كنت هناك

كنت هناك

كنت هناك

 العرب اليوم -

كنت هناك

بقلم : عريب الرنتاوي

تشرفت بلقاء جلالة الملك عشرات المرات في العقدين الأخيرين، لكنها المرة الأولى التي أستشعر فيها حجم الفضول الذي اجتاح كثيرين لمعرفة تفاصيل اللقاء الأخير مع جلالته، ماذا قال وماذا قلتم؟ ... هل امتلكتم الجرأة على نقل هموم الناس وأشواقهم، أم أنكم اكتفيتم بتقديم آيات الشكر والثناء، وعدتم من اللقاء كما ذهبتم إليه؟
ولفت انتباهي أن كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي قد أعادوا طرح هذا السؤال/التساؤل، وإن بنبرة اتهامية في الغالب، مالت للقول «أننا معشر - السحيجة - لا نتقن هذا الفن، فن نقل نبض الشارع وتطلعاته لجلالة الملك، وأننا نكتفي عادة بالتسبيح بحمد النظام ونعمه، وإننا نكتفي إما بتقديم صورة وردية عن الوضع العام، أو بعرض لائحة مطالبنا الشخصية والخاصة.
واتسع نطاق الأسئلة والتساؤلات بخاصة، في ضوء شمول لقاءات الملك عدداً من الشخصيات التي تلتقي جلالته لأول مرة، وبعضها من أصحاب الأصوات المرتفعة، الأمر الذي فُسر في واحد من الوجهين: إما أن تكون مبادرة انفتاحية من الديوان على مختلف الاتجاهات والتيارات السياسية والفكرية والاجتماعية، أو هي محاولة «احتواء» وإسكات بطريقة ناعمة، ولا أريد أن أعلق هذا الأمر، فمن لديه قناعة في أي اتجاه، هيهات أن يغيرها بمقالة أو اثنتين.
ما يهمني هنا، هو أن أوكد وفقاً لمشاهداتي وما استمعت إليه، فقد كنت هناك، بأن غالبية من حضر اللقاءات مع جلالته، تملك الجرأة للحديث في كل ما دار في ذهنه، مراعياً شرطيين اثنين: أدب الحدث الذي يمليه المقام من جهة، والوقت المحدد المتاح لكل متحدث من جهة ثانية ... لقد عرض الزملاء والأصدقاء معظم إن لم نقل جميع ما يجول في خواطر الناس ويعتمل في نفوسهم، وإن على صورة «تغريدات» موجزة، محمّلة بالدلالات، سيما وأننا نتحدث في الديوان الملكي الذي لديه إطلالة واسعة على مختلف مناحي الحياة الأردنية، ما هو رسمي منها وما هو أهلي وشعبي.
وأجزم بأن أياً من الزملاء، في اللقاء الذي حضرته، وأمامنا جميعاً، لم يتقدم بمطلب شخصي واحد، فلا أوراق أخرجت من الجيوب، ولا أحاديث هامسة بعيدة عن الهم الوطني العام.
لقد عُرض ملف الإصلاح السياسي بجميع أوراقه تقريباً، وجرى توجيه انتقادات واسعة للتقصير والمراوحة في حفز التقدم وتحقيق الاختراق على هذا المسار ... طرح موضوع الفساد واستراتيجية محاربته من أكثر من زميل، وبغير طريقة ... طرحت فجوة الثقة بين المواطنين من جهة والعملية السياسية الجارية في بلادنا والمؤسسات المنبثقة عنها من حكومة وبرلمان وأحزاب من جهة ثانية ... طرحت ثقة الناس بالدولة والنظام ... طرحت قضايا الحريات العامة والمعتقلين ... طرح ملف الأزمة الاقتصادية – الاجتماعية التي تعتصر البلاد والعباد، وطرحت أسئلة حول قدرة الحكومة والبرلمان على إنجاز رؤية إصلاحية جادة وجدية ... عرض لملفات السياسة الخارجية وجرى تقليبها، من فلسطين والقدس والرعاية والمسجد الأقصى مروراً بصفقة القرن، عطفاً على سوريا والعراق وبقية أزمات المنطقة، طرحت أسئلة وأفكار حول حاجة الأردن لتنويع علاقاته وأسواقه الخارجية، وعدم الارتهان لمحور واحد، عرضت شتى المخاوف من مواقف هذا المحور أو ذاك، هذه العاصمة أو تلك.
أجزم بأن معظم من تناوب على الحديث مع جلالته، استشعر القدرة والجرأة على الحديث بما يدور في خلده، من دون خوف أو تردد أو مجاملة، إلا ما يقتضيه المقام والوقت المحدد للقاء، راجياً أن تكون مقالتي هذه قد أنصفت الزملاء، وصححت النظرة للقاءات المكثفة التي يجريها الملك مع شخصيات سياسية وإعلامية واجتماعية أردنية، من شتى المشارب والاتجاهات، سواء من حيث أهدافها أو طبيعة مجرياتها.

 

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كنت هناك كنت هناك



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab