إسرائيل تقصف «نفق المصالحة»

إسرائيل تقصف «نفق المصالحة»

إسرائيل تقصف «نفق المصالحة»

 العرب اليوم -

إسرائيل تقصف «نفق المصالحة»

بقلم : عريب الرنتاوي

رسالتان داميتان ومدويتان، بعثت بهما إسرائيل إلى الفلسطينيين عموماً، وأهل غزة على وجه الخصوص: الأولى تتمثل في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها اللواء توفيق أبو نعيم قائد القوى الأمنية في غزة (حماس) قبل عدة أيام ونجا منها بأعجوبة، والثانية، استهداف نفق لسرايا الجهاد، ما أسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة عدد آخر بجروح.

الحادثة الأولى، ما زال يشوبها بعض الغموض والالتباس، مع أن الفصائل الفلسطينية الرئيسة، توجهت بأصابع الاتهام للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حتى وإن تدثرت بلبوس "جهادي/سلفي"، ذلك أن العديد من العمليات التي استهدفت فلسطينيين في غزة سابقاً، تورط في ارتكابها "جهاديون متشددون"، وثبت في التحقيقات أن أصابع المخابرات الإسرائيلية، كانت تديرها وتقف وراءها.

أما الحادثة الثانية، فقد أعلنت إسرائيل صراحة مسؤوليتها عنها، وعلى لسان بنيامين نتنياهو، الذي تعهد اقتراف المزيد منها، إن لزم الأمر، وفي التفاصيل أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت بصواريخها، طرف نفق يمتد من داخل القطاع إلى مسافة كيلومترين من "كيبوتس كيسوفيم" المجاور، وأن النفق اكتشف بوسائل تقنية طورتها إسرائيل حديثاً، وأنها كانت تنوي تدمير النفق ولم تخطط لاغتيال قادة ميدانيين رفيعي المستوي من "حماس" أو "الجهاد الإسلامي".

وفي التفاصيل أيضاً، أن حكومة نتنياهو أبلغت "حماس" عن طريق الوسيط الأمني المصري، بأنها ليست راغبة بالتصعيد، بدليل أن صواريخها ضربت في مناطق سيطرتها، ولم تضرب النفق في طرفه الممتد داخل القطاع، وأن المخابرات المصرية تبذل جهوداً لاحتواء الموقف ومنع الانزلاق للتصعيد، وأنها حققت وتحقق تقدماً على هذا الصعيد.

مضمون الرسالتين الإسرائيليتين الداميتين واحد: بالمصالحة أو من دونها، يد إسرائيل الطولى ستظل تعبث في غزة، فوق الأرض وتحتها، وفي الأجواء كذلك، وإذا كانت "حماس" اليوم، تتحمل وزر كل ما يجري في القطاع وما يستهدفها انطلاقاً منه، فإن السلطة ستصبح المستهدفة بالصواريخ الإسرائيلية، في حال فكرت "حماس" أو "الجهاد"، أو غيرهما من الفصائل، تعظيم قوة الردع الفلسطينية أو اجتياز خطوط "نظرية الأمن الإسرائيلية" الحمراء.

إسرائيل بتعمدها رفع منسوب التصعيد في غزة، تريد تذكرة الفلسطينيين، كل الفلسطينيين، بأنها حاضرة بقوة في مسارات المصالحة وتلافيفها، وأنها وإن غابت عن موائد الحوار والتفاوض والوساطة المصرية، إلا أنها حاضرة بقوتها الأمنية والعسكرية، لتقرير مسار الأحداث والتطورات الراهنة والآتية، تماماً مثلما تفعل على الساحة السورية، حيث تحرص بين الحين والآخر للقول: نحن هنا، تارة عن طريق غارة جوية وأخرى عن طريق رشقة صاروخية أو عملية اغتيال.

والمؤكد أن إسرائيل لن تكل ولن تمل، من تكرار محاولة "فرض قواعد اشتباك جديدة"، هدفها الأول والأخير، انتزاع ما تعتبره "حقاً" لها، في اللجوء إلى القوة الغاشمة وقتما تشاء وأينما تشاء، وهي تفعل ذلك على الجبهتين الشمالية والجنوبية بتواتر، وهي هذه المرة، تريد أن تختبر هذه القواعد، بعد التطورات الأخيرة في ملف المصالحة، وإظهار "حماس" قدراً متزايداً للتحلل من تبعات السلطة المكلفة في القطاع، واضطرارها نظير ذلك، لتقديم "تنازلات مؤلمة" للسلطة الفلسطينية.

والمؤكد أيضاً، أن إسرائيل تريد أن تخلط أوراق الفلسطينيين، إذ في مواجهة حالات "التلفت" للرد على العدوان، وتعالي الصيحات المطالبة بالثأر والانتقام للضحايا والشهداء، هناك من الفلسطينيين والعرب (الوسيط المصري) من سيدعو إلى "ضبط النفس"، وتفويت الفرصة على إسرائيل لتخريب مسار المصالحة. الغارة الإسرائيلية الدامية على القطاع، تستهدف قراءة وزن "المصالحة" في حسابات مختلف الفرقاء واللعب على وتر "تباين الأولويات" فيما بينها، واستجرار خلاف فلسطيني داخلي من جديد، يوقف عجلة التفاؤل والتقدم على درب إنهاء الانقسام.

إن "صمت" الفلسطينيين على العدوان وتجرع كأسه المرة، سجل لإسرائيل نقطة في ملعبهم، وإن اشتبكوا فيما بينهم حول طبيعة الخطوة التالية، أو جواز الرد من عدمه، سجلت إسرائيل نصراً آخر.. وفي مطلق الحالات، فإن أحداً لن يستطيع استبعاد سيناريو "التدهور" واحتمال خروج الأمور عن السيطرة، عندها قد نكون أمام خطر "انقلاب كامل في المشهد".

arabstoday

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 04:59 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

اعترافات ومراجعات (80).. اليهود وكورت فالدهايم

GMT 04:20 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

هفوات الزمن الكبير

GMT 03:26 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

GMT 01:05 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

محور الفشل والوهم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل تقصف «نفق المصالحة» إسرائيل تقصف «نفق المصالحة»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab