مجرم يريد أن يتفلسف

مجرم يريد أن يتفلسف

مجرم يريد أن يتفلسف

 العرب اليوم -

مجرم يريد أن يتفلسف

بقلم - أسامة غريب

سباق الهجن هو رياضة قديمة ومعروفة فى الصحراء العربية، وفى هذا الخصوص فإن الوجهاء والأثرياء يتبارون فى اقتناء الإبل من ذوات الشكل الجميل والصحة الجيدة والأداء العالى.

وكان من المألوف فى الأزمنة السابقة أن يقود الجِمال فى هذه المسابقات العبيد ومن فى حكمهم، لكن بعد انتفاء العبودية أصبح من يتولى قيادة الهجن هم الأطفال وأغلبهم من شرق آسيا.

عندما تدخلت جمعيات حقوق الإنسان رفضًا لعمالة الأطفال واستغلالهم فيما يشبه الاستعباد فى سباقات تجلب المتعة للأثرياء فإن محبى هذا النوع من السباقات قاموا بتعديلات جوهرية أسفرت عن استبدال الأطفال بآلات روبوت صغيرة توضع على ظهر الجمل عند المؤخرة، وهى تحاكى جهاز الطيار الآلى الذى يقوم بقيادة الطائرة.

ولما كان سعر الهجين يرتفع تبعًا لأدائه فى السباق وقدرته على تحقيق مراكز متقدمة تجلب لصاحبه المجد والفخر، فإن المحاولات تشتد دائمًا للحصول على الهجن المتميزة صاحبة القوة والرشاقة والمناورة والأداء العالى. وكالعادة لا بد أن يتسلل الراغبون فى الكسب السريع بدون مجهود إلى هذا المضمار مثلما يتسللون إلى كل نواحى الحياة.. فماذا فعلوا؟.

آخر ما تفتق عنه الذهن الشيطانى حدث فى سباق جرى مؤخرًا فى إحدى دول الخليج.. قام الموظف المسؤول عن الجمل بوضع صاعق كهربائى فى جهاز الروبوت الذى يعمل بالتوجيه عن بعد بالريموت كونترول، وكلما قام المتحكم فى الريموت بالضغط توجهت وخزة كهربية إلى مؤخرة الحيوان الأعجم الذى يهرع من فرط الرعب والألم فيندفع للأمام، الأمر الذى جعل الجمل المسكين يفوز بالسباق تحت التعذيب الرهيب.

الجناية الكبرى فى الأمر تتمثل فى أن الهجين الذى يتعرض لهذه التجربة تضعف قوائمه وتترقق عظامه ويفقد قدرته على التحمل وبذل المجهود ويصير فى حاجة إلى العلاج والرعاية الطبية.

ومن الواضح أن أحد وجهاء المدينة قد وقع ضحية نصاب باعه جملًا تكهربت مؤخرته وحقق نتيجة عظيمة فى المرة الأولى، لكنه برك بعد أن اشتراه الزبون وخمدت همته، فما كان من الزبون إلا أن قام بمقاضاة النصاب ونجح فى إدخاله السجن. الغريب أن النصاب قد حكى أثناء التحقيق معه أنه تنقل بين أكثر من بلد عربى ونجح فى تسويق فكرته فى أماكن عديدة وحقق ثروة طائلة من فكرته الإجرامية.

صرح أيضًا أنه فكر فى الاعتزال والعودة لبلده مكتفيًا بما حققه، لكن سهولة الكسب وهوس الوجهاء بالفوز فى هذه السباقات جعلاه يخاطر ويستمر، خاصة بعد أن عرف أن الأثرياء المضحوك عليهم كانوا يخشون الإبلاغ عنه حتى لا يتعرضوا للشماتة من منافسيهم إلى أن تقدم أحدهم وأبلغ عنه.

وعند سؤاله عن إحساسه والجمل يتعذب من الصاعق الكهربائى عند كل وخزة قال إنه كان يتألم قليلًا لكن المكاسب كانت تغلب تردده، وصرح بأنه يتعجب من جمعيات حقوق الحيوان التى ناصبته العداء وشنت ضده حملة صحفية، ذلك أنها لم تحرك ساكنًا إزاء انتهاكات عديدة يتعرض لها البشر.. وكان تعليق ساندرا لوى- إحدى الناشطات على تصريحه هذا-: إنه مجرم يريد أن يتفلسف!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجرم يريد أن يتفلسف مجرم يريد أن يتفلسف



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 04:47 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 25 إبريل / نيسان 2025

GMT 17:02 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

صعود طفيف لأسعار النفط بعد انخفاض 2%

GMT 10:33 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 08:58 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

هزتان ارضيتان تضربان تركيا بقوة 4.5 و4.6 درجات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab