بابا نويل الأمريكي وموسم «جوائز الترضية»

بابا نويل الأمريكي وموسم «جوائز الترضية»

بابا نويل الأمريكي وموسم «جوائز الترضية»

 العرب اليوم -

بابا نويل الأمريكي وموسم «جوائز الترضية»

عريب الرنتاوي

دولتان اقليميتان تصدرتا صفوف المعارضة الإقليمية لمفاوضات إيران مع مجموعة “5 +1”، وسعتا بأقصى ما تمتلكان من أوراق قوة وتأثير، لقطع الطريق على فرص التوصل إلى اتفاق يبقي لإيران برنامجها النووي، وإن بقيود ومحددات صارمة، تبعده عن حافة انتاج القنبلة.
لكل من الطرفين أسبابه ... السعودية تخشى دور إيران الإقليمي أكثر من خشيتها لقنبلتها النووية ... هي تعرف أن طهران لن تقوى على استخدامها، وإلا كان خطأها الأخير، وهي قادرة في المقابل على الإتيان بمثلها، جاهزة ومسبقة الصنع، ومن الحليف السنّي القوي: الباكستان، وكثير من المصادر كشفت على أية حال، أن ثمة اتفاقات سعودية – باكستانية قديمة، جرى تفعيلها ونفض الغبار عنها مؤخراً، تقضي بتمويل السعودية للقنبلة النووية الإسلامية السنيّة، نظير استعداد الباكستان لتسليم السعودية بعضاً من مخزونها إن اقتضت الضرورة ذلك، علماً بأن المملكة تتوفر على أدوات “نقل القنبلة” من منظومة صاروخية وطائرات متطورة.
إسرائيل تبالي أكثر بالقنبلة والاستخدامات العسكرية للبرنامج النووي الإيراني، وهي وإن عبرت عن انزعاجها مرات عديدة من توسع الدور الإقليمي لطهران، إلا أن مركز العصب في التفكير الإسرائيلي هو القنبلة في المقام الأول، ولهذا رأينها تضرب في كل اتجاه، لا لتجريد إيران من القدرة على انتاجها، بل ولتدمير مقدراتها النووية بالكامل، من علماء وبنى تحتية ومختبرات أبحاث إلى غير ما هنالك.
في سياق “عاصفة الحزم”، والتي اندلعت قبل أيام قلائل من الموعد النهائي لمفاوضات طهران مع الغرب والمجتمع الدولي، قيل إن الدعم الأمريكي للقرار السعودي إنما يندرج في سياق محاولة لطمأنة السعودية لدورها الإقليمي الذي تسعى في إعادة ترميمه في مواجهة التمدد الإيراني في الإقليم .... قيل إن المباحثات حول الضربة العسكرية السعودية للحوثيين في اليمن، سابقة لزحف الحوثيين إلى عدن وهرب الرئيس منصور عبد ربه هادي ... قيل إن “الاتفاق” بشأنها تم في أثناء زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف لواشنطن في كانون الأول/ ديسمبر الفائت ... عادل الجبير كشف عن مفاوضات سابقة وممتدة لأشهر بين المملكة والولايات المتحدة بهذا الصدد.
هل هي “جائزة” ترضية تقدمها الولايات المتحدة، لواحدة من أهم الدول الحليفة لها في المنطقة، زعيمة المعسكر السنّي الذي يسمى عادة بمعسكر الاعتدال ... هل هي الثمن الذي يتعين على واشنطن دفعه نظير ضمان قدرتها على تسويغ الاتفاق مع طهران وتسويقه؟ ... المشهد بما يحيط به من ظروف وملابسات، يسمح بمثل هذا التفسير، كما أنه يسمح بافتراض أن المفاوض الأمريكي بحاجة لممارسة ضغط على نظيره الإيراني، وإن من باب “قرصة الأذن”، لكي يحصّل في لوزان، ثمن ما يجري في صنعاء وصعدة.
تدرك واشنطن عواقب “عاصفة الحزم” على مجريات الحرب على الإرهاب، هي تعرف بلا شك، أن هذه العاصفة هبطت برداً وسلاماً على القاعدة والنصرة وداعش وجيش الإسلام وأحرار الشام والسلفيين والإخوان المسلمين ... لكنها مع ذلك ذهبت في هذا الاتجاه، وأعطت الضوء الأخضر لها، من دون أن تنسى التذكير بأولوية الحل السياسي والحوار بين الأطراف، ومن دون أن تنسى التأكيد على أن مشاركتها في “العاصفة” ليست أكثر من لوجستية واستخبارية ... البعض يعتقد، أن تطوراً في الموقف الأمريكي من الحرب على اليمن سيطرأ بعد توقيع الاتفاق مع طهران، وأن عودة واشنطن لإعادة الاعتبار لأولوية الحرب على الإرهاب، قد لا تبدو بعيدة.
ثمة سؤال يقفر بقوة إلى الأذهان ويطرح نفسه بإلحاح: إذا كانت عملية “عاصفة الحزم” هي جائزة الترضية الأمريكية للحليف العربي – السنّي، فما هي الجائزة التي سيقدمها “بابا نويل” لحليفه الإسرائيلي –اليميني، المعترض بقوة على المفاوضات في لوزان والاتفاق المحتمل ... من أي “كيس” سوف تغرف الإدارة لمنح نتنياهو ثمن صمته وسكوته، أو حتى تواطئه مع المسعى الأمريكي لتوقيع الاتفاق وتسويقه.
أغلب الظن، أن “جائزة الترضية” التي سيطالب بها نتنياهو ستكون من “كيس” الفلسطينيين، من حقوهم في العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ... ستكون في دفن حل الدولتين واقعياً، حتى وإن استمر الحديث عنه لفظياً ... ستكون في انتهاج سياسة أمريكية أقل اعتراضاً على التوسع الاستعماري – الاستيطاني الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية.
وثمة حجج جاهزة، تقبع في جعبة نتنياهو لمواجهة أية محاولة أمريكية لتحريك مسار المفاوضات وحل الدولتين: إسرائيل لا تتحمل ضربتين موجعتين في رأسها، دفعة واحدة، ومن أقرب حليف لها ... إيران نووية، وفلسطين دولة مستقلة .... وسيكون هناك سجال، بدأ بالفعل ولن ينتهي، لمواجهة أية محاولة أمريكية لإحياء حل الدولتين.
موسم جوائز الترضية بدأ، والأرجح أن بازارها سيفتتح صبيحة اليوم التالي لتوقيع الاتفاق.

arabstoday

GMT 06:25 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 06:24 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 06:22 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 06:21 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 06:17 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

محفوظ والعقاد في عيون فيفي وشكوكو

GMT 06:16 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 06:14 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

معركة مصالح دولية وإقليمية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بابا نويل الأمريكي وموسم «جوائز الترضية» بابا نويل الأمريكي وموسم «جوائز الترضية»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab