فتح وليلة الحادي والثلاثين من آذار

فتح وليلة الحادي والثلاثين من آذار

فتح وليلة الحادي والثلاثين من آذار

 العرب اليوم -

فتح وليلة الحادي والثلاثين من آذار

بقلم - عريب الرنتاوي

لن تنسى حركة فتح، بكوادرها وأعضائها الكُثر، وجمهورها الواسع والعريض، ليلة الحادي والثلاثين من آذار، ففي تلك الليلة، عجزت اللجنة المركزية للحركة في عن الوفاء بمعاييرها والتزاماتها، وأخفقت في تشكيل قائمة موحدة للحركة، تخوض بها غمار الانتخابات للمجلس التشريعي الثالث، بل على العكس من ذلك، فقد ازدحمت قائمتها بمن كان محظوراً عليهم الترشح على متنها، من أعضاء «اللجنة» و»الثوري» و»المحافظين» و»النواب السابقين»، وتطاولت طوابير الغاضبين والناقمين والمتمردين، وخرجوا إلى شوارع مختلف مدن الضفة الغربية وبلداتها، وعدل مروان البرغوثي عن «انضباطه»، بعد أن نكثوا بما عاهدوه عليه، ووحد صفوفه في قائمة واحدة، مع عضو لجنة مركزية سبقه إلى قرار «الفصل والتشهير».
فتح تتمرد على الحلقة الضيقة الممسكة بزمام السلطة والقرار والمال فيها، لم تعد أساليب الضغط والاحتواء والتهديد القديمة، تجدي نفعاً مع كثرة كاثرة من قادتها وكوادرها، كما لم تعد الاتهامات بـ»التسلق» و»الانتهازية» و»الأجندات الخارجية» تُقنع أحداً، لا من المتمردين على فتح، ولا من جمهورهم، العريض أيضاً، وهو بالمناسبة، جمهور فتح بالأساس.
الآن، ستخوض فتح الانتخابات، رغم أنف المتنفذين فيها، بقائمتين (لن نضع قائمة الدحلان في السياق ذاته)، وبدل أن يتم الأمر، بالتدارس والتراضي، كما اقترحنا واقترحنا غيرنا، ها هو يأخذ شكل «انشقاق»، حتى وإن رفض الطرفان تسميته كذلك...كان بالإمكان، لو أُديرت المسألة بعقل بارد، وبتغليب المصلحة الفتحاوية والعامة، على مصالح «قبضة» من القيادات المتنفذة، أن تكون الصورة مغايرة الآن.
على أية، ليست كارثة ولا طامة كبرى، بل قد تكون هي «الضارة النافعة»، فربما سيكون بمقدور القائمتين تفعيل جمهور فتح، وحفزه على المشاركة بدل الاستنكاف و»الحرد»، وقد يكون بمقدور القائمتين، أن تحصلا مجتمعتين، على عدد أكبر من المقاعد، كما كشفت عن ذلك استطلاعات الرأي العام، وقد تحصل قائمة البرغوثي – القدوة، على عدد من المقاعد، أزيد مما ستتحصل عليه، قائمة فتح «الرسمية».
المهم، أن حصة الأغلبية من مقاعد المجلس التشريعي في نهاية المطاف، قد تكون من نصيب التيار الوطني، الديمقراطي، العلماني، إذا أضفنا إلى مقاعد القائمتين، ما يمكن أن تتحصل عليه القوائم اليسارية والشبابية والاجتماعية الأخرى...لكن المشكلة، التي ستواجه قيادة فتح والسلطة، أنها ستفقد السيطرة على غالبية ممثلي هذا التيار، وهي لن تكون أكثر من مكون واحدٍ من مكوناته...المشهد قد ينقلب رأساً على عقب، والسحر قد ينقلب على الساحر.
تفتح هذه التطورات الباب رحباً أمام سيناريوين اثنين، لا ثالث لهما: سيناريو التغيير وتحريك مستنقع الجمود والركود والشيخوخة الراكد، وسيناريو الفوضى، الذي لن يتورع كثيرون عن دفع البلاد والعباد باتجاهه، سيما أن تصاعدت رائحة الهزيمة من صناديق الاقتراع.
مثل هذه التطورات، تثير شهية دول ومراكز عدة، لتكثيف تدخلاتها: دولٌ عربية لم تقبل بالانتخابات إلا بناء على ضمانات بأنها لن تأتي بمفاجآت، أما الاتحاد الأوروبي، فيخشى المفاجآت، بقدر ما يخشى «عدم الوصول إلى يوم الاقتراع»، فيما الولايات المتحدة، تبدي قدراً من الاهتمام بهذا الشأن، مع أنها أميل لسيناريو «لا انتخابات غير محسومة النتائج سلفاً».
يطرح ذلك كله، احتمالاً يزداد ترجيحاً يوماً إثر آخر: إلغاء الانتخابات، بزعم تأجيلها، أما الحجج والذرائع، فجاهزة، «غبّ الطلب»، كورونا والقدس، أو الاثنتين معاً، ولقد لاحظنا ارتفاعاً محموماً في وتيرة التصريحات المُشددة على «لا انتخابات من دون القدس»، والمُفرطة في بيان مكانتها الاستراتيجية...كلام حق يُراد به باطل، فلو كانت الصورة مغايرة، لما التفت هؤلاء أنفسهم، لا لكورونا ولا للقدس، لكن لا بأس من إرجاء الخيبة والفشل، فالاعتراف بهما، ليس من شيّم البعض على ما يبدو.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتح وليلة الحادي والثلاثين من آذار فتح وليلة الحادي والثلاثين من آذار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab