طريق موسكو – دمشق سالكة ولكن

طريق موسكو – دمشق: سالكة ولكن!

طريق موسكو – دمشق: سالكة ولكن!

 العرب اليوم -

طريق موسكو – دمشق سالكة ولكن

بقلم _ عريب الرنتاوي

لافتة للانتباه، تلك الحملة الإعلامية التي شنتها صحف ووسائل إعلام روسية، ضد النظام السوري ورأسه، لافتة في موضوعها وتوقيتها... من حيث الموضوع، انصب تركيز الحملة على تفشي الفساد في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وارتفاع كلفه، ودوره في عرقلة جهود إعادة الإعمار وإيصال المساعدات إلى مستحقيها، وجذب الاستثمارات، وغير ذلك مما تبدو سوريا في أمس الحاجة إليه، بعد أن استتبت للنظام سيطرته على معظم الأراضي السورية.

قبل ذلك، كانت موسكو «تسرب» معلومات حول زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى دمشق (23/3/2020)، والتي قيل رسمياً إنها جاءت لبحث وقف إطلاق النار في إدلب وشمال غرب، أما ما جرى تسريبه، فيتحدث عن «رسالة حازمة» نقلها الجنرال من بوتين إلى الأسد، فحواها أن موسكو لن تسمح لدمشق بخرق «بروتوكول موسكو»، وسط معلومات توافرت لديها عن «نية مشتركة» لدى كل من سوريا وإيران لاستئناف العمليات العسكرية على هذه الجبهة، الأولى؛ ظناً منها أنها قادرة على بسط سيادتها على مزيد من الأراضي تحت جنح «كورونا»... أما الثانية؛ فتعبيرٌ عن الغضب من استبعادها عن اتفاق سوتشي وملحقه «برتوكول موسكو»، وخشية من مغبة استبعادها عن مسار أستانا.

في دلالة التوقيت، يقول العارفون ببواطن الأمور، أن قلق موسكو من تعثر مسار إعادة الإعمار وتطبيع الحياة اليومية للسوريين، يتفاقم مع تفشي الفساد وتفاقم نهم الفاسدين، وأغلبهم من الدائرة المقربة من رأس النظام، والحلقة الضيقة من صناع القرار... موسكو في وضع مالي واقتصادي صعب للغاية، زادته صعوبة إرهاصات الركود الاقتصادي العالمي وحرب أسعار النفط وجائحة كورونا التي تضربها بقوة، حتى وإن وصلتها متأخرة بعض الشيء.

موسكو لا تستطيع المجازفة بالانزلاق إلى «حرب استنزاف اقتصادية» في سوريا، وهي التي لم تدخر جهداً لتفادي الغرق في «حرب استنزاف عسكرية» في البلاد... دمشق، لا تساعد في جعل مهمة موسكو أكثر يسراً وسهولة، و»حزب الفساد» من القوة، بحيث لا يمكن القضاء عليه بمجرد إصدار مرسوم رئاسي هنا، أو قرار جمهوري هناك.

ثم، أن سوريا تقترب من استحقاق انتخابات رئاسية العام المقبل، وهي التي أرجأت انتخابات نيابية كانت مقررة في 13نيسان الجاري، بفعل جائحة كورونا... ثمة من يعتقد أن موسكو تفكر جدياً في إقناع الأسد بعدم خوض الانتخابات المقبلة، والاكتفاء بدعم ترشيح من يجده مناسباً لخلافته، ظناً منها أن خطوة كهذه، يمكن أن ترفع المزيد من «الفيتوات» المفروضة على سوريا من عواصم عربية وإقليمية ودولية، وبما يفتح الباب أمام تطبيع علاقات دمشق مع المجتمع الدولي، واجتذاب مزيد من الأموال والاستثمارات لإنجاز عملية إعادة الإعمار المكلفة، والتي يصعب على روسيا (كما إيران) تحمل أعبائها.

والحقيقة، أنني لطالما استمعت في مجالس مغلقة، إلى شكاوى دبلوماسيين روس وتذمرهم، من أداء دمشق، سياسياً وميدانياً... سياسياً، تركزت الشكاوى حول «تشدد» العاصمة السورية في الملف الكردي وأحياناً في الملف «الدستوري»... وميدانياً، إشارات متكررة إلى أدوار ضباط ومسؤولين ميدانيين وقادة ميليشيات، في عمليات سلب ونهب وتعدي وفساد وإفساد، خلقت وتخلق اضطرابات في مناطق عدة، وحالت حتى الآن، دون تسريع عملية تطبيع الحياة في سوريا وتسريع عملية إعادة الإعمار... وربما لهذا السبب بالذات، أجدني مصدقاً للتسريبات التي يجري تداولها من أن الحملة على الأسد ونظامه، إنما جاءت بضوء أخضر من الكرملين إن لم يكن بطلب مباشر منه.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق موسكو – دمشق سالكة ولكن طريق موسكو – دمشق سالكة ولكن



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab