الفلسطينيون بين زمنين رديء وأردأ

الفلسطينيون بين زمنين: رديء وأردأ

الفلسطينيون بين زمنين: رديء وأردأ

 العرب اليوم -

الفلسطينيون بين زمنين رديء وأردأ

عريب الرنتاوي

في الوقت الذي تتعاظم فيه حملة المقاطعة الدولية لإسرائيل، وتكسب فيه حركة   “BDS” مواقع جديدة، تتكثف الاتصالات العربية – الإسرائيلية، رسمياً خلف الأبواب المغلقة، و”شعبياً” على الملأ وأمام عدسات الإعلام، في واحدة من أوسع عمليات الاستجداء، “التوسل والتسول” على حد تعبير وزير الخارجية القطري السابق، لاقناع إسرائيل بقبول مبادرة السلام العربية التي مضى على إقرارها في بيروت أكثر من ثلاثة عشر عاماً، عملت خلالها إسرائيل على إحداث تغييرات جوهرية على خرائط “الأمر الواقع” في الضفة والقدس، وبصورة تجعل من قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، حلماً بعيد المراد.

الكنسيت الإسرائيلية تعقد اجتماعاً طارئاً إثر القرار الذي اتخذه الاتحاد الوطني لطلبة بريطانيا بمقاطعة إسرائيل ... مئات الكتاب والفنانين والأكاديميين، في عموم أرجاء القارة، يجاهرون بمقاطعتهم لدولة الاستيطان والتمييز العنصري ... برلمانات أوروبا تنتفض في أوسع تظاهرة اعتراف رمزية بدولة فلسطين المستقلة، السويد ومن بعدها الفاتيكان، يقودان الكنيسة والعالم الغربي إلى الاعتراف الرسمي بالدولة، وإسرائيل تناقش لأول مرة، وكما لم يحصل منذ قيامها، خطر “نزع الشرعية” عنها وفرض أطواق العزلة من حولها.

إسرائيل لا تجد غضاضة في الاستماع إلى “التمنيات العربية” بخصوص المبادرة، خصوصاً وأنها لا تعيق مسارات التطبيع العلني والسري الجارية على قدم وساق بينها وبين عدد من “دول الاعتدال العربي” ... نتنياهو الذي يصر في السر والعلن على رفض “الدولة” و”العودة” و”تقسيم العاصمة الأبدية الموحدة”، خاض ثلاث حملات انتخابية، وفاز فيها جميعها، تحت شعار “الخطر الإيراني أولاً”، مروجاً لمساحات واسعة من التوافق مع “العالم العربي السني” حول هذه النقطة، مضيفاً إليها بالطبع حديثاً ملتبساً عن خطر الإرهاب الذي يوحد الجميع، وهو يقصد بالطبع، إرهاب حزب الله وحركة حماس ... وفيما عربٌ كثر يؤيدونه في تصنيف الحزب كحركة إرهابية، لأسباب مذهبية ودوافع إيرانية، إلا أنهم لا يشاطرونه الرأي تماماً حيال حركة حماس، التي يمكن أن “تخدم” في الحرب على إيران وهلالها وأقواسها.

ولقد لوحظ أن وتيرة التعاون والتنسيق، المُضمر أساساً، فما هو معلن منها ليس سوى الرأس الظاهر من جبل الجليد، ارتفعت مؤخراً على خلفية “الإحباط المشترك” من المواقف الأمريكية ... نتنياهو وبعض العرب، كانوا يأملون بإقدام باراك أوباما على استعادة سيرة سلفه، والدخول في حرب ثالثة، ضد إيران هذه المرة .

.. والطرفان، لم يبديا أي ترحيب على الإطلاق بتردد أوباما في قصف دمشق وتدمير الجيش والدولة السوريين، وهما ينظران بقليل من الحماسة، لما يجري في العراق، خصوصاً في ظل “التعامل الأمريكي الرخو” مع حكومة حيدر العبادي ... إلى أن جاءت أزمة اليمن، فتقاربت المواقف أكثر في القلق من طهران والانزعاج من واشنطن.

على أية حال، يعرف بعض القادة العرب المهجوسين بإيران ودورها الإقليمي المتعاظم، أن كل حديث لهم عن القضية الفلسطينية، لم يعد يؤخذ على محمل الجد، فهم منصرفون إلى أولويات أخرى، حتى أن إسرائيل التي طالما قلقت من تسلح هؤلاء، باتت تدعم تسليح بعض الدول العربية بأسلحة نوعية متطورة، طالما أنها باتت على ثقة بأن فوهات هذه الأسلحة ووجهتها، ستكون صوب إيران شرقاً لا صوب إسرائيل غرباً ...
 
وإسرائيل باتت على يقين بأن كل ما يقال عن “مبادرة السلام العربية” ليس سوى نوع من “ذر الرماد” و”إبراء الذمة” لا أكثر ولا أقل ... ولهذا نجد إسرائيل، ماضية في مشاريع التهويد والاستيطان والعدوان، بل وماضية في إطلاق التأكيدات العلنية على صحة وصدقية مواقفها المتعنتة من مبادرة بيروت، وقبل أيام كان هناك في تل أبيب من يقول: أنظروا إلى سوريا، ألم يكن موقفنا برفض الانسحاب من الجولان صائباً، وما الذي كنا سنجنيه لو أننا أخذنا بشعار “الأرض مقابل السلام”؟

المفارقة أن إسرائيل لم تعد “عدواً” بالنسبة لعدد متزايد من الدول التي لم توقع سلاماً ولم تدشن علاقات دبلوماسية معلنة معها... وهي “عدو مؤجل” حتى إشعار آخر بالنسبة لحملة رايات الجهاد والخلافة والإمارة و”حكم الشريعة” ... أما ما كان يُعرف يوماً بـ “محور المقاومة والممانعة” فقد انصرف لمعارك الدفاع عن النفس و”حماية الظهر” والحفاظ على السلطة، من غزة حتى جسر الشغور وانتهاء بالقلمون.

مسكين أبو مازن، ومسكينة هي السلطة (الحيطة الواطية)، التي لم تعتد تمتلك حتى قرار “حل نفسها”، برغم التهديدات والتلويحات المتكررة التي تصدر عن قادتها ... وسيتعين على الفلسطينيين – على ما يبدو – أن يتنقّلوا ما بين زمن عربي رديء وآخر أردأ منه.

arabstoday

GMT 12:10 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

عند الصباح: «حَيدروش»

GMT 12:08 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مصر واليونان وقبرص.. وتركيا

GMT 11:58 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

حفظ كرامة العمال الوافدين أولوية!

GMT 11:56 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

عند الصباح: «حَيدروش»

GMT 11:54 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

ساركوزي في قفص القذافي

GMT 11:51 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

نعم يا سِتّ فاهمة... الله للجميع

GMT 11:41 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

المجتمعات المعنفة!

GMT 11:25 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

ثورة الاتصالات والضحايا السعداء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطينيون بين زمنين رديء وأردأ الفلسطينيون بين زمنين رديء وأردأ



أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ العرب اليوم

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 العرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 06:57 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 العرب اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 11:03 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

فئرانُ مذعورة!

GMT 14:28 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

الجيش السوداني يتقدم في عدة محاور قرب ود مدني

GMT 13:22 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

GMT 16:45 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مايكروستراتيجي تواصل زيادة حيازاتها من البيتكوين

GMT 16:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

غارات جوية تستهدف موانئ نفطية ومحطات طاقة في اليمن

GMT 04:09 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

22 شهيدا في غزة وانصهار الجثث جراء كمية المتفجرات

GMT 14:46 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

نونو سانتو أفضل مدرب فى شهر ديسمبر بالدوري الإنجليزي

GMT 04:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مقتل 6 أشخاص وإصابة اثنين بغارة إسرائيلية جنوب لبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab