حظر الحركة الإسلامية فــي إسـرائيـــل لماذا وماذا بعد

حظر الحركة الإسلامية فــي إسـرائيـــل... لماذا وماذا بعد؟

حظر الحركة الإسلامية فــي إسـرائيـــل... لماذا وماذا بعد؟

 العرب اليوم -

حظر الحركة الإسلامية فــي إسـرائيـــل لماذا وماذا بعد

عريب الرنتاوي

أخطأت إسرائيل بحظرها الحركة الإسلامية الشمالية (إخوان الـ 48) برئاسة الشيخ رائد صلاح، فالقرار سيدفع الحركة ونشطائها للعمل “تحت الأرض”، وسيغذي اتجاهات “التطرف” في أوساطها، وسيوفر للأصوات الأكثر تشدداً في المجتمع الفلسطيني، الفرصة لإعلان سقوط كافة الخيارات السلمية والشعبية في التصدي للاحتلال، والذهاب إلى خيارات عنيفة ومسلحة.

القرار الذي قوبل بالتحفظ من قبل أوساط إسرائيلية عديدة (ليس حباً بالحركة الإسلامية وإنما جزعاً مما يمكن أن يترتب عليه)، جاء على خلفية الدور الذي لعبته الحركة وشيخها، وما زالا يلعبانه في الدفاع عن المسجد الأقصى والتصدي للانتهاكات المتعاقبة التي تقوم بها سلطات الاحتلال وقطعان المستوطنيين للحرم الشريف، وهنا يجدر التوقف أمام مسؤولية الحركة، كما تراها المؤسسة الأمنية والسياسية في إسرائيل، عن ظاهرة “المرابطين والمرابطات” في المسجد الأقصى، والذين نجحوا في جعل مهمة المتدينين والمستوطنين الإسرائيليين، صعبة للغاية.

إسرائيل بقرارها إخراج الحركة الإسلامية عن القانون، تأمل أن يفضي ذلك إلى “كسر” ظاهرة المرابطين وبالأخص المرابطات في الأقصى ... وهي الظاهرة التي أزعجت حقيقة السلطات الإسرائيلية، وباتت مصدر إلهام للعديد من الناشطين والناشطات في المجتمع الفلسطيني، بل وفي العالمين العربي والإسلامي على حد سواء .... لكن تقديرات مختلف المراقبين، تذهب في اتجاه مغاير، وترجح احتمالات التصعيد على احتمال استعادة الهدوء والسيطرة.

والحقيقة أن ظاهرة المرابطين والمرابطات، تبدو أقرب للظاهرة العفوية منها إلى الظاهرة المنظمة، صحيح أن الحركة الإسلامية، شجعت الظاهرة واحتضنتها، إلا أن الصحيح كذلك، أن هذه الظاهرة تعبر عن تفاقم موجة الغضب والاحتجاج في أوساط الفلسطينيين، الشباب منهم بشكل خاص، وهي مرشحة للاستمرار لأن “المتطوعين” لأداء هذا الدور، إنما يفعلون ذلك لأسباب ودوافع وطنية ودينية، وهم ليسوا “ثلة من المأجورين” كما يسعى الإعلام الإسرائيلي في تصويرهم، وفي مسعى لا تخفى دوافعه على أحد، لـ “شيطنة” هؤلاء وتصوريهم كمرتزقة وعاطلين عن العمل.

ثم، ان المرابطين والمرابطات، لا ينتمون فقط إلى الحركة الإسلامية الشمالية، وربما تكون قلة قليلة منهم، على ارتباط تنظيمي أو حتى “عقائدي” مع الحركة ... فهناك مجموعات من المرابطين توالي حزب التحرير الإسلامي المحظور ... وهناك مجموعات وطنية، تنتمي لفصائل وطنية فلسطينية، وهناك أفراد ونشطاء لا تربطهم بأية جهة من هذه الجهات، أية روابط.

إسرائيل كما يقول خبراؤها، تأخذ على الحركة الإسلامية، أنها تخطت الحدود، وعملت على “تجنيد” شباب وشابات من المناطق الفلسطينية المحتلة عام 67، وأنها قد تكون فكرت في “التجسير” بين فلسطيني الاحتلالين القديم في 48 والجديد في 67، كما تأخذ إسرائيل على الحركة أنها، ومن مرجعيتها الإخوانية، ترتبط بعلاقات تنسيق وثيقة مع حركة حماس، الأمر الذي يسهم في صب مزيد من الزيوت الساخنة على نار المواجهة الدامية التي انطلقت من الأقصى وانتشرت في معظم المناطق والتجمعات الفلسطينية، ليبلغ صداها بعض العواصم العربية والإسلامية.

لا شيء من هذا سيتغير بعد الإعلان عن حظر الحركة الإسرائيلية ... فالشعب الفلسطيني أظهر في كل مناسبة، تمسكه بهويته ووحدته، وبرغم انقسام فصائله إلا أن “الهبّة الشعبية” الفلسطينية الراهنة، كشف عن عمق الصلات والوشائج التي تربط الفلسطينيين في مجتمعاتهم المختلفة ... والإخوان المسلمون الفلسطينيون، كبقية التيارات السياسية والفكرية، لا يعترفون بالحدود والحواجز الأمنية والجغرافية والسياسية التي تباعد ما بين تجمعاتهم ... والمؤكد أن خطاب الحركة الإسلامية، سيظل يجد من يردده في القدس والضفة وقطاع غزة، بصرف النظر عمّا إذا كان عضواً في الحركة أو ناشطاً في حماس، أو كادراً في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن.

والخلاصة أن الشيخ رائد صلاح وحركته الإسلامية، ما كان لهما أن يلعبا هذه الدور المتزايد في القدس والحرم الشريف، إلا بعد أن نجحت إسرائيل في “عزل” المدينة عن عمقها الفلسطيني في الضفة الغربية، وتحديداً بعد انتفاضة النفق ولاحقاً انتفاضة الأقصى ... الحركة الإسلامية ملأت الفراغ الذي خلفته مؤسسات منظمة التحرير المحظورة في المدينة، وأهمها “بيت الشرق” ... ورائد صلاح كان “البديل الإسلامي” لفيصل الحسيني، الذي حظرت القيادة الإسرائيلية دوره المرجعي في قيادة المقدسيين ... ولا ندري بعد حظر رائد صلاح والحركة، ما البديل الذي يمكن أن ننتظره في قادمات الأيام، بيد أن وجهة تطور الأحداث في فلسطين والمنطقة، تجعل من السهل التنبؤ بهويته ومرجعياته.

arabstoday

GMT 08:48 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

الإنسانية لا تتجزأ….

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 01:31 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ممَّ يخاف كارل غوستاف؟

GMT 01:27 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

نهاية الحروب اللبنانية مع إسرائيل

GMT 01:24 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

مسألة «الصراع» و«القضيّة» اليوم!

GMT 01:21 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

هم يحيون بالتطرف... لا يستخدمونه فقط

GMT 01:18 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

لبنان العربي وعودة الدولة

GMT 01:15 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

قراءة في معاني انتخاب رئيس لبنان الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حظر الحركة الإسلامية فــي إسـرائيـــل لماذا وماذا بعد حظر الحركة الإسلامية فــي إسـرائيـــل لماذا وماذا بعد



أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ العرب اليوم

GMT 11:18 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

آسر ياسين يكشف عن مشروعه الجديد لـ دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - آسر ياسين يكشف عن مشروعه الجديد لـ دراما رمضان 2025

GMT 01:12 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ماذا يحدث في السودان؟

GMT 14:28 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

الجيش السوداني يتقدم في عدة محاور قرب ود مدني

GMT 11:51 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

نعم يا سِتّ فاهمة... الله للجميع

GMT 11:03 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

فئرانُ مذعورة!

GMT 14:39 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

زلزال شدته 4.2 درجة يهز شمال أفغانستان

GMT 14:59 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

إنتر ميلان يخطط للتعاقد مع دوناروما فى الصيف

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab