عن العلاقة بين أضلاع مثلث الجوار الإقليمي
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

عن العلاقة بين أضلاع مثلث الجوار الإقليمي

عن العلاقة بين أضلاع مثلث الجوار الإقليمي

 العرب اليوم -

عن العلاقة بين أضلاع مثلث الجوار الإقليمي

بقلم :عريب الرنتاوي

تشترك إيران وتركيا في «النبرة» المرتفعة لخطابيهما المناهضين لإسرائيل... في الحالة الإيرانية، يصل الأمر حد التهديد بالإبادة و»الإزالة عن الخريطة»، فيما يبدو الخطاب في الحالة التركية، منضبطاً بحدود الرابع من حزيران... وفي كلتا الحالتين، تتجاوز الجارتان الإقليميتان للأمة العربية، سقوف جميع المواقف العربية الرسمية من دون استثناء... وهذا أمرٌ يسجل لهما، لا عليهما، أقله من منظور الرأي العام العربي، المحبط بأنباء الهرولة العربية نحو التطبيع مع إسرائيل، وحالة التخلي شبه الكاملة عن الشعب الفلسطيني في محنته غير المسبوقة منذ سبعين عاماً

في تفسير هذه الظاهرة، تبرز نظريتان، الأولى مؤدّاها، أن كلتا العاصمتين، إنما تفعلان ما تفعلان، لتحقيق أغراض خاصة، إن على مستوى شد العصب الديني للمواطنين عشية انتخابات مصيرية (تركيا)... أو في مسعى لكسب زعامة العالم الإسلامي كما في الحالتين معاً... وهذا أمرٌ، وإن كان ينطوي على قدر من الصحة، إلا أنه لا يقلل من شأن المواقف التي يجري إطلاقها من قبلهما

النظرية الثانية، تتجلى في «نزعة» اتهامية، تسود بعضاً من دوائر السياسة والإعلام والنخبة في العالم العربي، تنحو لإدانة العاصمتين لأنهما تقولان ما لا تفعلان»، يتميز خطاب المتحمسين لكل عاصمة من العاصمتين، إذ يندر أن تجد من متحمس لكلتيهما معاً، بالذهاب بعيداً في إشاعة الأوهام والإتجّار بها، وتبني رهانات متراكمة فوق رمال متحركة، لن تصمد طويلاً أمام المحطات والمنعطفات الأكثر خطورة وسخونة.

لن نساجل حملة مشاعل «النزعة» الأولى، إذ يكفي القول إنه «لا يحق لمن لا يتنصر للقضية الفلسطينية، لا قولاً ولا فعلاً، أن يتهم الآخرين بعدم اتباع أقوالهم بالأفعال»... وسنكتفي بمناقشة أصحاب الرهانات المبالغ بها، حتى لا يصابوا بالخيبة والخذلان، المفضيان حتماً لليأس والإحباط.

إيران تناصب تركيا العداء، وهي استثمرت وتستمر بـ «حروب الوكالة»، تحت شعارات ومسميات شتى، وهي مستعدة للمضي في عدائها لإسرائيل، حتى آخر فلسطيني أو لبناني أو سوري، طالما أن الحرب لا تجري على أرضها، وخطوطها الأمامية بعيدة عن حدودها مئات الكيلومترات... وفي المرة الوحيدة التي وقع فيها الاشتباك الإسرائيلي – الإيراني المباشر في سوريا وفوق أجوائها، جاءت «المبادرة» من قبل إسرائيل، وعلى نحو عدواني متكرر ومتغطرس، من دون أن ترقى ردة الفعل الإيرانية، إلى مستوى التحدي المطلوب، بل رأينا إيران تهرب إلى تكتيكات دفاعية وانسحابية، تارة بنفي استهداف مواقعها، مع أن القاصي والداني يعرف أنها استهدفت، وأن ضحايا إيرانيين قد وقعوا، وتارة ثانية، بالتأكيد المتكرر على رغبتها في تفادي المواجهة الشاملة والحرب المفتوحة، مع إن أحداً من قادتها، لم يتردد في التأكيد على أن حربا من هذا النوع، ستنتهي بهزيمة ماحقة لإسرائيل، ما يدفع كثيراٍ من أصدقاء إيران وخصومها على حد سواء، للتساؤل: إن كانت نتيجة الحرب المباشرة مضمونة إلى هذا الحد، فلماذا لا تستجيب إيران للتحدي الإسرائيلي، بل ولماذا لا تبادر هي بشن الحرب الشاملة والنهائية، مرة واحدة، فتستريح ونستريح؟

وثمة ما يشي بأن طهران التي تواجه تصعيداً غير مسبوق في المواقف العدائية الأمريكية والإسرائيلية، تجابه أيضاً، تخلياً روسياً غير مسبوق كذلك، أقله منذ اندلاع الأزمة السورية... وقد انعكس ذلك في ردود أفعالها على الضربات الإسرائيلية المتكررة لمواقعها، وفي «تجاوبها» على مضض من ترتيبات منطقة خفض التصعيد جنوب سوريا، وفي ذهاب حزب الله، إلى أبعد مديات الانخراط في اللعبة السياسية اللبنانية المحلية، ما يعني أن «مشروع المقاومة» باتت لديه أولويات أخرى في المرحلة المقبلة.

أما تركيا، فقد كان لافتاً أنه في ذروة التصعيد اللفظي غير المسبوق ضد إسرائيل، والصادر عن مختلف مستويات القيادة التركية، أقدام حزب العدالة والتنمية الحاكم، حزب الرئيس أردوغان، على إسقاط مشروع قانون تقدمت به المعارضة العلمانية، يقضي بقطع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل رداً على سلوكها الإجرامي في غزة، وموقف الإدارة الأمريكية من القدس... الأمر الذي قوبل بارتياح في إسرائيل، عبر عنه الكنيست الإسرائيل بـ «رد التحية بمثلها» عندما قرر إسقاط «مذابح الأرمن» عن جدول أعماله... واللافت للانتباه أن الضجيج السياسي والإعلامي التركي ضد إسرائيل، لم يؤثر على التبادلات التجارية والاقتصادية مع إسرائيل، إذ توجهت ناقلة نفط تركية صبيحة اليوم التالي للقمة الإسلامية الاستثنائية التي دعا إليها الرئيس التركي، محملة بأكثر من مليون برميل إلى ميناء عسقلان، فيما يعج ميناء حيفا بالبضائع التركية، وتراهن أنقرة على العودة إلى معدلات السياحة الإسرائيلية لتركيا في العام 2008، والتي زادت عن نصف مليون سائح، وربما تطويرها وزيادة أعداد السائحين.

حتى بالعرف الدبلوماسي، لم تطرد أنقرة السفير الإسرائيلي لديها كما ورد في الإعلام العربي، بل طلبت إليه مغادرة مقر عمله مؤقتاً، وهذا إجراء أقل حدة، ولم تتصعد ردة الفعل التركية، إلا بعد أن قامت إسرائيل بطرد القنصل التركي العام من القدس، وطلبت إلى رعاياها عدم التوجه إلى تركيا، وهددت بإجراءات عقابية، من بينها «الاعتراف بمسؤولية العثمانيين الأتراك، عن مجازر الأرمن».

هذه الحقائق الموضوعية عن مواقف دولتين من دول جوارنا الإقليمي، نعرضها بهدف تفادي المبالغات الساذجة أو الوقوع في شباك الأوهام، والمؤكد أنها لا تبرر السلوك المتهافت للمتقاعسين العرب عن دعم فلسطين، والمتخاذلين في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية والانحياز الأمريكي السافر لأكثر تيارات التطرف الديني والقومي في إسرائيل... والمؤكد أيضاَ، أنها لا تؤيد، بل وتُدين مدرسة في العمل السياسي والإعلامي العربي، لا وظيفة لها سوى التقاط هذه الجوانب في المواقف التركية والإيرانية، لتسويق التخاذل وتسويغ التهافت العربيين، والانقضاض على أي «نفس» مناهض لإسرائيل بوصفها مشروع حليف في مواجهة إيران كعدو أول، وتركيا كعدو ثانٍ للأمة، وتلكم لعمري أسوأ مدرسة وأسوأ مقاربة يمكن أن تصدر أي جهة عربية، رسمية كانت أم غير ذلك.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

arabstoday

GMT 01:05 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

حكاية الحكومات في فلسطين... والرئيس

GMT 02:47 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

لماذا مدح بوتين بايدن؟

GMT 01:26 2024 الإثنين ,19 شباط / فبراير

سياسة في يوم عيد الحب

GMT 01:23 2024 الإثنين ,19 شباط / فبراير

كوارث التواصل الاجتماعي!

GMT 02:27 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

تستكثرُ علي بيتك؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن العلاقة بين أضلاع مثلث الجوار الإقليمي عن العلاقة بين أضلاع مثلث الجوار الإقليمي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025
 العرب اليوم - هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab