أغلبية مجرمة

أغلبية مجرمة

أغلبية مجرمة

 العرب اليوم -

أغلبية مجرمة

بقلم - أسامة غريب

ربما يكون التأييد الغربى الجارف الذى حظى به العدوان الإسرائيلى ضد المدنيين العزل فى غزة قد صدمنا وكشف لنا أن مَن كنا نظنهم متحضرين هم فى غالبيتهم همج أوباش، ولقد كشف هذه الحقيقة منذ عشرات السنين عالِم النفس «ستانلى ميليجرام» عندما قام بإجراء تجربة فى جامعة «ييل» عام 1963 على عدد من المتطوعين الذين قبلوا المشاركة مقابل مبلغ مالى. تم إفهام المجموعة أن الهدف هو قياس أثر العقاب على التعلم، لكن كان الاختبار يهدف فعليًّا إلى معرفة إلى أى مدى يمكن أن يطيع الإنسان أوامر إجرامية وهل يمكن أن يشارك فى تعذيب برىء لا يعرفه؟.

تبدأ التجربة بعمل قرعة وهمية تسفر عن اختيار مشارك هو الذى سيقوم بالتعذيب بالصعق بالكهرباء فى مواجهة شخص آخر هو الذى يتلقى العقاب. وطبيعى أن متلقى العقاب لم يكن سوى ممثل يتظاهر بأن الصعقة تؤلمه. يقضى الاختبار بأن يقوم المشارك الذى يظن أن الشخص الآخر مشارك مثله بأن يوجه إليه سؤالًا، فإذا فشل فى إجابته يقوم بالضغط على زر لتوجيه صعقة كهربية له، وتمضى الأسئلة وتتصاعد معها قوة الصعقات التى تبدأ بـ45 فولت حتى تصل إلى أقصى صعقة وقوتها 450 فولت، بعدها تنتهى التجربة. أثناء التعرض للصعق غير الحقيقى كان الممثل يتظاهر بأنه يتألم ويصرخ، مستحثًا المشارك على التوقف، وكان المشرف يصدر أوامره لمَن يقوم بالتعذيب بألا يتوقف أو يستمع إلى الطرف الآخر، حتى وهو يدق بشدة على الحائط الذى يفصل بينهما. ومن الجدير بالذكر أن الممثل كان يشير فى كل المرات قبل بدء الاختبار إلى أنه مصاب ببعض المتاعب فى القلب.

كان العلماء المتابعون للاختبار قد توقعوا قبل إجرائه أن عدد واحد فى الألف من البشر قد يمضون فى الصعق المتصاعد حتى الوصول إلى أقوى صعقة عند 450 فولت، لكن النتيجة التى أرعبتهم أوضحت بعد نهاية الاختبار أن عدد الوحوش البشرية الذين أطاعوا الأوامر ومضوا يصعقون الممثل دون أن يعرفوا حقيقته حتى درجة 450 فولت كانوا 65 بالمائة من عدد المشاركين!.. فعلوا هذا وهم يتصورون أن ضغطتهم على الزر توجه صعقة حقيقية دون أن يبالوا بأن الشخص الآخر ضعيف القلب ودون أن تؤثر فيهم استغاثاته. كان المشاركون من كل الأعمار والفئات، ويتدرجون بين مَن أنهى تعليمه الثانوى حتى الحاصل على الدكتوراه، والعجيب أنهم فى غالبيتهم رضخوا لأوامر المشرف، وقلة منهم فقط مَن رفضت الاستمرار، وطلبت إنهاء الاختبار.

وفى تصورى أن القلة التى رفضت إكمال التجربة هم أجداد المتظاهرين الذين خرجوا فى المظاهرة المليونية بواشنطن الأسبوع الماضى تنديدًا بالعدوان الإسرائيلى الهمجى ضد غزة، كما أن الذين أكملوا التجربة وصعقوا شخصًا وهم يعلمون أن قلبه ضعيف هم أجداد الساسة ورجال الكونجرس غلاظ القلوب، الذين يرفضون وقف العدوان رغم علمهم بأن معظم الضحايا من الأطفال. للأسف، تعبر نسبة الخمسة وستين بالمائة الخاصة بالتجربة عن النسبة التقديرية للمجرمين فى هذه المجتمعات.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أغلبية مجرمة أغلبية مجرمة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا
 العرب اليوم - زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab