«داعش» تقاتل أربعة جيوش  وتنتصـر عليها

«داعش» تقاتل أربعة جيوش ... وتنتصـر عليها؟!

«داعش» تقاتل أربعة جيوش ... وتنتصـر عليها؟!

 العرب اليوم -

«داعش» تقاتل أربعة جيوش  وتنتصـر عليها

عريب الرنتاوي

هي تجربة غير مسبوقة على الإطلاق، لا في التاريخ القديم ولا الجديد ... تنظيم يحارب في ثلاث دول وعلى عشرات الجبهات ... يشتبك مع أربعة جيوش، وينتصر عليها، أو على الأقل، يمنعها من تحقيق انتصار عليه ... وإلى جانب الجيوش النظامية الأربعة، يقف “التنظيم” في مواجهة عشرات المنظمات والجماعات والأحزاب والعشائر والطوائف، وينجح في تفكيكها وتدميرها وتهجيرها ... أية قوة هذه؟، وأين سيصدّر “التنظيم” فائق قوته في الأيام والأسابيع القادمة؟

هو “داعش” إذا، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، يقاتل في كل من سوريا والعراق ولبنان، ألحق هزيمة نكراء ملؤها الخزي والعار، بأربعة فرق عسكرية نظامية، وهو يتقدم باضطراد، ويحقق في كل يومٍ مكاسب جديدة، برغم الانتصارات التلفزيونية التي تصدر عن بغداد ولم تؤيد الوقائع على الأرض، أياً منها.

هو “داعش”، الذي لم يسمح للأكراد بأن يستمرئوا حالة الزهو والابتهاج بهزيمة الجيش العراقي، فهاجمهم في عقر إقليمهم، ونغّص عليهم لحظة الإحساس بالتفوق و”الشماتة”... وها هو اليوم يشتبك مع “حامية أربيل” ويستولي على سد الموصل الاستراتيجي، ويجتاح شمال نينوى مهجراً المسيحيين والأزيديين والشبك والتركمان ... ولا ندري ما إن كانت غارات سلاح الجو الأمريكي، ستكون كافية وفعّالة في منع تقدمه أو فرض التراجع عليه.

وهو “”داعش” الذي سبق له أن نغّص على الرئيس الأسد فرحته بأداء اليمين لولاية ثلاثة، إذ منذ تلك الوقفة أمام مجلس النواب وأعيان الدولة والحزب والمجتمع قبل ثلاثة أسابيع، نجح التنظيم في قتل أكثر من ألفي جندي سوري نظامي وشبه نظامي، في أول مواجهات واسعة النطاق بين النظام و”التنظيم”، كما نجح في توسيع رقعة سيطرته على الرقة ودير الزور، وانتقال معاركه إلى ريف حماة وريف دمشق وريف درعا، وأحسب أن معارك سوريا الأشد ضراوة، لمّا تأت بعد، فالآتي أعظم.

وهو “داعش” الذي سيطر مع ثلة من الفصائل والكتائب التي على صورته وشاكلته، على مدينة عرسال وجرودها في بقاع لبنان، وعلى امتداد مساحة قد تصل إلى 500 كيلومتر مربع، قتل من قتل من عناصر الجيش والدرك والأمن العام، وعاد بمن عاد من أسرى ورهائن ومفقودين، في صفقة غامضة ومُذلّة، هي أقرب لهزيمة الجيش والدولة منها إلى أي شيء آخر، لن تخفف من مذاقها المر، وعود الدعم والتسليح وملايين الدولارات..

هل هي قوة “داعش” أم هشاشة الجيوش والدول والمجتمعات التي يقاتلها ويقاتل عليها؟ ... أم هي الأمران معاً؟ ... هل بات ممكنا تصور سيناريو إلحاق الهزيمة بـ “داعش”، كيف ومتى ومن سيقوم بهذه “المغامرة”؟ ... هل يمكن هزيمة “داعش” قطرياً أو وطنياً، أم أن الأمر بات بحاجة لإطار إقليمي عابر للحدود والطوائف والمذاهب والحساسيات، لمجابهة الطوفان الذي يأخذ كل ما في طريقه ومن في طريقه؟ ... أسئلة وتساؤلات لم نعد نجرؤ على اقتراح الأجوبة الشافية عليها.

الأخطر من ذلك كله، أننا لم نعد نعرف الوجهة التالية، الهدف التالي، للتنظيم و”الخلافة”؟ ... فلا أحد كان يتصور بأن داعش ذاهبة إلى اجتياح الإقليم الكردي، ولطالما قلنا وقال غيرنا أن “داعش” تتحاشى الاصطدام بالإقليم والمناطق الكردية، وكانت لدينا صورة عن “البيشمركة”، غير تلك التي تكشفت عنها معاركها مع داعش، ليتبين لنا أن المليشيا الكردية لا تختلف في مبناها وعزيمتها وتدريبها عن الجيش العراقي، وهي المفاجأة العراقية الثانية في أقل من ثلاثة أشهر، بعد مفاجأة الموصل وانهيار الجيش العراقي في المحافظات السنيّة؟ ... ما حصل من معارك في سوريا والخسائر التي مني بها النظام في الأرواح والمواقع والمناطق، لم يكن مفاجئاً، ولسنا قادرين بعد على إعطاء تقييم أدق لما قد يأتي من معارك ... أما معركة عرسال، فلم نر فيها في حينه، سوى “بروفة” لمعركة طرابلس والشمال اللبناني، وهو ما عاد المسؤولون اللبنانيون يتحدثون عنه وإن بعد طول انتظار وتأخير.

هل تتجه “داعش” شمالاً صوب تركيا ... ثمة شواهد تستبعد هذا السيناريو، وتستند في ذلك إلى وجود علاقات “تبادل منافع ومخاوف” بين أنقرة و”دولة الخلافة” ... أنقرة صمتت عن احتجاز دبلوماسيي قنصلية الموصل الذي سقطوا منذ أكثر من شهرين في قبضة “داعش” ... “داعش” التي هدمت جميع المقامات وقبور الأنبياء والأولياء، وقفت صامتة أمام مقام “سليمان شاه”، جد مؤسسة الامبراطورية العثمانية... “داعش” تبيع نفطها إلى تركيا عبر شبكات معقدة من طرق التهريب، بمعرفة السلطات إن لم نقل بتواطؤها وتشجيعها، وتستقبل عبر خطوط التهريب ذاتها، مئات وآلاف المقاتلين من شتى أرجاء العالم...ماذا يجري بين داعش وأنقرة؟ لا أحد يعرف.

أين ستكون الضربة التالية لـ “داعش”؟ ... في أربيل والسليمانية ودهوك، أم على جبهة حلب وأريافها؟ ... هل ستذهب إلى فتح معركة طرابلس وشمال لبنان؟ ... هل ستقاتل على جميع هذه الجبهات دفعة واحدة، كما تفعل الآن؟ وإلى متى؟ .

لغز “داعش” سيظل حتى إشعار آخر، عصياً على الحل والتفكيك، لكن المؤكد أن المعركة معها ستطول وتطول كثيراً ... أما النصر عليها، فبات فوق طاقة “الدولة الوطنية”، بات بحاجة لإطار من التعاون الأمني والعسكري الإقليمي، المدعوم بمظلة دولية سياسية وعسكرية صلبة ومتماسكة.

arabstoday

GMT 07:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

زحام إمبراطوريات

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 07:15 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ما بعد وقف إطلاق النار؟

GMT 07:12 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا وراء موقف واشنطن في حلب؟

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أزمة ليبيا باقية وتتمدد

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ليس نصراً ولا هزيمة إنما دروس للمستقبل

GMT 06:46 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد

GMT 06:44 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

السينما بين القطط والبشر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» تقاتل أربعة جيوش  وتنتصـر عليها «داعش» تقاتل أربعة جيوش  وتنتصـر عليها



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 05:56 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

تدمير التاريخ

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 17:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يحاول استعادة بلدات في حماة

GMT 06:19 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

اللا نصر واللا هزيمة فى حرب لبنان!

GMT 02:32 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا تعلن عن طرح عملة جديدة يبدأ التداول بها في 2025

GMT 08:33 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي

GMT 20:57 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab