فيه المحكمة بعد توجيه الاتهام لها بقتل إسماعيل بالونة.

فى صفوف الجمهور جلس حمامة الفلايكى وإلى جواره إبراهيم كازوز، زوج نوسة، ثم انضم لهما شرحبيل عندما سمع صوت الحاجب ينادى بصوته الجهورى: محكمة. كانت نوسة تأمل فى أن تحصل على البراءة من أول جلسة كما أخبرها المتر حسن ألفونسو الذى تولى قضيتها بعد أن عجزت عن جمع المال للحصول على الخدمات القانونية للأستاذ وحيد الديب.

لم يكن المتر ألفونسو يعتقد بصعوبة القضية بعد أن أخبرته نوسة بأنها كانت فى بيت صديقتها الراقصة إلهام كوكو وزوجها بدرانوف الطبال طوال اليوم الذى قُتل فيه بالونة الحرامى. لم تتردد إلهام فى الشهادة لصالح نوسة، كما أكد بدرانوف شهادة زوجته وأخبر هيئة المحكمة بأن الست أم شرحبيل قضت اليوم كله معهما إلى ما بعد منتصف الليل بساعتين.

أحست نوسة بالراحة بعد شهادة الصديقة وزوجها وبدت لها البراءة قريبة، لكن لسوء حظ الجميع فقد تقدم أحد ضباط المباحث ليدلى بشهادته ويخبر المحكمة أن إلهام كوكو وبدرانوف لم يكونا بالبيت فى اليوم المعلوم حيث كانا فى التخشيبة مع باقى أعضاء فرقتهما الموسيقية عقب وقوع مشاجرة فى الفرح الذى كانوا يقومون بإحيائه، وبهذا فقد وقعت إلهام ووقع بدرانوف تحت طائلة العقاب الخاص بالشهادة الزور، وبالفعل صدر القرار بإيداعهما الحجز فى عُهدة النيابة التى ستقوم باستجوابهما تمهيدًا لخضوعهما للمحاكمة على جريمتهما الثابتة.

أُسقط فى يد شرحبيل بعد سماع الحكم بحبس نوسة أيضًا نتيجة استعانتها بشاهدى زور لإثبات البراءة، ووجد نفسه يمضى فى اتجاه القفص متسائلًا: هل معنى هذا أنك قتلت إسماعيل بالونة؟ لكن نوسة صرخت بصوت عالٍ والحرس يدفعونها قائلة لابنها: وغلاوتك يا شرحبيل بريئة، لكن إلهام أقنعتنى بأن شهادتها ستعجل بخروجى.. منك لله يا إلهام إنت وبدرانوف!.

أخذ حمامة الفلايكى بذراع صديقه وخرج به من المحكمة وركبا سيارة مضت بهما إلى القهوة، وهناك أحضر حمامة لصاحبه رغيف لحمة راس وكوب شاى مغلى مما أعاد الهدوء والسكينة لنفسية شرحبيل الذى نظر إلى الأفق ثم أنشد شعرًا وليد اللحظة قال فيه: جانى جواب م البلد وسلام حبيبى فيه. مكتوب بماء المحبة وماسح دموعه فيه. دخلت بستان حبيبى لجل أشوف اللى فيه. لقيت عريض الفَلَك فارش ونايم فيه.

يا أبوالدراع المساوى محلى الأساور فيه. خلخال خطر ع القدم كل المحاسن فيه. الصايغ اسمه على صانع جميع ما فيه. رقبة حبيبى لبن والعقد لولى فيه. ومبين الدق الأخضر أنا قلت له داريه. قال لى لا انت أبويا ولا أخويا ولا شريكى فيه. سحبت سيف المحبة لاجل أضربه وأرميه. رمش بعينه الكحيلة رمانى قبل أنا ما أرميه.

نظر حمامة إلى صديقه ولم يجد مفرًا- رغم الشِّعر المسروق- من مشاركته اللحظة فقال له بتأثر: لله درك يا شرحبيل.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لله درك يا شرحبيل لله درك يا شرحبيل



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 04:47 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 25 إبريل / نيسان 2025

GMT 17:02 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

صعود طفيف لأسعار النفط بعد انخفاض 2%

GMT 10:33 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 08:58 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

هزتان ارضيتان تضربان تركيا بقوة 4.5 و4.6 درجات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab