ست تجارب وأربع حقائق

ست تجارب... وأربع حقائق

ست تجارب... وأربع حقائق

 العرب اليوم -

ست تجارب وأربع حقائق

عريب الرنتاوي

وفرت وقائع الأزمة المصرية، وسلوك الإخوان قبل وبعد "عزل" الرئيس محمد مرسي، الفرصة لمراجعة مواقف الإخوان وإعادة النظر في سلوكهم في عدد من الدول والمجتمعات العربية خلال السنوات العشر الفائتة (العراق، غزة، ليبيا، سوريا، تركيا وسوريا) ... ليتضح أن ثمة فجوة غائرة بين ظاهر الخطاب وباطنه، وأن الجماعة تختزن منسوباً عنفياً مثيراً للقلق، وأنها في سبيل الوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها، مستعدة لإراقة الدماء والاستقواء بالأجنبي ومد يد التعاون مع "السلفية الجهادية". بعد ساعات من "عزل مرسي"، روّجت الجماعة أخباراً عن انشقاقات داخل قيادات الجيش المصري، و"تيار عريض" من ضباطه، يقفون بالمرصاد ضد السيسي و"انقلابه العسكري" ... وضجت منصة رابعة العدوية بالخطابات التحريضية ضد الجيش التي تحث على "التمرد" و"عدم إطاعة الأوامر" ... واستقبل الميدان ذاته، وبصيحات الله أكبر، من أسموه الضابط المنشق عن "الداخلية"، في لحظة تستحضر صورة "رياض الأسعد" ونواة الجيش السوري الحر ... ثم تتالت بعد ذلك المواقف والبيانات والفتاوى، من إخوان مصر وإخوانهم في الدول العربية، التي تحرض على الجيش المصري وتحث على تقسيمه وتفكيكه، بل و"تشرعن" التعرض لضباطه وجنوده ومراكزه، وبصورة تجعل من "إرهاب سيناء" أداة من الأدوات المشروعة للعودة إلى الحكم. هذه هي الوجهة العامة لمواقف الإخوان وتصريحاتها وفتاوى شيوخهم، التي تخللها بالطبع، بعض التصريحات الخجولة التي يجهد أصحابها في حفظ "خط الرجعة" والإبقاء على "شعرة معاوية" مع المؤسسة العسكرية وبقية مؤسسات الدولة ومكونات المجتمع ... لكن لحظة غضب الإخوان وانفعالهم، أتاحت لنا التعرف، ودفعة واحدة، على "مكنونات" ما يجري في صفوف وعقول قادة "التنظيم الحديدي" و"الخاص"، والعقلية الميليشياوية المزروعة عميقاً في وعي و"لاوعي" الجماعة. الحدث المصري بسلميته، فتّح أعيننا على أحداث الأمس القريب، لتتبع موقع "العنف" في خطاب الجماعة وتفكيرها ... ونبدأ بالعراق، حيث اصطف إخوانه خلف بول بريمر وعادوا إليه على ظهور دبابات الغزو الأمريكي، وتحالفت تيارات منهم مع "القاعدة" في مواجهة خصومهم في الحكم الجديد، وليس في مواجهة الأمريكان ... هذا يحدث الآن في سيناء، حيث تتكشف بعض وقائع "زواج المتعة" بين الإخوان والسلفية الجهادية ... أما في القاهرة، فالتقارير عن "العلاقة الغرامية" بين آن باترسون وقيادات الإخوان تزكم الأنوف، فضلاً عن التلويح بالعنف والشهادة وبذل الأرواح والدماء، الذي بات زاداً يومياً لمتحدثي "النهضة" و"رابعة العدوية". في ليبيا بعد ذلك، لم تختلف المواقف والتحالفات والأدوات التي اتخذها وانتهجها واستخدمها إخوان ليبيا في صراعهم مع القذافي ... مروراً بغزة وحكاية "الحسم/ الانقلاب" ... إلى أن وصلنا إلى سوريا، حيث تكشف سياسات الهيمنة والعسكرة والتسلح والاستقواء بالأطلسي وكل شياطين الأرض، طالما أن السلطة هي الهدف من قبل ومن بعد، وطالما أن "نهاية المطاف"، ستأتي بالإخوان إلى سدتها، مهما كان الثمن وغلت التضحيات ... وفي كل هذه التجارب، رأينا عمليات إلقاء الخصوم من على أسطح البنايات العالية، مضافاً إليها عمليات إطلاق النار على ركب المتظاهرين وأكل قلوب وكبود الأسرى، وإباحة دم الأنصار، إن كان المزيد منه، يكفي لتأليب العالم ضد الخصوم.  في تركيا، التي ورث "إخوانها" دوراً محورياً في حلف الأطلسي، ظننا أن الاحتفاظ بهذا الموقع والدور، أنما يأتي من باب "احترام الالتزامات المسبقة"، ورجحنا أن "العدالة والتنمية"، إنما يستبقي على دور التركيا الطليعي في الحلف، من باب "المصلحة الوطنية العليا"، وفي مسعى لتعظيمها ... لكن النشاط التركي الفائض لاستقدام الأطلسي إلى سوريا، ونشر الباتريوت واستعجال التدخل العسكري الدولي في الأزمة السورية، كشف عن "خفايا" الخطاب وعمق الاستعداد الكامنين في عقل وضمير "إخوان تركيا" ... بل أن حماستهم لوصول اخوانهم السوريين للسلطة، مع كل ما سيفتحه ذلك من أبواب، لتزعم المنطقة وفرض "الولاية السلطانية" عليها، دفعت الإخوان الأتراك، لمد يد المساعدة للقاعدة والنصرة والجهاديين ولكل أجهزة المخابرات في العالم، ولكل أنواع الأسلحة والمسلحين لاجتياز الحدود مع سوريا. في العراق وليبيا وحتى سوريا، حاولنا أن نجد العذر للإخوان المسلمين في هذه الدول ... قلنا إنها تخضع لأنظمة دموية لا تعرف الرحمة ... وجيوش عقائدية تربت على "إلغاء الآخر" ... خشينا على بنغازي من "مجزرة" لا تبقي ولا تذر ... وعلى إسلاميي العراق من "حلبجة" و"أنفال" جديدتين، وعلى إخوان سوريا من "حماة ثانية" ... وعلى حماس من ميليشيات الدحلان وأطماعه الانقلابية وارتباطاته المريبة ... لكن كيف نفسر "توق" إخوان مصر للعسكرة والاستقواء بالجماعات "الجهادية" واستدعاء التدخل الأجنبي وتفكيك الجيش ... كيف نفسر مواقف إخوان تركيا الأكثر حماسة للعسكرة و"الأطلسة" ومد اليد لكل إرهابيي العالم وجهادييه؟ ... كيف نفسر اندفاع أخوان "الدول الشقيقة" ومن ضمنها الأردن، لإطلاق الفتاوى والنداء بشق الجيش المصري وإدخال البلاد في حالة من الفوضى والخراب والحرب الأهلية، حتى يسترد إخوانهم "عرش مصر"؟ ... هل تستحق السلطة كل هذه التضحيات والمقامرات؟ الخلاصة: أننا نكتشف الآن، وعبر خمسة أو ستة تجارب إخوانية في أقل من عشر سنوات، أن (1) "العنف وإراقة الدماء"، أمرٌ مجاز سياسياً وأخلاقياً و"شرعيا" للوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها ... (2) وأن المواقف المداهنة للجيوش والأجهزة الأمنية العربية، تندرج في سياق "التقّية" الانتهازية، لا أكثر ولا أقل، في حين تكمن تحت سطح هذه المواقف، أعمق مشاعر الكراهية ... (3) وأن "حبل الإخوان السري" فكرياً وسياسياً و"عملانيا" مع القاعدة والسلفية الجهادية، لم ينقطع برغم محاولات التمايز الزائفة والكاذبة ... (4) والأهم من كل هذا وذاك أن الاستعانة بالجيوش الأجنبية والأساطيل والطائرات، التي عادةً ما يقال فيها أنها "كافرة" و"صليبية" أمرٌ مجاز شرعاً، ومقبول سياسياً وأخلاقياً، طالما أن الوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها، هو الهدف و"نهاية المطاف". نقلا عن مركز القدس للدراسات السياسية  

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ست تجارب وأربع حقائق ست تجارب وأربع حقائق



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab