مواقف دولية فاحشة

مواقف دولية فاحشة

مواقف دولية فاحشة

 العرب اليوم -

مواقف دولية فاحشة

بقلم - أسامة غريب

إن قصف إسرائيل للمستشفيات والمنشآت المدنية ليس خبرًا مستغربًا بالنسبة لنا، فلقد عشنا مثل هذا عندما قصف الطيران الإسرائيلى مدرسة بحر البقر الإبتدائية ومصنع أبو زعبل، وعاشه السوريون واللبنانيون ناهيك عن الفلسطينيين الذين يتجرعون السم الإسرائيلى يوميًا. لكن الغريب أن الرئيس الأمريكى بايدن وأصدقاءه فى تل أبيب يريدون أن يحرمونا حقنا فى إدانة تدمير المستشفى المعمدانى على رؤوس المرضى، وحقنا فى أن يعرف العالم طبيعة العدوان الذى يتعرض له الفلسطينيون، ومن هذا قيام بايدن بإصدار تصريح يبرئ فيه المعتدين من جريمتهم وينسب تدمير المستشفى للفلسطينيين أنفسهم!.

لقد أثارت كذبة بايدن- قبل أيام، عندما زعم ذبح المقاومين الفلسطينيين لأطفال إسرائيليين- دهشة الناس من هذه المقدرة على الافتراء، ومع ذلك فإن الرئيس الأمريكى، الذى اعتاد أن يصافح الهواء وأن يحتضن أشخاصًا لا وجود لهم، آثر أن يتحفنا بالكذبة الجديدة بشأن الصاروخ الفلسطينى الذى أخطأ وأصاب المستشفى فى غزة. لم يأبه الرجل للخبر الذى نشرته النيويورك تايمز وقالت فيه إن القنبلة التى سقطت فأبادت مئات من المرضى والطاقم الطبى والأهالى هى قنبلة أمريكية تزن طنًا كاملًا من المتفجرات.

والحقيقة أن تفنيد الكذبة لا يحتاج إلى خبر من النيويورك تايمز، فنحن لا نذيع سرًا إذا قلنا إن الفلسطينيين أطلقوا منذ بداية طوفان الأقصى نحو ستة آلاف صاروخ كانت نتيجتها رمزية للغاية، إذ أحدثوا بعض الحرائق البسيطة، حيث سقطوا، كما أدوا لبعض الإصابات البشرية، أما هذه الضربة التى حولت المستشفى إلى أطلال ودفنت من كانوا بالداخل أو بالقرب منها، فهو سلاح خطير لا يملكه الفلسطينيون، ولو كانت صواريخهم فعالة بهذا الشكل لأدت آلاف صواريخهم التى أطلقوها إلى اعتبار إسرائيل فى خبر كان.

إن الحضور الأمريكى الطاغى فى المشهد العدوانى لا يدل على مؤازرة إسرائيل فقط، فالأخيرة لا تحتاج لكل هذا الدعم فى مواجهة غزة المحاصرة، وإنما يدافعون عن مشروع استثمروا فيه كثيرًا ويخشون من سقوطه أو تعثره، ولعل الرسالة التى أبلغوها للمندوب الإيرانى فى مجلس الأمن وتتضمن تحذير طهران من المشاركة أو دعم حزب الله لخوض المعركة تشى بالكثير، فقد أكدوا أن حزب الله لن يواجه إسرائيل فى هذه الحالة، وإنما سيواجه الجيش الأمريكى بعد أن انتشرت حاملات طائراته وقطعه البحرية فى المنطقة. الانزعاج الأمريكى حقيقى، والرغبة فى استغلال الموقف لتهجير الفلسطينيين والدفع بهم فى اتجاه مصر هى رغبة عارمة، والآلة الحربية والدعائية لواشنطن تعمل بكامل طاقتها حتى إن نتنياهو قد أخذ جانبًا وأفسح المجال لبلينكن وبايدن ليتخذا القرارات باسم إسرائيل ويتحدثا باسمها. ومن هنا فإن الولايات المتحدة لا تصلح وسيطًا للوصول بالموقف الحالى إلى بر السلامة، وعلى العرب أن يعتمدوا على أنفسهم إلى جانب الدول القليلة التى لم تعلن مواقف فاحشة فى مساندة العدوان!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواقف دولية فاحشة مواقف دولية فاحشة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:03 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان

GMT 12:05 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

انفجار قنبلة وسط العاصمة السورية دمشق

GMT 02:41 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

ترامب والأردن... واللاءات المفيدة!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab