عن الحريق الذي أطاح بالانتخابات لا بصناديقها فحسب
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

عن الحريق الذي أطاح بالانتخابات لا بصناديقها فحسب

عن الحريق الذي أطاح بالانتخابات لا بصناديقها فحسب

 العرب اليوم -

عن الحريق الذي أطاح بالانتخابات لا بصناديقها فحسب

بقلم - عريب الرنتاوي

الحريق الذي نشب في ذاك المستودع البغدادي، لم يلتهم صناديق الاقتراع فحسب، بل أتى على صدقية ونزاهة الانتخابات العراقية، وبدد صدقية العملية السياسية الجارية في بلاد ما بين النهرين، المهددة بأن تصبح «بلاد النهر الواحد بعد أن جفّ دجلة أو جرى تجفيفه»... فمنذ انتهاء الاقتراع، والتردد والتأخر في إعلان النتائج، ثم الطعون بالفرز الالكتروني، وحروب الاتهامات المتبادلة، وقرارات البرلمان بشأن إعادة الفرز، وقرار المجلس القضائي بتولية تسعة قضاة مهام مفوضية الانتخابات، وانتهاءً بالحريق المتعمد، بدا أن العملية الانتخابية/السياسية تترنح، بعد أن أصيبت في مقتل النزاهة والصدقية والشفافية.

لا ندري كيف سينتهي الجدل بشأن سؤال: «ما العمل؟»، سيما بوجود آراء ومقترحات تذهب في كل صوب واتجاه... من إعادة الانتخابات برمتها، إلى القبول بنتائجها على عجرها وبجرها، وكما أعلنت، مروراً بطيف واسع من الأفكار عن إعادة الفرز يدوياً، كلياً أو جزيئاً، في عموم العراق أو في مناطق «موبوءة» انتخابياً، وترشحها التقديرات المستقلة بأنها الأسوأ بمقاييس النزاهة، كما هو الحال في تصويت الخارج والتصويت الخاص وبعض المناطق الكردية والمختلطة.

والحقيقة أننا كنّا التقينا بثلاثة باحثين عراقيين مرموقين ذات يوم عشية الانتخابات، وتحدث أحدهم (الدكتور باسل حسين) على نحو خاص، عن نظام الفرز الالكتروني، ليس من حيث كلفته الباهظة (ملمحاً إلى فساد عمليات الشراء وعطاءاتها)، بل وإلى عدم كفاءة الأجهزة، وسهولة اختراق النظام والتلاعب بالنتائج، وهو الذي أجرى بحثاً استقصائياً حول هذه المسألة، انتهى إلى الشك والتشكيك، بسلامة الركون إلى هذه الآلية في التصويت والعد والفرز واحتساب النتائج... وكل ما بدا مثيراً، وغير قابل للتصديق في مداخلة صديقنا العزيز، تجلى على أبشع ما يكون في يوم الاقتراع وما تلاه من أيام العد والفرز وحتى يومنا هذا.

على أية حال، ما يشهده العراق اليوم، من حرب اتهامات وطعون، وانقسامات حول سؤال «ما العمل؟»، ليس منفصلاً بحال من الأحول، عمّا يشهده من حراك كثيف بين مكوناته وكياناته الداخلية وداعميها الإقليميين والدوليين، حول وجهة العراق في المرحلة القادمة، واستتباعاً، شكل وطبيعة حكومة ما بعد الانتخابات، وأي ائتلاف سيحظى بفرصة تشكيلها، وأي أثر ستتركها هذه «التوليفة» على علاقات العراق بالمحاور والمعسكرات المحتربة في الإقليم، وبالأخص بين قطب دولي (واشنطن وحلفائها) وقطب إقليمي (طهران وحلفائها).

ولقد بدا أن عراق ما بعد الانتخابات، مقبل على واحد من سيناريوهات ثلاثة، لكل منها ما له وما عليه... كما أن كل واحد منها، يعكس توازن القوى القائم في البلاد في اللحظة الراهنة، ويقرر لمن ستكون الغلبة فوق هذه الساحة المفتوحة لحروب الوكالة، لإيران وحلفائها أم للولايات المتحدة وأصدقائها: 
السيناريو الأول: ائتلاف وحكومة «بعيدين» نسبياً عن إيران، ما يعني «قريبين» نسبياً من الولايات المتحدة، وربما بالقدر ذاته، ويضم ائتلاف كهذا كل من «سائرون» و»النصر» و»الحكمة»، ويضم سنياً الكتلة الوطنية وربما ائتلاف القرار، فضلاً عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني، وكيانات أقل شأناً... هذا هو الائتلاف الأكبر والأسهل منالاً، بيد أن خطورته الأولى تكمن في ترك «فتح» واستتباعاً الحشد الشعبي، خارج صفوف الحكومة، ما قد يتسبب بتداعيات سياسية وأمنية على حد سواء.

السيناريو الثاني: ائتلاف وحكومة «بعيدين» نسبياً عن الولايات المتحدة، و»قريبين» نسبياً من إيران، وبالقدر ذاته كذلك، ويضم كلا من «دولة القانون» و»الفتح»، وربما الحكمة المتأرجح بين طريقين، ويضم جماعة السليمانية من الأكراد، بزعامة الحزب الوطني، وبعض القوائم السنيّة، من «المؤلفة قلوبهم» أو «المؤلفة جيوبهم»... هذا ائتلاف لا يحظى بما يكفي من المقاعد لتشكيل الحكومة، وسيكون مجبراً على الدخول في مقايضات ومساومات، مع كيانات أخرى، شيعية وسنية وكردية، لتأمين النصاب اللازم.

السيناريو الثالث، خليط غير متجانس سياسياً، من الكيانات العشر الكبرى (5 شيعية)، (3 سنية) و(كتلتان كرديتان) يجمع الشامي بالمغربي، وفقاً لنظرية ليس بالإمكان أبدع مما كان، وبصورة تتفادى العواقب الوخيمة لإخراج كتل وازنة من الحكومة وإبقائها في صفوف المعارضة، وهنا سيتعين على الحكومة المشكلة عن هكذا ائتلاف، أن تسير في «حقل ألغام» خطر، وسيزداد خطورة، كلما اشتدت حدة المواجهة والاستقطاب، بين واشنطن وطهران، في الإقليم وعلى الساحة العراقية بشكل خاص.

شكل وتشكيل الحكومة، استدعى حضوراً أمريكياً وإيرانياً كثيفاً في العراق، قبل الانتخابات وبالأخص بعدها، وتولى بيرت ماكغورك المهمة عن الجانب الأمريكي، مثلما تولاها قاسم سليماني عن الجانب الإيراني... ويبدو أن المصاعب التي اعترضت تشكيل الائتلاف والتحالفات، فتحت الباب لمعركة من نوع جديد: معركة الطعون وإعادة الفرز وأفضت إلى حرق صناديق الاقتراع.

وقد يفضي التحقيق، الجاد والجدي، في جريمة حرق الصناديق، إلى إشعال حرائق أخرى في العراق، وقد يفضي «عدم التحقيق» إلى نتائج لا تقل كارثية... كما أن قرار إعادة الفرز يدوياً، سيفضي إلى انكشاف كتل وازنة، وافتضاح تدخلها الفظ في الانتخابات، وقد يترتب كل خيار من الخيارات التي يجري تداولها، القضاء على آخر ذرة من الثقة بالطبقة السياسية والعملية السياسية، فضلاً عن المؤسسات والرموز المنبثقة عنها.

المصدر :جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

GMT 01:05 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

حكاية الحكومات في فلسطين... والرئيس

GMT 02:47 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

لماذا مدح بوتين بايدن؟

GMT 01:26 2024 الإثنين ,19 شباط / فبراير

سياسة في يوم عيد الحب

GMT 01:23 2024 الإثنين ,19 شباط / فبراير

كوارث التواصل الاجتماعي!

GMT 02:27 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

تستكثرُ علي بيتك؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الحريق الذي أطاح بالانتخابات لا بصناديقها فحسب عن الحريق الذي أطاح بالانتخابات لا بصناديقها فحسب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025
 العرب اليوم - هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab