رجال بلا آباء

رجال بلا آباء!

رجال بلا آباء!

 العرب اليوم -

رجال بلا آباء

بقلم:أسامة غريب

كان الوصول إلى مدرسة غمرة الإعدادية يتطلب بعد الخروج من البيت أن أعبر يوميًّا شوارع لها أسماء: صبرى وحمدى وذهنى ورستم وفخرى دون أن أجد شخصًا واحدًا لديه القدرة على تفسير مَن يكون هؤلاء البشر الذين قطعت محافظة القاهرة صلتهم بآبائهم عندما أطلقت أسماءهم الأولى فقط على شوارع مهمة بحى الظاهر؟.

هذا وقد فشلتُ فى الوصول إلى إجابات مقنعة بشأن هؤلاء الناس، ومعظم الإجابات كانت ظنيّة ولا يمكن إثباتها، بل إن بعض الظرفاء قد نسب نفسه إلى نفر منهم، فزميلنا فى الفصل أحمد ذهنى أخبرنا أن شارع ذهنى منسوب إلى والده، وجارتنا سناء حمدى زعمت أن شارع حمدى على اسم أبيها.. وحتى التخمينات المعقولة التى قالت إن ميدان فخرى يحمل اسم القطب الوفدى فخرى عبدالنور لم يكن من دليل عليها إلا زعْم أصحابها.

بعد قليل، عرفت من أصحابى أن هناك شارع ماهر بالعباسية، وأن أحدًا من السكان لا يعرف مَن يكون الأخ ماهر، كما عرفت أيضًا بوجود شارع خيرت بالسيدة زينب وشارع منصور فى باب اللوق وشارع مؤنس فى عابدين.. وبتقدم السن وزيادة الخبرة والتجوال فى العاصمة التقيت شخصيًّا بشارع رمزى وشارع قدورة وحارة دياب وعطفة فهمى وزقاق عطية ودرب عليوة.

وكلها هكذا أسماء مجهَّلة لا تساعد مَن يريد أن يفهم، ويبدو أن اللجنة التى تجتمع لاختيار أسماء الشوارع يكون أصحابها فى الغالب منفعلين ومتأثرين بأسماء معروفة لهم ولجيرتهم فى الحى، فلا ينازعهم أحد عندما يطلقون على الشارع أو الحارة اسم عبدالشكور.. ولِمَ الحيرة فكلهم يعرفون عبدالشكور أفندى الرجل الشهم الذى أطفأ الحريق الذى اندلع فى الدور الأول حيث شقة أم سهير ونجح فى إنقاذ الأرملة وبناتها، ولهذا فقد حق أن يتم تكريمه وإطلاق اسمه على الحارة.

لا بأس بالطبع فى تكريم البشر المحليين ونَيْلهم من الحب جانبًا، ولكن ألم يَدُرْ بخاطر لجنة الأنس وهى تختار الاسم أن تفكر فى الناس من خارج الحى أو أن تفكر فى الأجيال التالية، التى سيظل أفرادها يضربون أخماسًا فى أسداس وهم يتخبطون فى تخمينات لا تجد مَن يؤكدها؟!. وإذا كان الأمر هينًا بالنسبة لأسماء الحوارى والعطوف والأزقة الداخلية التى لا يراها غير سكانها، فما القول فى الشوارع المهمة التى تميز وسط العاصمة، والتى يراها الجميع وينظرون فى حيرة إلى لافتاتها دون أن يعرفوا أصحابها.

إن الأمر المتيقن منه هو أن القاهرة تتميز بتكريم أعلامها ومفكريها وأبطالها وشخصياتها المتميزة بإطلاق أسمائهم على الشوارع، وهى فى هذا تختلف عن غيرها من العواصم العربية، التى لا تطلق على شوارعها إلا أسماء الحكام والأمراء، بافتراض أن أبناء الشعب العادى ليس بينهم شخص ذو قيمة، ولكن يتعين على القاهرة وهى تفعل ذلك أن تتلطف وتقول لنا هذا الشخص.. مين أبوه؟.

arabstoday

GMT 07:31 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

جيمس قبل ترمب

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 07:26 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

أكاذيب

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

GMT 07:20 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

ساعات عصيبة على لبنان... وربَّما على المنطقة

GMT 07:07 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

الانفتاح الأميركي على روسيا ومآلاته

GMT 07:00 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

حسابات الزعيم البريطاني ستارمر تبدو ضعيفة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجال بلا آباء رجال بلا آباء



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:01 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

كويكب مخيف... وكوكب خائف

GMT 18:35 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

حماس تعلق على مستقبل تبادل الأسرى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab