استنشاق الهراء

استنشاق الهراء

استنشاق الهراء

 العرب اليوم -

استنشاق الهراء

بقلم : أسامة غريب

لدينا خصلة عجيبة ليست موجودة فى حدود علمى عند سوانا، وهى توزيع ألقاب على الفنانين ولاعبى الكرة ليس لها مسوغ ولا تدل على شىء حقيقى. لقد كانت الممثلة نادية الجندى تسمى نفسها نجمة الجماهير، ونبيلة عبيد تطلق على نفسها نجمة مصر الأولى، وقد وجدت كلتاهما فى الصحافة مَن ينشر هذا الكلام ويردده، وربما أن النجاح فى تمرير لقبى نادية ونبيلة قد شجع وسائل الإعلام على أن تطلق لقب الزعيم على الفنان عادل إمام لمجرد أنه قام ببطولة مسرحية تحمل نفس الاسم، وتطلق لقب الملك على الفنان محمد منير لمجرد مشاركته فى مسرحية «الملك هو الملك».. فهل كل من قام بدور ملك فى عمل فنى يصير عند الناس ملكًا وكل من قام بدور إمبراطور يتوج إمبراطورًا؟.

وهل لو كان سعيد صالح أو أحمد آدم هو الذى قدم مسرحية الزعيم، فهل كان وقتئذ يفوز باللقب وينعم به بدلًا من عادل إمام؟. وإذا سلّمنا باعتماد هذه الخصلة فهل يحق بالمثل إطلاق ألقاب مثل البعرور والهلفوت والكحيان على من قاموا بأعمال تحمل هذه الأسماء؟. ثم إن المتأمل لزعامة عادل إمام المسرحية لابد وأن يصاب بالدهشة لأن الأدوار التى شهدت زعامته كانت عن شخصيات سيئة للغاية وأبعد ما تكون عن حقيقة عادل إمام الفنان الكبير.

فدوره فى مسرحية الزعيم كان يتناول شخصية طاغية مستبد، فاسد، لص يمارس الحكم بأساليب إجرامية ولا يتورع عن التنكيل بشعبه.. فهل هذا هو شكل الزعامة التى تسعد عادل إمام؟. والمرة الأخرى التى لعب فيها دور زعيم كانت فى مسرحية مدرسة المشاغبين عندما قام بدور بهجت الأباصيرى زعيم الطلبة الفاشلين!، فأى زعامة هذه؟.

مثال آخر هو لقب «العميد» الذى تطلقه الصحافة على أى لاعب عجوز يعاند الزمن ويرفض الاعتزال، والعجيب أن هذا اللقب لا يحتاج من صاحبه تحقيق بطولات أو الوصول بفريقه للمونديال أو التحلى بالأخلاق الكريمة فى الملاعب، لكنه طبقًا لمعاييرهم لقب بسيط للغاية وسهل المنال ويمكن لأى لاعب فى فريق ألومنيوم أبو زعبل أن يحصل عليه، وذلك إذا ما رفض الاعتزال وأصر على البقاء فى الملاعب حتى تتخلخل قوائمه وتتضعضع ركبتاه وتذهب حيويته مع الريح. يعتمد اللقب على عدد سنوات البقاء فى الملاعب وعدد المباريات التى شارك فيها اللاعب.

ولا يخفى على أحد أن هذه المعايير يمكن أن تنطبق بسهولة على الكثيرين دون أن يعنى ذلك أى تميز أو جدارة. يمكن مثلًا أن تجد فى بوتسوانا أو بنجلاديش لاعبين دوليين لعب كل منهم ألف مباراة دولية بالرغم من أن هاتين الدولتين لا ذكر لهما فى دنيا كرة القدم. ومن الممكن جدًا طبقًا لهذا المعيار الفاسد أن نجد لاعبًا من مملكة نيبال يحمل لقب عميد لاعبى كرة القدم فى العالم، وذلك فى وجود ميسى ورونالدو وهالاند وصلاح!.

متى نتعقل ونتوقف عن طحن الهراء واستنشاقه ثم إطلاقه فى وجوه الناس؟.

arabstoday

GMT 19:26 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

مواعيد إغلاق المقاهى.. بلا تطبيق

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

المطلوب

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس والسلام مع الإسلام

GMT 19:23 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

الإحساس في كلام عبّاس

GMT 19:23 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

خيار الفاتيكان القادم: الكرازة أم التعاليم؟

GMT 19:21 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

السوداني والإخوة الحائرون

GMT 19:21 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

... والجامعيون أيضاً أيها الرئيس!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استنشاق الهراء استنشاق الهراء



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 08:52 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

قادة العالم يشاركون في جنازة البابا فرنسيس
 العرب اليوم - قادة العالم يشاركون في جنازة البابا فرنسيس

GMT 08:58 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

هزتان ارضيتان تضربان تركيا بقوة 4.5 و4.6 درجات

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس والسلام مع الإسلام

GMT 11:58 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 6 درجات يضرب إسطنبول

GMT 16:05 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

أنوشكا تتقدّم ببلاغ ضد شخص ينتحل شخصيتها

GMT 16:10 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

كريم فهمي يفجّر مفاجأة عن ياسمين عبد العزيز

GMT 17:42 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

سر الرواس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab